مدير الشؤون الصحية: كيف نؤمن بالمرأة داخل العمليات ولا نثق في توليها رئاسة قسم أو إدارة

د. ياسر الغامدي: ضبط المستشفيات الخاصه أمر صعب وتغييرات قيادة صحة جدة لتنفيذ خطط الوزارة

TT

أكد الدكتور ياسر الغامدي مدير الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة مقدرة الجهات الصحية السعودية على مواجهة كل الاخطار الصحية والأوبئة التي قد ترد الى البلاد عبر الحجاج في الموسم القادم، مبينا مقدرة وجاهزية السلطات الصحية للسيطرة على الامراض المعدية، وقال في حوار لـ «الشرق الاوسط»: ان الشؤون الصحية تعاقب المستشفيات التي تقع فيها اخطاء طبية بعقوبات قد تصل الى حد الإغلاق، مطالبا المنشآت الصحية بتوخي الجوانب الإنسانية لدي المرضى.

وأبان الغامدي ان القطاع الصحي بالمنطقة يستحوذ على 60 بالمائة من القطاع الصحي في السعودية مما ابرز خدمات صحية راقية استقطبت المرضى من كل دول العالم.

> هناك شكوى كثيرة من ارتفاع أسعار المستشفيات الخاصة فمن المسؤول عن ذلك؟ وهل هناك رقابة على القطاع الصحي في المملكة من قبل الشؤون الصحية؟

ـ القطاع الطبي الخاص في جدة يمثل 60 بالمائة من القطاع الصحي بالمملكة كما أن لدية قوة مؤثرة وفعالة في تقديم الخدمات الطبية والعلاجية، وترد إلينا شكاوى عديدة من ارتفاع أسعار المستشفيات الخاصة، لكن أحب أن أوضح أن الارتفاع يكون فقط في الخدمات الفندقية التي تقدمها المستشفيات، وليس الخدمات الطبية، لان أسعار الكشف الطبي ثابتة. كما أن هناك متابعة ومراجعة من قبل الشؤون الصحية على الوحدات الصحية. وممارسة العمل الطبي هو عمل أخلاقي وإنساني من الدرجة الأولى، وليس عملا تجاريا، كما أن مديرية الشؤون الصحية لا تسمح بتقصير في علاج أي مريض، وإنما تفرض عقوبة صارمة على المشفى إذا أخل بعلاج المريض، أما عن ارتفاع الأسعار فهناك تفاوت بين أسعار المنشآت الطبية، وعلى المريض أن يختار ما يناسبه وفقا لاحتياجاته.

وأحب أن أنوه الى أن منطقة جدة هي من أقوى المناطق في الشرق الأوسط من حيث تقديم الخدمات الطبية عالية المستوى، ولذا يقصدها المرضى من دول الخليج والدول العربية وبعض الدول الأوروبية، لاجراء الفحوصات الطبية واجراء الجراحات المتميزة، لذلك لا بد من تقديم أفضل الخدمات الطبية الفندقية التي تتناسب مع زوار المملكة.

> مديرية الشؤون الصحية تواجه عدم القدرة على ضبط المستشفيات الخاصة وإلزامها بتنفيذ الأوامر، فمثلا هناك قرار بعدم احتجاز الجثث بداخل المستشفيات، ولكن بعض المستشفيات لا تهتم بهذه القرارات، فما دور الشؤون الصحية في علاج ذلك؟ ولماذا لا يكون هناك موظف من الوزارة يقوم بتنفيذ هذه القرارات؟

ـ أعترف أنها مهمة صعبة، ونأمل خلال السنوات المقبلة أن يكون هناك إشراف طبي وفقا لمعايير قياسية واضحة، كما أن تعيين موظف بداخل المنشأة الخاصة يحتاج إلى أعداد هائلة من العمالة البشرية، اضافة الى أن وجود ذلك المراقب قد يثير بعض المشاكل والأمور التي تتعلق بالصالح العام· وأشير هنا الى أن هناك رقابة من قبل اللجان المختصة بالمنشآت الصحية الخاصة، تقوم بالمتابعة الدورية على المنشأة من حيث الخدمات المقدمة للمرضى.

