جهة مجهولة تشتري كامل نسخ رواية «بنات الرياض»

لمنع السعوديين من قراءتها

TT

لا طلب يعلو على طلب الكتب الممنوعة في معرض الرياض الدولي للكتاب، خاصة رواية «بنات الرياض»، التي ترددت إشاعات بأنه تم شراء جميع نسخها من الطبعة الثالثة التي كانت معروضة في «دار الساقي» بالمعرض، من جهة لم تعرف حتى الآن، رغم نفي مسؤول مبيعات دار الساقي لهذه الإشاعة، وكان منظر تجول كاتبة الرواية في أروقة المعرض مثيراً لتساؤلات الزوار عن روايتها الأولى.

ذكر عمر الباهلي، أحد زوار المعرض، أنه لو صح أمر شائعة الشراء بقصد المنع، فهي وصاية صريحة على خياراتنا في قراءة ما نريد، وهو أمر لا بد من الوقوف في وجهه من قبل الجهات المختصة، مضيفاً «رواية رجاء أو غيرها من الروايات والكتب المؤلفة من قبل السعوديين، يجب، أن تكون متاحة لنا أولاً، فنحن أولى بهذه الكتابات من غيرنا، فهي تتحدث عنا».

بينما قال سعيد الزهراني، «لا أستطيع فهم ما يدور في هذا المعرض، مكتوب أنه دولي، وذكرت وسائل الإعلام أنه مختلف كثيراً عما سبق، وعندما حضرت إلى هنا، لم أجد 5 كتب من التي سافرت من أجل شرائها، هذا استخفاف بعقول الناس، دفعت أكثر من 1000 ريال للحضور إلى معرض الرياض للكتاب، ولم أجد مبتغاي، ولو أني توجهت للبحرين أو دبي لكان ذلك أجدى».

من جهته، أرتاح غرم الله الغامدي من قرار منع بيع بعض الكتب المخالفة للأعراف والتقاليد والدين، مضيفاً أنه «ينبغي حماية الشباب من السموم المنفوثة بين السطور، على شكل رواية أو شعر أو قصص، فهي انحلال باسم الفن والأدب».

في المقابل أجاب مدير معرض الرياض الدولي للكتاب، الدكتور سليمان العقلا «نحن مسؤولين عن تنظيم المعرض، وما يتعلق برقابة المطبوعات، وهل هذا الكتاب سحب أو تم شراء جميع نسخه؟ فهذا ليس من اختصاصنا، وهو من اختصاص وزارة الثقافة والإعلام».

وعن مسؤوليته حيال منع بيع رواية «بنات الرياض» كونه مدير المعرض، قال «فيما يتعلق بالإصدارات، فليس لي دخل، وأنا مسؤول عن التنظيم ومتابعة الأسعار، أما المراقبين التابعين لوزارة الثقافة والإعلام فهم مسؤولون عن مدى ملائمة الكتب للبلد (السعودية)، وهم ينسقون معنا».

ونفى العقلا أن تكون وزارة الثقافة والإعلام قد أطلعت على كل العناوين التي جلبت للمعرض قبل العرض، ولكن الوزارة أطلعوا على المعروضات فقط، ولا يمكن أن يطلعوا على كل الكتب وبشكل دقيق قبل بداية المعرض، خاصة وأن العناوين بالآلاف، وكان لهم دور في تنسيق المعروضات والإطلاع على بعضها.

وأبدى العقلا سعادته البالغة بالإقبال الكبير من قبل زوار المعرض، ومن كلا الجنسين، وفي جميع الأيام، سواء المخصصة للعائلات أو للرجال والأطفال والنساء، أو لطلاب المدارس، صباح أمس امتلأ المعرض بالطلاب من مختلف المدارس في الرياض، وهذا «يسرنا كمنظمين للمعرض، لأنه يحقق استفادة أكبر عدد ممكن من المجتمع من هذا التجمع الثقافي الكبير، للكتب والشخصيات». وكانت الرواية أثارت جدلاً كبيراً في المجتمع السعودي، ونفذت الطبعة الأولى والثانية منها في أقل من 12 أسبوعاً بعد صدورها، وتم نشرها على الإنترنت في تحدي كبير لعملية منع بيعها في السعودية، فيما اتجهت الكاتبة لمقاضاة ناشريها إلكترونياً.

جدير بالذكر أن هناك روايات أخرى منعت من البيع في معرض الرياض للكتاب، منها، «نزهة الدلافين» و«الإرهابي 20»، وهناك كتب سمح ببيعها لأول مرة، مثل رواية «العصفورية»، و«حوار مع الملحدين في التراث»، وبعض ترجمات الإنجيل، ودوواين شعر سياسية.