سكان الباحة هربوا من لسعة «البرد» ووقعوا بين فكي «الضنك»

الحمى تخلف 4 وفيات خلال شهرين

TT

يبدو ان سكان الباحة هربوا من لدغة الافعى ووقعوا بين فكي الاسد، فأولئك الذين هربوا مع بداية اجازة منتصف العام لقضاء اجازتهم في مدينة جدة، والباحثون عن الاجواء المعتدلة، في ظل برودة اجواء المنطقة، عادوا وهم يحملون مرض حمى الضنك، حيث سجلت صحة الباحة حالة وتشتبه بأخرى حتى أمس، بين اولئك الذين قضوا اجازتهم في جدة.

مستشفى المندق العام كان المستشفى الذي استقبل الحالتين المذكورتين ويجري فحصهما، حيث ودع هاني بشر الزهراني، الذي تماثل للشفاء ولا يزال قيد الراحة في منزله لمدة أسبوع للتأكد من براءة جسمه الغض من هذا المرض، في الوقت الذي استقبل المستشفى بنتا عمرها 17 عاما، حيث وجد اختصاصي الباطنية والكلى الدكتور طارق الجوهري، اشتباه أعراض لحمى الضنك تستوجب التحقق من التحاليل المخبرية منبع المرض جدة، حيث المختبر الإقليمي المركزي، وذلك وفقا لتوجيهات إدارة الشؤون الصحية، إذ لا توجد إمكانية التحقق من المرض.

هلال أحمد الزهراني، مدير مستشفى المندق العام، قال «إن حالة المريضة مستقرة وتلقى العناية الكاملة من المستشفى»، مبينا أنه تم إبلاغ الجهات المختصة في المنطقة عن المرض في حينه، وأن فريقا من الطب الوقائي بالشؤون الصحية برئاسة الدكتور احمد ادريس، زار المريضة وسجل جميع البيانات اللازمة عن المريضة وأعراض المرض والحي الذي سكنته وأسرتها في محافظة جدة.

ويرى المواطن أحمد سعيد الزهراني، أنه بعد أن ثبتت هذه الحالات المرضية لحمى الضنك التي نقلها المواطنون من جدة، كان من الواجب على الشؤون الصحية دعوة المواطنين الذين قضوا اجازاتهم في جدة وغيرهم للمراجعة لإجراء الفحوص المخبرية لدى المستشفيات والمراكز الصحية.

ويطالب بإيجاد مختبرات لديها القدرة على كشف مثل هذه الأمراض بدلا من نقل العينات إلى خارج المنطقة، الذي قد يضاعف من حدة المرض وآثاره الجانبية.

وأضاف: «اصبح هناك حالة من الخوف والهلع، خاصة من الاشخاص الذين كانوا يقضون اجازة نصف العام في جدة، وذلك لانتشار المرض في جدة ولخشيتهم ان يكونوا قد نقلوا المرض من دون ان يشعروا بذلك».

يذكر ان عددا كبيرا من سكان مناطق جنوب السعودية، كانوا قد استغلوا اجازة نصف العام الدراسي التي انتهت الاسبوع الماضي وتوجهوا الى جدة بحثا عن الاجواء المعتدلة، خاصة في ظل ارتفاع درجة البرودة التي تشهدها المنطقة والضباب الذي خيم على المنطقة. يشار الى ان محافظة المندق كانت قد فازت قبل قرابة العامين بأنها افضل مدينة صحية في السعودية وخالية من الامراض الكبرى والخطرة ولم يسبق ان سجلت حالات امراض خطيرة قبل الآن.

من جهته، كشف الدكتور يعقوب المزروعي وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي عن وجود خطة منسقة بين وزارة الصحة ووزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الزراعة من خلال لجنة وزارية شكلت لمعالجة المشاكل الناشيءة عن البعوض، وأكد المزروعي أن مشكلة البعوض تعتبر مشتركة وليست من اختصاص جهة دون غيرها، ولا يمكن حلها دون تعاون المواطنين أيضاً.

من جانبه كشف الدكتور ياسر الغامدي مدير الشؤون الصحية في منطقة مكة المكرمة عن ارتفاع حالات الإصابة المؤكدة بحمى الضنك إلى 143حالة فيما بلغت حالات الاشتباه بالإصابة 277 حالة، في الوقت الذي سجلت فيه وزارة الصحة 4 وفيات جراء المرض خلال الشهرين الماضيين منذ بداية العام الحالي.

وتعد هذه النسبة مرتفعة مقارنة بالعامين الماضيين حيث شهد العام 2004 نحو 567 حالة اشتباه و291 حالة مؤكدة وحالتين وفاة فقط، فيما شهد العام الماضي 2005 نحو 662 حالة اشتباه و305 حالات مؤكدة ولم يسجل خلاله أية حالة وفاة.

أمين أمانة جدة المهندس عادل فقيه أكد بأن هناك خطوات منظمة لمكافحة انتشار المرض على جميع المستويات، من خلال ردم بعض المستنقعات، ورش البعض الآخر التي لا يمكن ردمها، ومكافحة البعوض واليرقات قبل التكاثر، كما أكد فقيه بأنه تجري حالياً تحركات سريعة لنقل التجربة السنغافورية وتطبيقها في جدة بعد نجاح تلك التجربة في سنغافورة، متمثلة في استقدام عدد من الخبراء الذين عايشوا المشكلة من خلال الواقع وليس من النظريات والفروض فقط، بالإضافة لشراء 3000 مصيدة للبيض من سنغافورة أيضاً، وأخيراً استحداث برنامج معلوماتي للاستدلال على مواقع البعوض وتوثيق المعلومات، كما كشف فقيه عن استحداث برنامج جديد لمكافحة المرض بقيمة 5 ملايين ريال خلال مدة زمنية تصل إلى 18 شهراً، وسيتم الإعلان عن المناقصة قريباً.

من جهة أخرى ألقى عادل فقيه باللائمة على المواطنين في انتشار المرض وأضاف «لا شك أن هناك تجمعات للمياه ومستنقعات، ولكن هناك البيئة الأشد ملاءمة للبعوض، وهي في المنازل نفسها وحول أسوارها، من خلال تسرب المياه في الجدران وتحت السلالم وحتى في فتحات النوافذ والمكيفات، ويجب على المواطن أن يكون واعياً لما يدور حوله من مسببات للمرض»، وأوضح في ختام حديثه أن هناك خطة أعدتها الأمانة لمحاسبة الجهات المسؤولة عن تسريبات المياه، والتسبب في توفير بيئة ملائمة لتكاثر البعوض الناقل للمرض، تتمثل في فرض عقوبات مالية على المخالفين بدون استثناء.