جلسات مهمة وبحوث عن تقويم مناهج التعليم الإسلامي وإصلاحها

خمس قضايا رئيسية تناولت أصالة العلوم الإسلامية

TT

غطت حادثة انهيار فندق في مكة على الاهتمام الاعلامي المحلي والدولي بأعمال قمة مؤتمر مكة السادس الذي تزأمن انعقاده مع حادثة سقوط المبنى، وهو ما ألقى بظلاله على المداولات الهامة التي شهدها المؤتمر وما تضمنته بحوث المفكرين والباحثين، بعد أن دعت لهذا التجمع رابطة العالم الاسلامي في أول خطوة إسلامية شاملة لتقويم وتصحيح مناهج العلوم الاسلامية في دول العالم الاسلامي، وشارك بها نحو 14 باحثا وأكاديميا إسلاميا.

وقال عدد من الحضور المشاركين في أعمال المؤتمر ان مثل هذه الخطوة فيما لو تبنتها مؤسسات التعليم في دول العالم الاسلامي، دون أن تبقى مجرد توصيات ستنعكس بدورها على صورة مناهج العلوم الاسلامية التي واجهت ضغوطا كبيرة خلال السنوات الماضية، كما أنها ستساعد على غربلة تلك العلوم بما يمنح الاجيال القادمة فرصة أكبر في التماهي مع معطيات العصر الحديث دون التفريط بالهوية الاسلامية، التي سيطرت بدورها على معظم أوراق البحوث التي قدمت كمدخل رئيسي للدخول في مواضيع البحوث الرئيسية·وركز الباحثون والمشاركون في المؤتمر خلال مناقشاتهم على خمس قضايا رئيسية تناولت أصالة العلوم الإسلامية واعتبارها جزءا من التراث الديني الذي ينبغي الالتزام به من مؤسسات التعليم الإسلام، وتفنيد حيثيات الحملة في الغرب على العلوم الاسلامية ومناهجها، وبحث سبل مواجهتها، ومعالجة آثارهما السلبية على الاسلام والمسلمين، وعلى العلوم الاسلامية، إضافة لحصر مشكلات التعليم الإسلامي في الحفاظ على هوية الشعوب الاسلامية في عصر العولمة، وضرورة التعاون بين مؤسسات التعليم الاسلامي وروابطه في تجديد مناهج التعليم مع مراعاة المستجدات في العصر الحديث. وكان الدكتور سعيد المليص، نائب وزير التربية والتعليم في السعودية، قدم ورقة بعنوان»مناهج العلوم في البلاد الإسلامية« ناقش فيها أسباب التخلف في دول العالم الاسلامي وآثارها في التطرف والإرهاب، داعيا للاستجابة للمتغيرات الزمانية والمكانية، دون التفريط في القيم الاسلامية وتأكيد إثبات الهوية الاسلامية في كافة الطروحات لعكس استجابة الدين الاسلامي لكافة المستجدات وتناغمه معها.وشدد الدكتور المليص على أن الإسلام اليوم يمر بأزمة حقيقية، نتيجة العديد من الأزمات التي تعانيها شعوبه كالفقر والتخلف العلمي والتقني، مؤكدا أن صورة المناهج الاسلامية تعكس الحالة التي تعيشها الشعوب الإسلامية، مطالبا بأن تكون الاصلاحات التعليمية منسجمة مع روح المزج بين العلوم الدينية والمؤشرات الحياتية لخلق جيل مسلم صالح للتعاطي مع مفردات العصر المدنية والتقنية في مختلف القطاعات المستقبلية·وأبان المليص في ورقته الى أن الضعف الذي تعانيه مناهج العلوم الإسلامية، هو امتداد للضعف والخلل في مفردات التعليم، في إشارات واضحة عن وجود اعتراف رسمي بأهمية التغيير والاصلاح في هيكلية البناء التعليمي الذي يقوم على المناهج التعليمية بشكل أساسي.

من جهة أخرى ناقش المؤتمرون «الدعوة إلى إصلاح المناهج» من خلال أربعة بحوث قدمت، تناولت الدعوة إلى إصلاح المناهج بين الرفض والقبول للدكتور سعيد بن حارب المهيري، واصلاح منهجية التعليم الاسلامي للدكتور عبد القادر دونك، والدعوة إلى إصلاح المناهج للدكتور محمد عثمان صالح، ودور المدرسة في مكافحة الإرهاب منظور التربية الاسلامية للدكتور خالد الظاهري.

بينما امتدت النقاشات صبيحة أمس رغم كونه يوم العطلة الرسمية لدى المسلمين لتشمل محاور الجلسة الثالثة (أثر التعليم الاسلامي في إقامة العدل والسلم والتعاون بين الأمم والشعوب)، وتناولت أربعة بحوث رئيسية، شملت عدة مواضيع حول علاقة المسلمين بالشعوب الأخرى وانعكاسات تلك العلاقة على المناهج، حيث ألقى الدكتور جعفر عبد السلام بحثا عن أثر التعليم الاسلامي في دعم التعايش الدولي، وألقى اللواء كمال الدين سراج بحثا عن أثر التعليم الاسلامي في توطيد الأمن، ومسؤولية المنظمات الإسلامية في تحقيق الأمن. يشار إلى أن فكرة مؤتمر مكة المكرمة تعود للملك عبد العزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ حيث عقد أول مؤتمر في عهده عام 1945 يوم دعا لعقد المؤتمر الأول في مكة المكرمة بهدف جمع كلمة المسلمين، بحضور عدد كبير من علماء المسلمين ناقشوا آنذاك التحديات التي كانت تواجه المسلمين، فيما تبنت رابطة العالم الإسلامي الفكرة بعد أن أصبحت كيانا كاملا وقامت بعقد المؤتمر الثاني في العام 2002 ليصبح عقد المؤتمر منذ ذلك التاريخ عادة سنوية مع كل موسم للحج يناقش فيه علماء المسلمين المواضيع المعاصرة التي تهم المسلمين في العالم.