وأود ان أناشد أصحاب المشاريع الصحية بأن يراعوا الله في المرضى، لأنهم محاسبون ـ لا محال ـ في الدنيا أو في الآخرة بسبب تقصيرهم في تقديم الخدمات الصحية للمريض، فالهدف من المنشأة الصحية ليس الربح المادي فقط.

وانوه الى أن أي شكوى تردنا من المرضي نباشر فورا بالتحقيق مع المسؤول، وفقا للجنة متخصصة من قبل الشؤون الصحية· وكمسؤول عن الشؤون الصحية فانني لا أسمح بأي أخطاء من قبل أي منشأة طبية، ونقوم بمحاسبة المخطئ ونفرض عليه العقوبات اللازمة، التي قد تصل إلى إغلاق المركز الطبي.

> هناك بعض الأخطاء الطبية التي تنتج عنها حالات عجز أو شلل لبعض المرضى، ما دور الشؤون الصحية في ذلك؟

ـ أحب أن أوضح ـ وبصفتي طبيب أطفال ـ أن هناك فرقاً واضحاً بين الأخطاء والمضاعفات، فالأخطاء قد تحدث بسبب إهمال الطبيب أو إهمال الممرضة. ومعظم الحالات يكون التمريض هو المتسبب فيها، من خلال عدم متابعة الحالة بشكل صحي سليم، وخاصة بعد إجراء العملية الجراحية· ورغم ذلك فهناك بعض الأطباء يخطئون في تقدير الحالة· وفي النهاية الأطباء بشر معرضون للخطأ، وقد يخطئون، كما أن الأخطاء موجودة في العالم كله وفي أعرق المستشفيات· وأشير الى وجود لجان متخصصة من قبل الشؤون في متابعة الأخطاء وتسجيل التقارير الخاصة بالأطباء، وتعمل اللجنة على التحقيق مع الطبيب المتسبب في الخطأ، والتأكد من شهاداته الدراسية التي يحملها، وتفرض العقوبة المناسبة والتي قد تصل إلى منعه من مزاولة مهنة الطب· كما أحب أن أنوه الى أن نسبة الأخطاء الطبية الموجودة في المملكة ليست كبيرة، فقد أثبتت الإحصاءات الطبية بأن لكل 10 آلاف مريض يحدث خطأ طبي واحد فقط وأعتقد أنها ليست نسبة كبيرة كما أتمنى بأن لا توجد حالة واحدة من الأخطاء الطبية داخل المملكة ونسعى إلى تحقيق ذلك.

> بعض الأطباء يروجون لبعض شركات الأدوية الخاصة، ويحوزون نسبة من ارباح المبيعات، ما دور الشؤون الصحية حيال هذا الموضوع؟

ـ أنا لا اسمح بدخول مندوب الأدوية إلى مستشفيات القطاع العام، كما أن هناك تعليمات بعدم تعامل الطبيب مع المندوب، وانما يتم التعامل من خلال مسؤول الأدوية في المستشفى· وهناك قرار صارم في ذلك، من يخالفه يتعرض للعقوبة، أما بالنسبة للمستشفيات الخاصة فأعتقد أن ضمير الطبيب هو المراقب في ذلك! > تغيرات آنية عديدة حدثت في قمة الشؤون الصحية بجدة الى ماذا تعيد اسباب التغيير المستمر في الشؤون الصحية التي بلغت أربعة في وقت وجيز؟

ـ لا شك أن الاستقرار الوظيفي أمر مهم، كما أن هناك خطة واضحة من قبل الوزارة، ينفذها المدير المسؤول، وعندما تنتهي يكلف آخر بمتابعة تنفيذ الخطة· وأهم ما في الموضوع هو تنفيذ الخطة التي توضع من قبل الوزارة حتى تستمر عجلة التنمية الصحية، وأعتقد أن كل المديرين السابقين كانوا قادرين وأكفاء في تنفيذ البرامج الصحية المكلفين بتنفيذها.

