«حقوق المرأة بين الشرع والمجتمع» تثير 900 امرأة في يوم واحد

تدافع واشتباكات بالأيدي أمام بوابة مكتبة الملك عبد العزيز

TT

تدافعت نحو 250 امرأة سعودية مساء الأحد الماضي ليس للاكتتاب في أحد الأسهم أو لابتياع ثوب من أحد المحال التجارية، وإنما اشتبكن وتعالت أصواتهن أمام مدخل مكتبة الملك عبد العزيز شرق العاصمة الرياض، التي اضطرت إلى إغلاق المدخل عقب اكتظاظ القاعتين الداخليتين بالحضور النسوي المكثف، لحضور ندوة «حقوق المرأة بين الشرع والمجتمع».

وفي الوقت الذي كانت فيه المشاركات الثلاث ـ الدكتورة نورة العجلان عميدة عمادة شؤون الطالبات بالوكالة المساعدة للشؤون التعليمية والدكتورة نوال العيد المحاضرة في كلية التربية للبنات بالأقسام الأدبية، والدكتورة أفراح الحميضي أستاذة التاريخ الحديث والمعاصر بكلية التربية للبنات ـ يطرحن مشاركاتهن بمحاور متعددة أهمها حقوق المرأة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في نظر الكتاب والسنة والأعراف الاجتماعية في السعودية، ودورها في تقرير الحقوق والرد على الشبهات المثارة حول النصوص الشرعية والمتعلقة بالمرأة، كان هناك فصل آخر بث بصورة تلقائية وعشوائية من خارج القاعات، قام ببطولته حشد نسائي كبير معظمه من السعوديات المحافظات ممن لم يسمح لهن بالدخول.

مائتان وخمسون امرأة، منهن من آثر البقاء خارجا رغم رفض رجال الأمن والمسؤولين دخولهن لحضور الندوة، بينما تمكن عدد آخر من كسر الحصار والوصول إلى البوابة الداخلية، والمقامة عند نقطة التفتيش، محاولة منهن لإيصال صوتهن إلى مشرفات القسم النسائي للمكتبة بالضرب على الأبواب ولكن دون جدوى.

وجمعت بوابة داخلية لا تتجاوز 40 متراً مربعاً خلال ساعتين، مشاهد مختلفة للمجتمع النسوي كانت لتختصر على المراقبين والمحللين الاجتماعيين والنفسيين الكثير. فصراخ من حناجر نسائية تعالى للمطالبة بأحقيتهن في الحضور والمشاركة في الندوة لخوض معركة اعتبرنها شخصية كون الرد واجبا على موجة تحرير المرأة كما أسمتها بعض النسوة.

مجموعة أخرى طالبت بتوقيع لائحة شكوى لرفعها أمام مجلس الشورى للمطالبة بإعادة الندوة، إلى جانب مساءلة الإدارة جراء سوء التنظيم، حتى أن تحولت هذه الورقة في نهاية المطاف وعقب تسريب الشائعات والثرثرات النسوية إلى عريضة للمطالبة بقيادة المرأة للسيارة.

وفيما آثر البعض المسالمة وأداء صلاة العشاء، حتى انفضاض اشتباك آخر، بسبب تجرؤ احداهن بتصوير الحشد المتمترس امام البوابة الداخلية. وتبرعت اخريات بقراءة توصيات الندوة على مسامع المنتظرات خارجا التي تركزت على نجاح المرأة المسلمة ودور الإسلام في تعزيز هذا النجاح.

ورغم ذلك كله وجدت بعض كبيرات السن ممن قدمن قرى سعودية مختلفة ـ في خضم التدافعات النسائية للتحرر من قبضة المفتشين على الكاميرات وأجهزة الجوال بحثا عن الصورة الملتقطة ـ وقتا لإسداء النصح لبعض الحاضرات بغطاء زجوههن أو التستر بارتداء العباءة على الرأس.