استشاري جراحة: تصحيح الأنف والأذن أكثر عمليات التجميل للرجال

تكاليف العمليات التجميلية المتعددة قد تصل إلى مليون ريال

TT

كشف الدكتور عبد الإله البصاص استشاري جراحة التجميل والترميم وجراحة اليد بمستشفى قوى الأمن أن 30 بالمائة من مرتادي العيادات التجميلية هم من الرجال، وقال في حوار مع «الشرق الأوسط» ان عيادات التجميل تشهد إقبالا متناميا من الجنسين، وان معظم الرجال هم من يأتون بنسائهم لإجراء عمليات التجميل· فإلى مضابط الحوار...

> هناك جدك قائم ما بين الشرع وطب التجميل حول مدى شرعية العمليات التجميلية لغير التخلص من العيوب الخلقية أو التشوهات، كتغيير الأنف، أو نفخ الشفاه وما إلى ذلك، ما ردكم على مثل هذا الجدل؟

ـ لا أرى شخصيا أن هناك جدلا قائما ما بين علماء الدين واختصاصيي طب التجميل، إذ صدرت فتاوى متعددة من هيئة كبار العلماء تبيح العمليات التجميلية في حال وجود عيوب خلقية أو تشوهات، كما أن مجال طب التجميل واسع ولا يقتصر فقط على إجراء عمليات شفط الدهون وتصغير الأنف كما يعتقد البعض.

> نعم ذلك صحيح، وإنما اعتراض علماء الدين يكمن في الإقبال المتزايد يوما بعد يوم على إجراء العمليات «التحسينية» كما يطلقون عليها، ولا يشمل إجراء العمليات «الحاجية» كمعالجة الحروق مثلا، فمن له الأحقية في تقرير ما إذا كان الشخص بحاجة إلى عملية تجميل أم لا، علماء الدين يقولون بحكم «عامة الجمهور» وليس بالاعتماد على «الرأي الشخصي» فما تعليقكم؟

ـ المريض نفسه ـ من وجهة نظري الشخصية ـ هو المعني باتخاذ قرار إجراء عملية تجميلية لأي جزء من جسمه، ولا يعود البت في مدى احتياجه للعملية من عدمه إلى رأي عامة الناس، فمن يأتي لإجراء العمليات التجميلية رغم آلامها والآثار الجانبية، عقب العملية إلى جانب الإنفاق المالي، لا بد انه يعاني من مشاكل نفسية واجتماعية جراء ما يعتقد انه بحاجة إلى تجميله. كما أنه من جهة أخرى هناك من يعاني من عيوب خلقية يأبى أن يجري أي عملية تجميلية لقناعته الشخصية بشكله وعدم معاناته من أية مشاكل نفسية، رغم حكم المجتمع وموافقته على إجرائه لعملية تجميلية، مما يدلل على أن القناعة الفردية والتقرير الذاتي هو الأساس وليس المجتمع هو من يقرر نوع وماهية التشوه.

> ما سبب الإقبال المتزايد من قبل البالغين والمراهقين على إجراء العمليات التجميلية على عكس ما كان في السابق؟

ـ يعود ذلك إلى عدم توفر الخبرات والكفاءات الطبية السعودية المختصة بطب التجميل، إلى جانب ازدياد الوعي لدى الأفراد أنفسهم وإطلاعهم على أنواع العمليات التجميلية المختلفة من خلال القنوات الفضائية، كما وساهمت العولمة على إطلاع الأفراد على مقاييس وصفات جمالية كانت مجهولة سابقا.

> هناك فرق طفيف ما بين تحسين العيوب الخلقية والوصول للهوس الجمالي والشكلي، أين يكمن دور الطبيب في مثل هذه الحالات؟

ـ لا يوجد أي أمر إلا وله جانبان، احدهما مظلم والآخر مضيء، نعم هناك هوس من قبل البعض في المبالغة بالاهتمام بالشكل، ودور الطبيب في مثل هذه الحالات يكمن في نصح المريض وتوضيح الصورة له وإطلاعه على ماهية الحلول الطبية الناجعة لمثل حالته، وإقناعه في العدول عن رأيه، ولكن المتشددين هم القلة من المراجعين.

> ماذا عن الأزواج هل يرافقون زوجاتهم ويصطحبونهن لإجراء العمليات التجميلية أم أن المرأة تحرص على أن يكون الأمر سرا دون علمه؟

ـ نعم، هناك من يأتي برفقة زوجته بحثا عن إيجاد حل لأي تشوه خلقي أو حتى فقط رغبة منه في نفخ شفاه زوجته أو مناطق أخرى مختلفة في جسمها، بغية الاستمتاع بالحلال، وهناك حالات قد تأتي فيها المرأة سرا لعدم موافقة زوجها على إجراء أية عمليات تجميلية.

