السعوديون.. نعم لكتابة أرقام الاتصال في الشارع.. ولا في الاستمارات

خوفا من المعاكسات وتعكير الإجازة يكتبون أرقامهم خطأ

TT

لا يمانع السعوديين بعرض أرقام هواتفهم علنا في الشوارع ويكتبونها حتى على ورق الشجر لتكون ذكرى تدق في ناقوس الذكريات كما يعلقون في توقيعاتهم، ولكنهم يتحفظون ويمتنعون عن كتابتها على الاستمارات المدارس والمعاهد والجامعات، أو يكتبونها متعمدين بالخطأ، كنسيان رقم أو بعثرة أرقامهم.

وعن سبب هذا تقول الطالبة داليا سبحي 17 عاما «مع بداية كل عام دراسي أكتب رقمي خطأ على الاستمارة التي توزعها إدارة المدرسة لأتجنب فضول الإداريات والمعلمات باتصالهن على والدتي وإعطائها تقريرا عن أخباري في المدرسة» وهي لا ترى فيما تفعله خطأ أو عيبا إنما حقها وهذا من خصوصياتها وتضيف «أنا طالبة مشاغبة في المدرسة وتعلمت من تجاربي السابقة ألا أكتب رقمي صحيحا على الاستمارة لأتجنب إزعاج المدرسة ونصائح أمي ووعيد أبي». حال داليا لا يختلف عن الكثير كما تقول المعلمة فوزية بخاري وكيلة مدرسة ثانوية بجدة «الطالبة التي تفعل ذلك هي التي تضر نفسها أولا، فقد يقع مكروه لها كحالة إغماء مثلا كيف سنصل لأهلها»، وتضيف «عادة ما يقع على عاتقنا نحن الإداريات مراجعة أرقام هواتف الطالبات ليس من اجل إعطاء تقارير عن الطالبة بل لأننا لا نعلم ما الظروف القادمة وليس عيبا أو خطأ أن تتصل الإدارية بأهل الطالبة».

ربما الناس لا يفرقون بين المدرسة والمستشفى في هذه المسألة وهذا ما تتذكره أميرة عبد الله التي تعمل في مستشفى سليمان فقيه موقف مرت به وتقول «مريض لدينا كتب رقم بيته واقرب بيت له خطأ، وعندما توفي وقعنا في مشكلة كيف سنصل إلى أهله ولم يكن بيديه جوال أو حتى بطاقاته الشخصية، ولكن تمكنا بعد مرور الوقت من معرفة أقربائه لوجود البيانات الأخرى كعنوان بيته مسجلا لدينا».

وترى أن الذي يتعمد الخطأ يضر بنفسه فتلك البيانات ليست من أجل العاملين في المستشفى مثلا أو أي مقر آخر إنما من أجله وتقول «صرت تلقائيا أتأكد من الرقم أمام المريض».

صالح عامر مدير احد معاهد تعليم اللغة الإنجليزية يتذمر من تعبئة البيانات الخاطئة خاصة الأرقام، وبطبيعة عمله فإنه يلتحق بالمعهد من جميع الفئات العمرية من سن السادسة حتى الأربعين، وعليه التنسيق مع كليات كندية لإلحاق الطلاب بها وهنا تظهر المشكلة بكتابة الرقم خطأ ويقول «ليست هناك أي وسيلة اتصال بهم كلها خاطئة ولا بد خلال اليومين القادمين أن ننسق مع الطلاب أوراقهم وغيرها من الإجراءات اللازمة» ويعلل سبب المشكلة بأنهم خوفا من المعاكسات الهاتفية يفعلون ذلك لعل وعسى موظف في المعهد أو أي جهة أخرى يتصل بصاحب الرقم وترد أخته مثلا.

توافقه في الرأي رقية الزهراني مديرة إحدى المدارس الابتدائية التي هي الأخرى لا تسلم ملفات طالباتها الصغار من تلك الأرقام العشوائية والخاطئة والتي عادة ما يكتبها الأهل أي ولي أمر الطالبة وتقول «عندما سألت إحدى الأمهات عن سبب كتابة رقم بيتهم خطأ أجابتني زوجي يخاف من المعاكسات ومن نشر الأرقام».

لكن الحال يختلف عند التقديم والبحث عن وظيفة فوقتها كما يقول محمد الشيخ موظف في البنك الأهلي «يكتب المتقدم جميع أرقامه وأرقام أهله وكل وسائل الاتصال الممكنة به في حالة قبوله طبعا» ويضيف ضاحكا «عندما يثبت يغير أرقامه كلها حتى لا ينغص في إجازته».