4% من أطفال المدارس في المملكة يعانون من صعوبات التعلم

د. عطية: جامعة الملك سعود الوحيدة التي تخرج أخصائي تخاطب

TT

ناشدت الدكتورة هبة محمد عطية استشارية النطق والتخاطب بمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة ـ وأول طبيبة سعودية تحصل على درجة الدكتوراه في عيوب النطق والتخاطب لدى الأطفال ـ وزارة التربية والتعليم بالتدخل المبكر لمعالجة حالات صعوبات التعلم الناشيءة عن الإضطراب اللغوي، وقالت «التدخل المبكر مهم جداً كونه يقي من المضاعفات التي ستحصل مستقبلاً ويمنع تفاقم الحالة على الأقل، وبهذا نساعد الطفل ونوفر مال الدولة لأن التدخل مستقبلاً بعد فوات الأوان سيكلفها الكثير».

واعتبرت أن نقص المختصين مشكلة تقف عائقاً دون مساعدة أطفال صعوبات التعلم، وقالت «لا يوجد في المملكة كلها كلية لتخريج أخصائي التخاطب إلا في جامعة الملك سعود بالرياض، وتخرج نسباً قليلة بالكاد تكفي الرياض وحدها».

وأضافت عطية «برغم مخاطبتنا لجامعة الملك عبد العزيز، ومطالبتهم بفتح هذا التخصص منذ أربع سنوات، ووجود من يستطيع التدريس، إلا أن التخصص لم يفتح لحد الآن، في حين أن تخصصات أخرى مثل التاريخ والجغرافيا استكفينا منها مازالت مفتوحة».

وطالبت عطية وزارة التربية والتعليم بتوفير أخصائي صعوبات تعلم بكل مدرسة، أو تجهيز مدرسة على الأقل بكل حي ليكون بها فصول لصعوبات التعلم، وشددت على ضرورة دمج هؤلاء الأطفال في المدارس العادية، وإشراكهم في خطة الدمج التي تبنتها الوزارة أخيرا لدمج ذوي الإحتياجات الخاصة.

وذكرت عطية أن نسبة الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم لا تزيد عن 4 بالمائة فقط، بحسب إحصائية أجريت قبل فترة على مستوى المملكة. وقالت «حتى على مستوى العالم فإن النسبة قليلة، ولكن في ظل عدم وجود أي مختصين في المدارس فإن النسبة قد تكون أكبر لكن بدون إدراك ذلك» وميزت بين نوعين من الإضطراب الذي تنشأ عنه صعوبات النطق، فقالت «هناك اضطراب في القدرة الحركية للأعضاء التي يصدر عنها النطق كاللسان والشفتين والعضلات التي تتحكم فيها، وهذا النوع يسبب النطق الخاطىء للحروف، كالتأتأة وعيوب أخرى تتعلق بطريقة النطق».

وتابعت قائلة «النوع الثاني هو الاضطراب اللغوي أي الاضطراب في تكوين الكلمات والجمل والتعبير عن المعاني المختلفة والقدرة على استيعابها، وعادة يلحظ قبل المدرسة ويظهر في كل مرحلة بما يتناسب معها، فالأم تستطيع أن تعرف أن طفلها لا يستجيب بالشكل المناسب، وهذا هو النوع الذي يسبب صعوبات التعلم».

وأرجعت عطية هذا النوع من الإضطراب لأسباب غير معروفة، وقالت «عند تشخيص الاضطراب اللغوي فإن اختبار ذكاء الطفل وتحديد قدراته العقلية دائماً يظهر نسباً عالية، فهو ليس غبياً أو متأخر الذكاء كما يعتقد البعض، لكنه يحتاج فقط إلى أساليب أخرى غير تقليدية تناسب قدراته المختلفة عن بقية الأطفال لكي يستوعب».

وتؤكد عطية على أنه عند الاشتباه بوجود اضطراب نطق لدى الطفل لا بد من فحص الأذنين بدقة لاكتشاف أي مشاكل سمعية، وقالت «بعض الأطفال يعانون من تجمع سائل خلف طبلة الأذن، الأمر الذي يشوش سمعهم فلا يلتقطون الكلمات بشكل صحيح وبالتالي تتأثر قدرتهم اللغوية ونمو اللغة والنطق لديهم سلباً». وأضافت «هناك معاناة نفسية شديدة عند الأطفال بسبب هذا الأمر، حيث لا يعرف الأساتذة التعامل مع مثل هذه الحالة، وقد يصفه زملاؤه بالغباء»، وتذكر حالة لطفلة في التاسعة من عمرها تعاني من تشتت الانتباه وحركة زائدة لم تكن تجد تفهماً من المدرسة واضطرت لتغيير 11 مدرسة بسبب عدم التفهم من المعلمات والزميلات.

واعتبرت أن الاهتمام بتوفير الاستراتيجيات والأساليب المناسبة لمعالجة صعوبات التعلم وجعلها متوفرة في المدارس مازال في بدايته، وقالت «بحكم عضويتي في لجنة تابعة للإمارة تعنى بهذه المشاكل، اطلعت على الجهود التي بذلت، وبرغم أننا مازلنا في البداية إلا أن هناك تحسنا ملحوظا يتمثل بفتح فصول خاصة بصعوبات التعلم هذه السنة للمرحلة المتوسطة بعد الابتدائية؛ ونقوم الآن بعمل مركز تشخيصي يخدم أطفال المدارس، كما سنبدأ التدخل المبكر مع فئة الأطفال من شهر وحتى 5 سنوات عن طريق مشروع سيدخل طور التنفيذ قريباً».

ورأت عطية أن الأهالي أصبحوا أكثر اهتماماً وتفهما ًوهم يرغبون بمعرفة المزيد عن صعوبات التعلم ليستطيعوا مساعدة أبنائهم، ولكنها أسفت لأن بعض الأطباء لا يقدمون التوعية الكافية للأهل بالمشكلة والأعراض التي يعاني منها الطفل.