«الطهاة» و«الإعلاميون» يتنافسون من يصنع الوجبة الأشهى للضيوف والمتابعين

خيمة بدوية للسعوديات داخل فندق الهيلتون خلال منتدى جدة الاقتصادي

TT

وسط إجراءات أمن مشددة يشهدها فندق الهيلتون بجدة، تعقد اليوم وعلى مدار ثلاثة أيام جلسات منتدى جدة الدورة السابعة لمنتدى جدة الاقتصادي، الذي يعتبره السعوديون تظاهرة عالمية في بلادهم تضم عددا من رؤساء الدول والشخصيات السياسية المعروفة، وشخصيات دبلوماسية مرموقة على الصعيد الدولي بجانب اقتصاديين وقياديي شركات كبرى.

وخلال الأيام الثلاثة سيلتهم الحضور من الوفود المشاركة وضيوف المنتدى أكثر من 7500 وجبة غداء، وتقدم أشهى المأكولات العالمية للضيوف في فترة العشاء، يقوم على خدمتهم 750 موظفاً قام الفندق بتدريبهم لضمان نجاح هذا الحدث، فيما ينافسهم أكثر من 250 من الصحافيين ومراسلي الوكالات والقنوات الفضائية من 15 دولة عربية وأجنبية، في إعداد آلاف الأخبار والتصريحات والمواد الصحافية التي ستشكل وجبة دسمة لوسائل الإعلام المحلية وعدد من الصحف والقنوات الدولية المشاركة.

الفندق الذي يعتبره رجال الأعمال والجهات الحكومية والأهلية المكان المفضل لاستضافة الندوات والمحاضرات الكبرى، سيجد نفسه هذا العام في اختبار دوري لمدى قدرته على مواجهة الزخم الاعلامي المتزايد بتغطية وقائع المنتدى لحظة بلحظة وعلى طريقة مدينة السينما الأميركية «هوليوود»، حيث حرصت معظم وسائل الاعلام السعودية على استخراج بطاقات الدخول لمحرريها ومصوريها منذ وقت مبكر، فيما عملت الأقسام التحريرية داخل الصحف على عقد اجتماعات متواصلة طوال الليلتين الماضيتين لإعداد وجبة إعلامية تنافس الوجبات التي يعكف عليها خبراء الطهي العالميون في مطبخ الفندق.

مدير فندق الهيلتون بجدة، هاكوب دوغرامدجيان، قال وهو يبتسم للصحافيين أمس فيما يرتدي بزة رسمية داكنة الألوان تعكس الجو الرسمي داخل كل ممرات وأروقة وقاعات الفندق: «يشرفنا استضافة هذا الحدث الإقليمي المهم للسنة الخامسة على التوالي، إذ يعكس اختيار المنتدى لفندق هيلتون جدة مقراً رسمياً لعقد فعالياته الثقة الكبيرة بالمعايير الراقية التي تلتزم بها مجموعة هيلتون العالمية في مجال خدمات المؤتمرات والضيافة».

وفيما توفر نوافذ الفندق لأكثر من 250 شخصية عالمية من الوفود المشاركة في أعمال المنتدى على ساحل البحر الأحمر، لقطة بانورامية للمتنزهين على كورنيش المدينة التي يعشق أهلها حديث الماء، ستوفر المحاضرات التي سيلقيها المشاركون مادة دسمة للحديث عنها طوال الأشهر المقبلة في مختلف الدوائر الاقتصادية في البلاد، تدعمها في ذلك مسميات محاور الجلسات التي جاءت بشيء من «الفنتازيا» اللغوية كـ«الجيل المتنوع، بماذا ندين للمستقبل؟»، «مسح الثقافة السعودية بعد منظمة التجارة»، في حين جاء عنوان لإحدى الجلسات «الحائط الزجاجي والسقف الحجري: معوقات أم تطور المرأة في سوق العمل»، كما ستكون هناك جلسة اسمها «بناء الجسور»، وهي المسميات التي تناولها الشباب الجالسون في أحد المقاهي الفخمة داخل الفندق بشيء من الظرافة، إذ علق أحدهم بالقول: «أتمنى ألا يخطئ أحد الصحافيين في مسمى (التغيير الديناميكي في المجتمع العالمي) ويجعلها (التغيير الدينماركي). هنا كانت قهقهات الجالسين قد كسرت شيئا من صمت الرخام وحدة الرسمية التي صبغت كل شيء حتى تعابير الوجوه التي يدخل بعضها للمرة الأولى من الباب المخصص للبهو الرئيسي لتغرق في جموع الباحثين عن تسجيل أنفسهم في صناعة المشهد العالمي.

وتنعقد الدورة السابعة للمنتدى، الذي ينظمه مجلس جدة للتسويق التابع لغرفة جدة للتجارة والصناعة، تحت شعار «من أجل آفاق جديدة للنمو الاقتصادي: احترام الهوية الفردية وتعزيز القيم المشتركة». وسيناقش المجتمعون أهم المستجدات التي تواجهها المملكة العربية السعودية والاقتصاد العالمي. ويشارك في جلسات المنتدى كبار الشخصيات من رؤساء دول، ومسؤولين حكوميين، ورجال وسيدات أعمال، وأكاديميين، واقتصاديين.

السيدات السعوديات وضيفات المنتدى اللاتي سيتناولن وجباتهن في خيمة على الطريقة البدوية خصصت لهن، سيكون لهن حضور لافت هذا العام بعد أن كرست السعوديات من وجودهن عبر أكثر من مجمع اقتصادي محلي ودولي كان آخره حضور المرأة القوي في انتخابات الغرف التجارية وانتخابات المهندسين، لتجد المرأة السعودية نفسها هذا العام مشاركا في الحدث عبر أكثر من قناة ووفق معطيات ستتجاوز الجدل الذي كان مع عقد أول دورة لمنتدى جدة، عندما صعدت بعض التيارات المتشددة من حملتها تجاه مشاركة المرأة، إثر ظهور صور عدد من السيدات السعوديات لأول مرة في وسائل الاعلام المحلية.