«ترانيم الحب» مهرجان للإنشاد الديني النسائي في السعودية

الدكتور بيه: إنشاد المرأة محكوم بمعايير محددة

TT

شهدت المدينة المنورة الأسبوع الماضي مهرجان »ترانيم الحب« الإنشادي للنساء، شاركت فيه مجموعة من المنشدات بمبادرة من الندوة العالمية للشباب الإسلامي بهدف تقديم نماذج متميزة للحفلات الإنشادية كبديل عن الحفلات الغنائية الشائعة في الوسط النسائي.

وشهد المهرجان الذي نظمته اللجنة النسائية التابعة لمكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي بقاعة الاحتفالات بالمدينة المنورة، عروضا إنشادية متنوعة لعدد من الفرق، قدمت خلاله نماذج لزفاف خليجي وسعودي بالإضافة إلى عروض أنواع الايقاعات على الدفوف، وهو أبرز ما يميز الأفراح الخليجية التي تتخللها كلمات هادفة عن الحفلات الإنشادية.

وتضمن المهرجان عرضا لمواقف من حياة الرسول الكريم وسيرته عليه السلام، كما شهد عرضا إنشاديا بعنوان (لسنا أمة لهو). وتهدف اللجنة النسائية بالندوة من خلال هذا المهرجان إلى تأصيل الإنشاد وبيان موقعه من حياة المسلمين والفرق الإنشادية.

وكانت مدينة جدة قد شهدت من قبل المؤتمر التأسيسي لرابطة الفن الإسلامي، وهي رابطة فنية مستقلة مسجلة رسميا تضم المهتمين بالفن الإسلامي وتساهم في حركة المجتمع من خلال صناعة وعرض البرامج الفنية المختلفة وفق الصورة الشرعية.

ويقول الدكتور علي العمري الأمين العام لرابطة الفن الإسلامي تهدف هذه الرابطة إلى جمع المهتمين بالفن الإسلامي ضمن رابطة واحدة تساهم في انتماء فن الأمة لرسالتها كما تعمل على تأصيل الفن الإسلامي ورعايته وتطويره ونشره ضمن الضوابط الشرعية الموافق عليها من اللجنة الشرعية في الرابطة، وتساهم في نشر الفكر الأصيل وإبراز صورة الإسلام المشرقة بالقالب الفني الراقي الأصيل وعرض قضايا المجتمع في صورة فنية متميزة.

وتنقسم الرابطة ـ كما يشير العمري ـ إلى «الإنشاد والخط والزخرفة الإسلامية والرسم والتصميم والتمثيل والعمارة الإسلامية، ويؤكد العمري أن الرابطة تسعى نحو جمع طاقات المنشدين والموهوبين في أقسامها المختلفة ليستفيد هؤلاء فيما بينهم وتتناقل الخبرات».

وحول التركيز على الإنشاد الإسلامي في البداية قال العمري «نحن بدأنا بالنشيد لحاجة المجتمع ولأنه دخل إلى الكثير من البيوت إضافة إلى وجود إبداعات إنشادية قديمة وهذا يعد رصيدا لنا يمكننا أن نتكئ عليه».

وحول مدى شرعية الحفلات الإنشادية شدد الدكتور عبد الله بن بيه عضو مجلس الإفتاء والأستاذ بجامعة الملك عبد العزيز على ضرورة أن تكون المعايير واضحة والخطوط الحمراء محددة، حتى يضمن ذلك عدم خروج الفنون عن مجراها الإسلامي، مذكرا بالقاعدة الفقهية التي تنص على أن الأصل في الأشياء الإباحة.

واعتبر أن أمر الإنشاد والغناء الإسلامي فيه سعة ولكنه يحكم بضوابط كأن تكون كلماته هادفة وغير مضيع للوقت، كما أن الترويح عن النفس بالأناشيد الدينية جائز شرعا.

ويؤكد الدكتور عبد الله بيه بأنه لا مانع من إنشاد المرأة لأخواتها علي خشبة المسرح مع عدم ذكر كلام محرم أو أفعال غير لائقة.

ورفض الدكتور عبد الله بن بيه إنشاد المرآة للرجال مشيرا إلى أن للمرأة أن تغني بالغناء الجميل وأن تضرب على الدف في حضرة أخواتها فقط وهي مأجورة على ذلك بالنية الحسنة وأن الإسلام حمى المرأة من أن تعرض نفسها للفتنة أو تفتن غيرها بالصوت لحنا وغناء.