المرافقون.. سياح لسنوات مدفوعة الثمن من التعليم السعودي

يصطحبون بناتهم وأخواتهم المبتعثات.. بحجة »المحرم»

TT

يشكل وجود المحرم جزءا من إجراءات الابتعاث في السعودية للفتيات، أي رجل يرافق الفتاة فترة دراستها في الخارج، وعلى نفقة الجهة التي تتولى ابتعاث الفتاة للدراسة.

وبعد أن أقر التعليم العالي الابتعاث وأخذ عدد يتجاوز 10 آلاف طالب سعودي بالذهاب لأميركا لبدء دراستهم، أصبح مع كل فتاة سعودية محرم مرافق لها، يقوم التعليم العالي أيضاً بدفع مبلغ مالي له لتغطية تكاليف معيشته دون تعليمه.

الكثير من العاطلين عن العمل استغلوا فكرة المحرم المرافق، وأقنعوا أخوات لهم بالتقديم على الابتعاث لأجل إنهاء إجراءاتهم والسفر إلى الولايات المتحدة والعيش هناك لفترة أشبه بالسياحة الطويلة، وواجه بعض الفتيات اللاتي يرغبن في الابتعاث مشاكل أحياناً تركزت في عدم وجود المحرم الذي لا تشترطه الوزارة ذاتها بل تجبر عليه الفتاة بناء على عادات وتقاليد المجتمع السعودي المحافظ.

الكثير من الفتيات اللاتي استطعن أخذ فيزا (تأشيرة دخول) للولايات المتحدة لم يستطع (محارمهن) أن يحصلوا عليها لأسباب كثيرة، بعضها بسبب أن الرجال يسافرون كثيراً وهذا يجعل إجراءات البحث عنهم من أجل إخراج الفيزا تستغرق وقتا أطول.

تقول نورة. ف (وهي مبتعثة سعودية): إنها عانت كثيرا بسبب المحرم وأن دراستها كانت مقررة في شهر أكتوبر إلا أنها اضطرت أن تؤخرها إلى بداية يناير بسبب عدم الانتهاء من إجراءات المحرم.

وعن فكرة وجود المحرم توضح: نحن في السعودية وكفتيات بالتحديد لا يستطيع أهلونا أن يتقبلوا فكرة دراستنا لوحدنا بدون المرافق اعتقاداً منهم أن الفتاة لا تستطيع تدبير شؤونها في أميركا وهذا سبب في أن أغلب الفتيات اضطررن أن يأخذن أخوتهن أو آباءهن معهن للدراسة في أميركا.

وعلى السياق ذاته يقول ناصر الغنيم (وهو مرافق لزوجته): تخرجت من الجامعة منذ عدة سنوات وتزوجت الصيف الماضي وزوجتي كانت قد تخرجت من الثانوية العامة قبل الزواج بأسبوع واحد فقط وهي بداية التقديم على الابتعاث، بعد زواجي فكرت زوجتي أن تأخذ ابتعاثا وأرافقها لأن إجراءات المبتعث للبكالوريوس تنتهي في وقت قياسي مقارنة فيما لو قدمت لها أنا.

ويضيف: في أثناء دراسة زوجتي سوف أبحث عن قبول في الجامعة وعلى مهلي لأن الماجستير بإمكاني أن أنهيه في سنتين فقط فيما زوجتي تحتاج خمس سنوات لإنهاء دراستها الجامعية.

وعلى الجانب الآخر فضل عدد كبير من الآباء المتقاعدين أن يرافقوا بناتهم اللاتي التحقن بالابتعاث لكي يقضوا وقتا من الراحة والسياحة في الولايات المتحدة الأميركية ويبتعدوا عن الأجواء التي اعتادوا عليها كنوع من التغيير.

ويذكر والد إحدى الفتيات، التي ألحقت بالبعثات التعليمية الحكومية: إنه الآن يريد أن يبتعد عن أجواء البلد ويرتاح قليلاً بعد 30 عاماً من العمل المتواصل في المجال النفطي في البلاد.

وأضاف: هذه البعثات قدمت لي ولكثير من الآباء والأخوان فرصا للذهاب لأميركا كسياحة مدفوعة الثمن التعليم العالي وباسم المرافق والحمد لله على هذا حيث نستطيع أيضاً الاطمئنان على بناتنا في دراستهن ونراقبهن ونساعدهن حتى لا يقعن في كثير من المشاكل التي قد تواجه أي مبتعث سواء كان شابا أو فتاة.