> حسنا، ما نسبة تردد الرجال السعوديين على العيادات التجميلية وما العمليات التجميلية الأكثر طلبا في الأوساط الذكورية؟

ـ وصلت نسبة تردد الرجال السعوديين للعيادات التجميلية بعد أن ارتفعت بشكل اكبر في السنوات الماضية إلى نسبة 30 بالمائة، بينما وصلت نسبة التردد النسوي 50 بالمائة، وفيما يتعلق بأكثر العمليات طلبا فهي عمليات تجميل الأنف، وتصغير الصدر لدى الرجال ومعالجة بروز الأذن، وزرع الشعر، إلى جانب شفط الدهون وشد الجسم، وأوقات أخرى لنفخ الشفاه.

> انتشر اخيرا في صالونات ومراكز التجميل قيام بعض العمالة الآسيوية والعربية غير المتخصصة في طب التجميل بنفخ الشفاه ووجنتي الوجه وما إلى ذلك، فما مدى خطورة مثل هذا الأمر؟

ـ للأسف أن هذا ما بدأ يحدث كثيرا في السعودية، وهي المشكلة الأساسية التي نواجهها في مهنتنا، حيث نشرع في علاج التشوهات وحل المشكلة قبل إجراء أي عملية تجميلية، من أجل ذلك اشدد على ضرورة اللجوء لمتخصصين في الجراحات التجميلية، وليس الاعتماد على خبرات تجميلية في الصالونات وغيرها.

> ما الفئة العمرية المصرح لها بإجراء العمليات التجميلية، سواء من الذكور أو الإناث؟

ـ قبول إجراء عمليات تجميلية يبدأ من سن السادسة عشرة، ولا يسمح بأقل من ذلك.

> ماذا بشأن المرأة، هل يشترط تقديم موافقة خطية من ولي الأمر على إجراء أية عملية تجميلية؟

ـ بالطبع لا، فإذا بلغت المرأة سن الرشد كما هو مقر في القانون السعودي لن تكون بحاجة إلى موافقة خطية من ولي أمرها.

> هل هناك مقاييس جمالية معينة ومحددة يتم الاختيار من بينها تبعا لذوق ولرغبة كل مراجع للعيادات التجميلية؟

ـ لا أبدا، لا توجد مقاييس جمالية محددة، وإنما يتقرر ويحدد الشكل والنمط تبعا لشكل الوجه أو الجسم، وذلك ليصبح منسجما ومتلائما مع الشكل بأكمله، حيث لا يمكن وضع انف أميركي لوجه ياباني، ولكل شخص معايير خاصة مختلفة.

> ما هي أخلاقيات مهنة طب التجميل التي يتوجب على اختصاصيي وجراح التجميل الالتزام والتقيد بها؟

ـ بداية الخوف من الله تعالى، وذلك في جوانب متعددة من حيث شرح الحالة للمريض ومدى إمكانية إصلاحها وإطلاعه على سلبيات وايجابيات العملية، وألا يتخلى الطبيب عن المريض في حال حدوث بعض المضاعفات غير المتوقعة إلى جانب الحرص على اتخاذ اجتهادات في حدود المنطق والأكثر واقعية.

> إلى أي حد قد يصل إجمالي المبلغ المالي لمن قام بعدد من العمليات التجميلية المختلفة والمتنوعة على فترات متتالية؟

ـ لا يوجد هناك حد مالي، إذ قد تصل في حالات إلى المليون ريال، فالأمر يعود إلى مدى التشوه.

> برامج ملكات الجمال والبرنامج الأميركي الشهير «سوان» هل كان السبب في ترسيخ مبدأ العمليات التجميلية؟

ـ من وجهة نظري أن هذه البرامج كان لها دور ايجابي في زيادة الوعي لدى الشباب، وذلك بتوعيتهم بوجود حلول منطقية لمشاكل كثيرة.

> ما تأثير مهنة طب التجميل على حياتك الزوجية والأسرية؟

ـ المهنة بالنسبة لي مستقلة تماما عن الحياة الخاصة، وأسعى إلى فصلهما باستمرار، حيث متى ما دمجت المهنة بالحياة الخاصة ستخلق بسببها المشاكل الزوجية، وفيما يتعلق بالمعايير والمقاييس الجمالية ومدى تأثر الطبيب بها فأقول إن استمرارية الحياة الزوجية لن تعتمد على الجمال، كونه زائلا حتما مع الوقت، وإنما على مدى التفاهم العاطفي والنفسي.

> ماذا إن قررت إحدى بناتك إجراء عملية تجميلية فهل ستجريها لها؟

ـ سأوافق مباشرة بما أن ذلك اختيارها وحدها، ولربما أصبحت إحداهما طبيبة تجميل في المستقبل.