ورقة نسائية تحمل عنوان «لو كان الفقر رجلا لقتلته» خلال ملتقى في جدة

TT

استقبل الملتقى الثقافي النسائي بجدة والذي تترأسه ناجية عبد اللطيف جميل مساء أول أمس الاثنين بحديقة الزهور، الدكتورة ثريا العبيد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة لتلقي ندوة «لو كان الفقر رجلا لقتلته»، وذلك عقب ختام منتدى جدة الاقتصادي السابع.

وقد حضر الملتقى جمع غفير من سيدات المجتمع المخملي من سيدات أعمال وأكاديميات بالجامعات وطبيبات وتخللت بين صفوفهن طالبات جامعيات، وكلهن قدمن اجل القضاء على هذا الفقر إن كان رجلاً. وكان اللافت في الملتقى هو جلوس والدة عبيد الخالة عائشة في الصف الأمامي، وكانت تجلس تلك الأم الرؤوم بكل أذن صاغية لحديث ابنتها وتصفق لها بين الحين والأخرى.

وقد تحدثت عبيد عن قصص وتجارب شاهدتها من خلال سفرها الدائم طوال السنة بحكم عملها ومنذ أيام دراستها، حيث عاشت ورأت الفقر عن قرب في كل بلد سافرت اليه يوما، فقد عاشت العبيد فترة بلبنان وشاهدت دمار الحرب الأهلية والحرب مع إسرائيل، وقضت فترة في العراق أيام حربها مع إيران.

وطلبت العبيد بأن تكون الندوة عفوية أكثر وقالت في بداية كلمتها »ماذا لو كان الفقر امرأة؟ ماذا كنا سنفعل؟». وتابعت حديثها «إن أكثر الدول الفقيرة في العالم هي بأفريقيا وشرق آسيا وأوروبا الشرقية، والفقر ليس فقط فقر المال، بل الجهل الذي يؤدي إلى الهلاك».

واستشهدت بقصص في أديس بابا «الإيدز والفقر ارتبطا معا والإيدز لا تسببه فقط العلاقات الجنسية، بل المخدرات أيضا وهو كالكبريت في العشب الجاف، فكثير من سكان تلك البلدان الفقيرة مصابون بالإيدز، لجهلهم يتزوجون وينجبون وكلهم في عداد الموتى وبالتالي ينتقل هذا الفيروس من شخص لآخر حتى أن آخر الدراسات أكدت ان الإنسان الذي يعيش في هذه المناطق لا يعيش أكثر من 32 عاما من معدل العمر الطبيعي المتعارف عليه عالميا وهو سن الستين».

وتطرقت في حديثها موضحة للحضور المخملي ان الفقير هو إنسان، ولكنه لا يشعر بإنسانيته في ظل العولمة وفقدان مبادئ كثيرة وقالت: «عندما يفكر في إقامة مشروع استثماري ضخم لا يؤخذ باحتياجات الفقير أو رأيه أو ماذا يريد؟ كل ذلك يجعل الفقير يعيش صراعا فينزوي في حي من أحياء المدينة بعيدا عن أنظار الآخرين، يقول في نفسه «ليس هناك من يسأل عنك أو يراك» فيرتكب الجرائم ويدمن المخدرات وتنحرف النساء والرجال وينتشر الإيدز إنها سلسلة متصلة».

وأشارت العبيد في كلمتها أن 1.6 بالولايات المتحدة الأميركية يعيشون بدولار واحد في النهار أي أن عدد الفقراء في ازدياد وسببه كما تقول »غول العولمة».

وتطرقت الحاضرات إلى تجربة دولة الصين وكان ذلك ضمن وضع الحلول للقضاء على الفقر في السعودية والبطالة وتفعيل الثقافة المهنية والتأهيل والتدريب إلا ان العبيد علقت قائلة: «لا يمكن إعادة تاريخ الصين فكل دولة تختلف عن الأخرى في تاريخها وظروفها» وشجعت مراكز التدريب والتأهيل وطلبت تطورها ومنافستها للعالمية.