حضر التاريخ.. وغابت الثقافة

في ليلة الاحتفاء بمكة عاصمة للثقافة الإسلامية في إثنينية خوجة

TT

احتفت إثنينية عبد المقصود خوجة باختيار مكة عاصمة للثقافة الإسلامية، وحضر الملتقى الذي أقيم بالمناسبة لفيف من رجال الثقافة والإعلام وأعلام المجتمع المكي، وكان من أبرز الحاضرين معالي الدكتور محمد عبده يماني، والكاتب الصحافي عبد الله الجفري، حيث شارك كل منهما بكلمة عن المناسبة، وكان من بين الحاضرين الأستاذ محمد بدرالدين، والشاعر محمد إسماعيل جوهرجي اللذين شارك كل منهما بقصيدة من وحي المناسبة.

وفي ليلة الاحتفاء بمكة عاصمة للثقافة الإسلامية تم الاحتفاء بمكة وغابت الثقافة الإسلامية، حيث تركزت الأسئلة والمداخلات التي طرحت على الضيفين على مكة كبقعة طاهرة، كانت وستبقى بؤرة إشعاع وتنوير ليس فقط على مستوى العالم الإسلامي ولكن على مستوى العالم كله.

كما طرح الضيوف والمشاركون همومهم وتساؤلاتهم حول الحقائق الجيولوجية لطبيعة أرض مكة، والتخطيط العمراني الذي يخدم قاطني مكة وزائريها ويحفظ هويتها العمرانية في الوقت نفسه، وتوسعة الحرمين، والتغيرات الاجتماعية في المجتمع المكي، والخوف على الآثار والمقتنيات الإسلامية من الأهمال والتضييع، ومعالجة مشاكل البيئة في مكة، وورد ذلك على لسان إحدى الحاضرات التي أبدت خشيتها من ناطحات السحاب التي بدأ بناؤها في منطقة الشامية بمكة المكرمة والتي هي المنفذ الوحيد للهواء بمكة.

وطالب أحد الحاضرين بإنشاء مكتبة في مكة تضاهي أكبر المكتبات العالمية تتيح البحث والوصول للمصادر لكل باحث أو راغب بارتيادها من كل أنحاء العالم، الأمر الذي وافقه فيه الجفري، بينما قال يماني «أنا من مؤيدي إنشاء مكتبة كبيرة تليق بمستوى مكة، لكن المشكلة التي نعاني منها الآن هي انحسار القراءة، فالمدارس لا تعلم الطلاب القراءة، ولا تغرس فيهم حب الثقافة، فليس هناك روافد تعليمية تعلم الجيل حب القراءة، وحتى لو أنشأنا المكتبات الكبيرة فلن نجد من يرتادها».

وقال الدكتور يماني «حتى نعيد لمكة المكرمة مكانتها ومجدها يجب علينا أن نعيد إليها حيويتها وقدراتها التجارية والتعليمية، وأن نعطي أبناء مكة وشيوخ مكة الفرصة ليعودوا إلى الحرم، أن نعيد الحرم ليكون هو الجامعة، فإذا اعتنينا بهذه الجوانب فسوف تكون الانطلاقة الأساسية لمكة لاستعادة تاريخها، كما أن هناك علماء أجلاء وأفاضل يأتون للحج أو العمرة ويذهبون بدون أن نعلم عنهم شيئاً، يجب أن يكون هناك ترتيبات للاستفادة من هؤلاء الوافدين، كما يجب أن نعيد مكانة هذه البلدة الطاهرة في مناهج التاريخ، ونعتني بتراثنا الذي عبثنا فيه وتأريخنا الذي غفلنا عنه».

وكشف الدكتور محمد عبده يماني عن أنه «سمع من أمير منطقة مكة المكرمة الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز آل سعود في مجلسه عزمه على عمل تلفريك من أسفل جبل النور لأعلى الجبل لتيسير وتنظيم زيارة الجبل للزائرين والمعتمرين».

وعلى هامش اختيار مكة عاصمة للثقافة الإسلامية أعلن خوجة عن قصر نشاطات الطباعة والنشر بالإثنينية لهذا الموسم على هذه المناسبة، وقال خوجة «سوف تقوم الإثنينية بطباعة 17 عنواناً ضمن 54 مجلداً بمناسبة اختيار مكة عاصمة للثقافة الإسلامية، طبع أكثرها حتى الآن وبقي منها عنوانان ما زالا تحت الطبع هما الأعمال الكاملة للشاعر أبي الحسن أبي العلاء والأعمال الكاملة للشاعر أحمد قنديل».