السعودية: 1500 ناخب في أول مجلس انتخابي لهيئة المهندسين

توقعات باكتساح مرشحي المنشآت الكبرى لمقاعد المجلس

TT

وسط جو من الهدوء والدقة عكس طبيعة المهندسين المهنية، أنهى الناخبون من المهندسين السعوديين أمس تصويتهم لاختيار مجلس إدارة للهيئة السعودية للمهندسين في الانتخابات التي بدأت أول من أمس في ثلاث مدن سعودية هي جدة والرياض والدمام، واستكملت في مرحلتها الثانية أمس في14 مدينة سعودية أخرى، لترشيح 10 مرشحين من بين 71 مرشحا تنافسوا خلال الأيام الماضية على اجتذاب أصواب الناخبين.

وفي الوقت الذي وعدت فيه لجنة الاشراف على انتخابات المهندسين بإعلان النتائج بعد فرزها في ساعة مبكرة من صباح اليوم، فقد تحفظت على ذكر العدد الاجمالي الذي سجله الناخبون حتى ساعة إعداد التقرير (السادسة مساء بتوقيت البلاد) غير أن مصادر مطلعة في الهيئة أشارت لأن يتراوح العدد الاجمالي قياسا بالساعات الماضية بين 1200 إلى 1500 ناخب من إجمالي الناخبين الذين يحق لهم ال تصويت والبالغ عددهم حوالي 5000 مهندس ناخب.

وتوقعت أوساط الناخبين والمرشحين الذين إلتقتهم «الشرق الأوسط» خلال اليومين الماضيين اكتساح مرشحي المنشآت الكبرى وأصحاب المناصب لمقاعد المجلس نتيجة الزخم الكبير من المهندسين المسجلين في عضوية المجلس التابعين لنفس المنشآت، كما أن التكتلات في بعض أوساط المرشحين ستحسم في حدود أربعة مقاعد، إضافة لتوقعاتهم فوز المرشحة الوحيدة في الانتخابات لما وصفوه بأهمية تمثيل المرأة في المجلس لتنقل هموم المهندسات السعوديات وتساعد على إيصال صوتهن حول صعوبات وتطلعات المهنة.

فيما قال آخرون أنهم واثقون من فوزهم رغم عدم وجود دعم من الجهات التي ينتمون لها، مؤكدين أن برامجهم الانتخابية ساعدتهم على التواصل مع الناخبين في فترات التحضير وقاموا بإجراء استبيانات لمعرفة مدى فرصهم في الفوز خاصة وأن بعضهم راهن على الناخبين في المدن الأخرى البعيدة عن مناطق التمركز الانتخابي (المدن الرئيسية).

وقال المهندس عبدالله خوجه، مدير فرع الهيئة السعودية بمنطقة مكة المكرمة، إن «الهيئة السعودية للمهندسين أصدرت بعد ظهر أمس الأول قرارا يقضي بالسماح لكافة المهندسين السعوديين غير المجددين لاشتراكات العضوية بتجديد اشتراكاتهم والاقتراع بعد ذلك مباشرة».

وقال إن هذا التحرك يأتي رغبة «من الهيئة لإشراك أكبر عدد من الناخبين في التجربة الانتخابية وتقديرا لظروف ممن لم يمكنهم خلال الأيام الماضية إنهاء اجراءاتهم».

وتوقع المراقبون لانتخابات الهيئة السعودية للمهندسين أن لا يتعدى الإقبال 30 إلى 40 في المائة من اجمالي من يحق لهم الاقتراع، أي حوالي 2000 ناخب بنهاية اليوم الثاني للانتخابات وبعد مشاركة المناطق الأخرى التي لم تشارك في اليوم الاول، مستندين في أرقامهم تلك الى نسبة التصويت في الانتخابات الأخرى التي جرت في البلاد، كما رأوا أنها نسبة جيدة قياسا بحداثة التجربة الانتخابية على مستوى المهن في السعودية.

