خبير في أمراض الدم: زيادة الإصابة بأمراض الدم في شرق وجنوب السعودية

نظرا لكونها مناطق موبوءة سابقا بالملاريا

TT

اعاد متخصص في امراض الدم اسباب زيادة حالات الاصابة بأمراض الدم في بعض من مناطق السعودية مثل المنطقة الشرقية والمنطقة الجنوبية بالإضافة الى ساحل تهامة في منطقة مكة المكرمة، مثل مناطق القنفذة والليث حتى منطقة جيزان الى كون هذه المناطق مناطق كانت في السابق موبوءة بمرض الملاريا ونتيجة زواج الأقارب داخل المجموعات السكانية في هذه المناطق.

وقال الدكتور عبدالرحيم قاري استشاري امراض الدم «تشكل أمراض الدم الوراثية مشكلة كبيرة في كثير من بلدان العالم الا ان هناك حوالي مائتين وخمسين مليون شخص يحملون جينة من جينات أمراض الدم الوراثية في العالم أي نسبة حوالي 5 في المائة من سكان العالم، ويولد سنوياً حوالي 300 الف طفل مريض بمرض من أمراض الدم الوراثية في العالم».

وأضاف «وتتركز هذه الامراض في السعودية في مناطق مثل المنطقة الشرقية والمنطقة الجنوبية بالإضافة الى ساحل تهامة في منطقة مكة المكرمة، مثل مناطق القنفذة والليث حتى منطقة جيزان حيث تصل نسبة حاملي المرض في بعض المناطق الى 30 في المائة وتصل نسبة المرضى الى حوالي 2 في المائة من السكان في بعض المناطق وهناك توقعات بأن تزيد هذه النسب خلال العقود المقبلة».

وبين قاري «ويرجع سبب تكاثر الإصابة بأمراض الدم الوراثية في مناطق المملكة المذكورة الى كون هذه المناطق مناطق كانت في السابق موبوءة بمرض الملاريا مما أدى الى تكاثر عدد حاملي المرض ثم بالتالي فإن نتيجة زواج الأقارب داخل المجموعات السكانية في هذه المناطق تتزايد نسبة احتماليات الإصابة بمرض وراثي لأنه من المعروف ان احتمال الإصابة بمرض وراثي تتضاعف بنسبة 200 في المائة في حالة الزواج من قريبة مقارنة فيما إذا كان الزوجان غير قريبين الى بعضهما بعضا».

وعن كيفية التعامل مع هذه الامراض وتقليصها كما جرى في دول مجاورة قال متخصص في مجال امراض الدم «الحقيقة ان هناك خبرة في بعض الدول المجاورة في خفض نسب الإصابة بهذا المرض، خاصة في دول مثل قبرص واليونان وإيطاليا وتركيا، فمثلا في قبرص استطاعوا إنزال نسبة المواليد المصابين بالمرض من 70 في الألف إلى 17 في الألف خلال ثماني سنوات ثم في خلال عشر سنوات أخرى تقريباً اختفت هذه النسبة تماماً، وكانت التجربة في إيطاليا تثبت نفس النتائج أيضاً».

وأردف "إلا انه من المهم ان نذكر هنا ان الإنخفاض هذا لم يكن نتيجة فحص الأطفال في المدارس أو فحص ما قبل الزواج أو فحص الأشخاص الراغبين في الزواج فقط وإنما نتيجة فحص الأجنة الذين يحتمل ان يكونوا مصابين نظراً لكون والديهم يحملان نفس الجينات الوراثية، ثم بعد اكتشاف جنين مصاب يتم تحويل المريض من أجل اجراء عملية إجهاض لهذا الطفل المصاب.

وأضاف: لذلك لا يتوقع ان نحصل على اختفاء تام للمرض مثل ما حصل في قبرص او في إيطاليا أو في بعض مناطق ايطاليا نتيجة لفحوص ما قبل الزواج لوحدها لأننا كمجتمع مسلم في الغالب لا نقبل عملية الإجهاض بسهولة مثل المجتمعات في قبرص أو إيطاليا ولكن بالرغم من ذلك من المتوقع انخفاض هذه النسبة بشكل واضح، إذ أن نسبة الزيجات التي يكون الزوجان فيها حاملين للمرض انخفضت في دول مثل تركيا من نسبة الزيجات الذين يكون الزوجان فيها حاملين للمرض انخفضت في دول مثل تركيا من نسبة متوقعة حوالي 3 في المائة في بعض المناطق الى حوالي 1 في المائة فقط من الأزواج أي بمعنى أن النسبة انخفضت الى الثلث تقريباً.