أساور مطاطية تتحول إلى شعارات ذات مضامين إنسانية

«الإكسسوار» الأكثر شيوعا بين الشبان والشابات

TT

تخطئ العين الأساور البلاستيكية بكل ألوان الطيف تتدلى من معاصم الشباب والفتيات، في السعودية بعد أن لاقت رواجا في العديد من الدول العربية والأجنبية. بيد أن الأمر بات يشكل «موضة» جديدة تجتاح الشباب في العالم كونها تضيف رونقا لمرتديها، وأكثر من ذلك أنها تحمل بعض الشعارات والكلمات ذات المعاني والدلالات يقرأها الآخرون.

وكان الحرفيون يرتدون الحلقات المطاطية على معاصمهم لمنع تدفق الزيوت إلى سواعدهم، من محركات السيارات والأجهزة الكهربائية، لكن الأساور السوداء تحولت إلى ألوان زاهية زينت معاصم الفتيات والشباب وهي تحمل عبارات مثل «live strong» بمعنى «عش قويا»، جمعت بين مجاراة آخر خطوط الموضة وعمل الخير، وأصبحت من أكثر قطع الإكسسوار شيوعا ولم تفرق بين الفئات العمرية المختلفة.ويرجع انتشار هذه الأساور صفراء اللون إلى ابن ولاية تكساس الأميركية لانس آرمسترونغ بعدما صارع مرض السرطان الذي أصاب دماغه ورئتيه أكثر من أربع سنوات، متحديا تقارير طبية قدرت نسبة نجاته من الموت بـ40 في المائة فقط ليقهره ويحرز لقب بطولة سباقات الدراجات الهوائية سبع مرات متتالية، كما أوضح ذلك وليد الخطاب الشاب السعودي المقيم في مدينة بوسطن الأميركية.ويقول الخطاب «لم يكن اختيار اللون الأصفر فقط رمزا للون قميصه لكنه رمز لمقاومة المرض ولاستمرار والأمل بالتعاون مع شركة NIK الرياضية بحيث يذهب ريع المبيعات لأبحاث السرطان في الولايات المتحدة الأميركية وهنا تكمن قيمة شراء السوار الأصلي الذي يبلغ قيمته واحد دولار أميركي».

أما جود سلامة طالبة جامعية فتحرص على ارتداء هذه الأساور وتهتم بالبحث في تنوع معانيها ورموز ألوانها.

وتقول تنوعت ألوان هذه الأساور المطاطية لتشمل طيفاً واسعاً من الألوان نقشت عليها عبارات مختلفة فلم تعد مقتصرة على عبارة live strong (الأم) وشملت معاني تشجع على العيش بطريقة خاطئة فأصبحت «live wrong» آي عش مخالفا للقوانين وعلى هواك وأخرى كتب عليها شعارات مختلفة لمساندة قضايا وأمراض أخرى، كالأسود والأبيض يناهضان التمييز العنصري.

والأحمر معنا ضد الإرهاب والأخضر يرمز لحماية البيئة والأبيض يرمز إلى الفقراء الذين يموتون في قارة أفريقيا واللون الوردي يرمز إلى دعم مرضى سرطان الثدي». ومن هذه الأساور أيضا سوار إسلامي برتقالي اللون كتبت عليه عبارة «proud Muslim» الذي انتشر في السعودية لدعم الجمعية السعودية الخيرية لرعاية مرضى السرطان في شراء الأدوية للعلاج وترجع هذه الفكرة إلى الدكتورة منى الجامع وشقيقتها اللتين جمعنا بين الموضة المنتشرة والعمل الخيري فتقول: «خطرت الفكرة بعد انتشار هذا الموضة التي انتشرت بين الفتيات والشباب السعودي بشكل لافت دون معرفة الهدف منها أو معنى العبارات التي نقشت عليها فاصحبوا يشترونها من المحلات التجارية بأسعار متراوحة بين الخمسة إلى العشرين ريالا ويكون الربح هنا تجاريا بحتا، وقليل جدا من السعوديين الذين كانوا يلبسون السوار الأصلي».

وتتابع الجامع «فعلا بدأت بمحادثة المصنع في الصين وطلبت منهم صناعة السوار البرتقالي ووضع الشعار «proud Muslim» ودفعت جميع التكاليف وبدأنا ببيعها من أكتوبر (تشرين الأول) 2005 ولاقت إقبالا كبيرا بين الناس» وترجع الدكتورة منى اختيار اللون البرتقالي إلى أنه لون محايد وصارخ وجميل ويستطيع الشباب والفتيات ارتداؤه دون تقييد.

وعن انتشار هذا النوع من الأساور المختلفة الألوان والعبارات بين الشباب تقول عبير الناصر 28 عاما «إنها اشترت السوار المطاطي الأصفر الذي يباع بنحو واحد دولار أميركي دعماً لأبحاث مكافحة السرطان الذي فتك بأمها»، فيما لم يعط سلطان أبو خضير 20 عاما جوابا واضحا لتبرير سبب ارتدائها غير أنه اعتبر أنها جميلة وخفيفة وباتت لمسة كمالية يضعها الشاب قبل خروجه بعد أن يكون صفف شعره وارتدى ملابسه ورش رذاذ من عطره.

ويقول بائع في أحد الأسواق في مدينة جدة إنهم يستوردون تلك الأساور المطاطية المتعددة الألوان ويدفعون ثمنها كاملا، بغية بيعها وجني الأرباح، نافيا ذهاب ريعها لمصلحة أي جهات خيرية سواء محلية أو عالمية، أما عن البائع منير سلامة فقد أكد أن محله يبيع نحو 200 اسوارة في اليوم.

وتقول هلا العريس التي ترتدي إحدى هذه الأساور «إنه مجرد تعبير رقيق عن بعض المشاعر الإنسانية» وبرأيها أنها حركة ظريفة ومعبرة عن احتجاج أو رفض، تماما كما حدث بعيد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في 14فبراير حيث وحد اللبنانيين رغم اختلاف طوائفهم، وعبروا عن حزنهم من خلال ارتداء اسوارتين باللونين الأحمر والأبيض عليهما عبارة «Free Lebanon».