ووافقت رؤية المراقبين ما ذكره بعض المرشحين في وقت سابق استنادا الى حجم التجاوب من قبل الناخبين في المرحلة التحضيرية للانتخابات والتي قاموا فيها بالاتصال بالناخبين عبر وسائل تقنية عدة بينما ظل مؤشر التفاعل في حدود الـ30 الى 40 في المائة من حجم الذين وصلتهم تلك الرسائل التي تضمنت برامج المرشحين التي وعدوا بتنفيذها في حال فوزهم.

وكان ناخبون طالبوا أمس الأول بالسماح لهم بتجديد اشتراكاتهم لتتسنى لهم الفرصة في اختيار مرشحيهم والمساهمة في إنجاح أول انتخابات مهنية تشهدها البلاد، معتبرين أن المشاركة القوية ستدفع دعم دور المجلس المقبل وتحقيقه للأهداف التي رسمت له. فيما شهدت الشركات الكبرى في السعودية كشركتي «سابك» و«أرامكو» بكافة فروعهما المنتشرة في البلاد، نسبة إقبال كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية من المهندسين الناخبين للتسجيل بعضوية الهيئة ودعم المرشحين معنويا خاصة وأن أنظمة الهيئة حددت أحقية الاشتراك في التصويت بنهاية 14 من ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

وأبدى المرشحون وبينهم مسؤولون كبار ضمن القائمة تحفظا من التصريح لوسائل الاعلام باعتبار أن الانتخابات ما زالت قائمة وهم يرون أن أي تصريح قد يعامل من لجنة الاشراف على الانتخابات وفق تفسيرات معينة قد تحرمهم حقهم في الفوز. كما أكدوا احترامهم الكامل لمبدأ المساواة في الفرص للوصول بعشرة أعضاء فاعلين إلى مقاعد المجلس.

وكان الحضور النسائي من المهندسات الناخبات السعوديات شرفيا لا يتعدى أصابع اليد الواحدة رغم وجود مرشحة وحيدة تتنافس وبقية المرشحين الـ 70 على مقاعد المجلس الـ10وهو الأمر الذي أرجع لقلة عدد المسجلات في عضوية الهيئة من المهندسات السعوديات رغم أن التوقعات داخل أوساط المرشحين كانت تشير لاقبال من المهندسات على التسجيل بعد أن وصلت رسائل المرشحين إليهم ووعدوا بالمشاركة الانتخابية وتمثيل المرأة المهندسة.

وكانت الساعات الأولى من بدء الاقتراع شهدت ازدحاما كبيرا من المهندسين في جدة استطاعت الجهات المنظمة امتصاصه داخل الصالة المخصصة للاقتراع بالسماح لعدد محدد بالدخول وتخصيص قاعة مجاورة للانتظار. فيما كان واضحا أن معظم المرشحين والناخبين كانوا قادمين من أعمالهم مباشرة إذ لم يكن الزي السعودي حاضرا لوحده بل نافسته ملابس أخرى تكشف عن طبيعة المهام التي يعمل بها المهندسون، وهي الصورة التي علّق عليها أحد الحضور بالقول: «ملابس الناخبين تأكيد على أنها انتخابات مهنية بمعنى الكلمة».

يشار إلى أن لجنة الاشراف على انتخابات الهيئة السعودية للمهندسين بادرت باجراء أول انتخابات مهنية على مستوى البلاد بعد أن حصلت على موافقة وزارة التجارة والصناعة ووفق مرسوم ملكي يقضي بجعل الهيئة جهة اعتبارية في عضويتها قبل مزاولة المهنة في السعودية.

ويقدر عدد المهندسين السعوديين بأكثر من 30 ألف مهندس فيما يبلغ العدد الاجمالي للمهندسين من سعوديين وعرب وأجانب بنحو 130 ألف مهندس فيما لا يزيد عدد المسجلين في العضوية على 5000 مهندس، غير أن الترتيبات الأخيرة ستشهد تحولات كبيرة على مستوى التعاطي بين الهيئة ومهندسيها بعد أن عززت الانتخابات التي جرت من العلاقة بين الجانبين.

وسيتم إعلان النتائج الأولية للمرشحين الفائزين في وقت مبكر من صباح اليوم على أن تعلن النتائج الرسمية في وقت لاحق من هذا الاسبوع.