> تم تعيين قيادات نسائية في مناصب بوزارة الصحة، وقد هاجمكم البعض على ذلك، فكيف واجهتم ذلك؟ وهل هناك تعيينات أخرى للنساء في جدة ومكة؟

ـ تولي القيادة للأفضل، ليس للرجل أو للمرأة، كما أن المجال الطبي هو أكثر المجالات التي حققت المرأة فيها نجاحا ملحوظا، ولا أرى عيبا في ترأس امرأة لقسم أو إدارة، فكيف نؤمن بوجود المرأة داخل حجرة العمليات، ونسمح لها بإجراء عملية جراحية لنا، وكيف لا نؤمن أن تتولى رئاسة قسم أو إدارة!، كما أن التعيينات تتم وفقا للكفاءة وليس وفقا للجنس.

> وردتنا عدة شكاوى ضد مستشفى الصحة النفسية تقول بأن هناك قصوراً في بعض الأدوية النفسية الخاصة بالمرضى، ما ردكم؟

ـ أدوية الصحة النفسية تختلف عن باقي الأدوية، وتحتاج إلى إجراءات ليتم دراستها والسماح بدخولها الى المملكة، لذلك تأخذ بعض الوقت، وهذه إجراءات شرعية خاصة بنظام المملكة ليس لنا دخل فيها.

> ما هي الاستعدادات التي وضعتموها لمقابلة موسم الحج، خاصة في ما يختص بالقادمين من الدول التي ظهرت فيها إصابات بمرض أنفلونزا الطيور؟

ـ أثبتت الأعوام الماضية تميز خدماتنا المقدمة للمعتمرين والحجاج، بفضل الفريق الطبي الهائل والتجهيزات الطبية الخاصة بفترة الحج، كما أن هناك تعليمات من قبل وزارة الصحة، ترسل إلى جميع الدول، وتتضمن ضرورة حمل الحاج لشهادة طبية تفيد حالته الصحية، وشهادة تطعيمات، كما أن هناك فريقاً طبياً من قبل الشؤون الصحية بمنافذ دخول المملكة، لمتابعة الحالة الصحية للمعتمرين، والتأكد من الشهادة الطبية، وعند وجود معتمر لا يحمل شهادة التطعيم يحول فورا إلى الحجر الصحي ومنه إلى مستشفى الملك سعود ويتم الكشف الطبي عليه وأعطاؤه التطعيم المناسب. أما عن مرض انتشار أنفلونزا الطيور، فقد أثبتت الأبحاث أن الفيروس لا ينتقل من شخص إلى آخر، وانما ينتقل من الطيور إلى الإنسان، لذلك لا نسمح خلال فترة الحج بدخول أي أنواع من الطيور داخل المشاعر المقدسة. أما عن حجاج البلاد المنتشر فيها المرض، فأشير الى ان أعدادهم ليست كبيرة، كما أن الفريق الطبي يقوم بالتأكد من خلوهم من المرض، وإذا ظهرت أي حالة أنفلونزا يتم استبعادها فورا داخل الحجر الصحي.

كما أن هناك حالات مرضية أشد خطورة من أنفلونزا الطيور، كحالات الحمى الصفراء والكوليرا والحمى الشوكية، ويتم العزل الفوري للمعتمر ثم علاجه لإتمام مناسكه.

وأشير الى أن الدولة قادرة على التعامل مع هذا المرض، من خلال لجنة الطوارئ الخاصة.

ويستحضرني أننا قد تجاوزنا أمراضا أكثر صعوبة من فيروس أنفلونزا الطيور، وهو فيروس سارس واستطعنا بفضل الله أن نمنع دخول المرض إلى المملكة وخاصة في فترة الحج وذلك من خلال روح فريق العمل المتكامل.