مصابو الثلاسيميا يطالبون بمركز في جازان وأطباء لعلاجهم

160 مصاباً شاركوا في مؤتمر دبي الدولي

TT

طالب عدد من آباء مرضى سعوديين مصابين بالثلاسيميا، الذين شاركوا في مؤتمر دولي لأمراض الدم الوراثية، أقيم في دبي في الفترة 7 إلى 10 يناير (كانون الثاني) الجاري، بضرورة تأمين أطباء متخصصين في الثلاسيميا في المستشفيات السعودية.

وتعاني المستشفيات من نقص حاد في عدد المتخصصين في أمراض الدم الوراثية، خاصة الثلاسيميا، حيث يتولى غالباً أطباء تخصصاتهم باطنية وطب عام معالجة الثلاسيميين· واشترك ضمن الوفد السعودي الذي ضم 160 مصابا بالثلاسيميا من جازان والرياض والأحساء والخبر والقطيف والمدينة المنورة، عدد من الاختصاصيات الاجتماعيات والأطباء والممرضات والمشرفين الفنيين· وشارك في مؤتمر دبي المشرف العام على مشروع مرضى الثلاسيميا من لجنة خدمة المجتمع بالغرفة التجارية الصناعية بالأحساء الدكتور سعدون السعدون، والمترجم اللغوي ورئيس لجنة العلاقات العامة في المشروع فهد الملحم، ورئيسة مشروع أمراض الدم الوراثية بالأحساء هدى المنصور، ورئيسة المشروع في فرع المدينة المنورة طيبة الإدريسي.

وفي الجلسة الخاصة التي عقدها أعضاء الاتحاد العالمي للثلاسيميا، بحضور رئيس الاتحاد العالمي بانوس انجلوزوس، أكد الوفد السعودي على إنشاء مراكز خاصة بالثلاسيميا في المناطق التي تكثر فيها نسبة الإصابة بالثلاسيميا، حيث يتلقى معظم المرضى المصابين بهذا المرض في أقسام الطوارئ والإسعافات الأولية وأقسام الباطنية.

وقال مرضى ثلاسيميون من جنوب السعودية لـ«الشرق الأوسط» إنهم لا يجدون مركزاً خاصاً بالثلاسيميا في منطقتهم، ويتعذر على المرضى في الكثير من الأحيان تلقي العلاج وأخذ أكياس الدم الطازجة التي تتطلبها حالاتهم الصحية· وتضطر نادية إبراهيم الذروي الفتاة الجازانية ذات الخامسة والعشرين ربيعا ـ التي أنهكتها الثلاسيميا الكبرى وغيرت معالم وجهها ـ في معظم الأحيان إلى السفر بالطائرة الى الرياض على حسابها الخاص لتفادي التأخير في انقاذ حياتها، وبسبب بعض عمليات الغسيل او التأخير اصيبت نادية بصديد الكبد وحمى ملازمة لها وعطل بالكلية اليمنى وتضخم في الكبد.

وتضيف مصابة أخرى بنفس المرض هي عائشة الذروي (23 عاما)، أنها تضطر للتنويم في المستشفى بجازان نحو ثلاث مرات في الشهر، وتخشى من الإصابة بأمراض معدية.

وتستغرب زميلتهما الجازانية الثالثة مغنية علي عبده النجمي ذات التسعة عشر عاماً والمصابة بالثلاسيميا الكبرى تأكيد المسؤولين في مستشفى جازان على توقيع المريض الثلاسيمي على أن الدم الذي سينقل إليه غير مصفى (غير مفلتر)، وقالت: كيف يتنصل المستشفى من مسؤوليته؟، وتضيف ان المستشفى يشترط على المريض احضار متبرع بالدم ليقدم تعويضاً عن الدم الممنوح للمريض· وتشاركهن شيماء النجمي البنت الثالثة المصابة بالثلاسيميا الكبرى للمواطن الجازاني علي عبده نجمي، ذات العشرة أعوام، في الحديث أن الطبيبة المعالجة لهن إضافة إلى أنها ليست متخصصة في أمراض الدم الوراثية، فإن لديها ما يقارب الأربعين حالة، وتساءلت: لماذا لا يتم توفير مركز خاص بالثلاسيميا يشرف عليه أطباء متخصصون بالثلاسيميا في منطقة جازان، حيث تكثر نسبة الإصابة بهذا المرض هناك؟.

وطالب عدد من آباء المرضى الموجودين في مؤتمر دبي أهمية توفير العلاج الجديد كحبوب تؤخذ بالفم بدلا عن المحلول الذي يؤخذ بواسطة مضخة الديسفرال التي تغرس بإبرة في أجساد المرضى 12 ساعة يوميا من أجل تخفيف معاناتهم الجسدية. وأكد محمد الأصمخ والد فتاة مصابة بالثلاسيميا، على ضرورة السعي في الإجراءات اللازمة والمطلوبة لعملية زراعة النخاع التي تتطلب مبالغ مرتفعة، حيث تتطلب عملية إجرائها ما يقارب 700 الف ريال سعودي، وهناك مستشفيات عالمية في إيطاليا وقبرص واليونان لديها برامج للتعاون مع المرضى الثلاسيميين.

وطالب علي عبده نجمي والد ثلاث فتيات مصابات ومشارك في مؤتمر دبي، بضرورة انضمام وزارة الصحة السعودية إلى الاتحاد الدولي للثلاسيميا ليتسنى للمرضى المصابين في السعودية الاستفادة من تجاربهم وبحوثهم وتقنياتهم لعلاج المرضى المصابين في السعودية.

وبحسب الدكتور عبد الله خياط مدير مستشفى الوصل في دبي ورئيس اللجنة العليا لمؤتمر الثلاسيميا في دبي، فإن هذا المؤتمر يعقد لأول مرة في دولة عربية منذ 24 عاماً، وتم في هذا اللقاء استضافة الخبراء والمختصين من الأطباء والمعالجين من مختلف أنحاء العالم لطرح تجاربهم وخبراتهم وإلقاء الضوء على الطرق الجديدة للتعايش مع هذا المرض وطرق العلاج. وأشار الخياط لـ«الشرق الأوسط» الى أنهم في صدد الإعداد لجمعية للمرضى الثلاسيميين في الخليج والوطن العربي ليتسنى للمصابين العرب الاستفادة منها.