اكتشاف بحيرة مائية مطمورة شرق السعودية

هيئة المساحة الجيولوجية: البحيرة مهيأة لتكون مستودعا مائيا للمياه العذبة

TT

اكتشف أمس العلماء المشاركون في أول رحلة علمية من نوعها في الربع الخالي، بحيرة مائية كبيرة مطمورة من المياه العذبة تتكون من عدة ينابيع يعتقد أنها قادمة من أعماق الأرض، ويرجح أنها بعد عمليات الحفر المستقبلية قد تحتوي على مستودع مائي كبير للمياه العذبة للاستفادة منها في تغذية المناطق الشرقية من السعودية، وتعزيز الأمن المائي في البلاد.

وأكد الدكتور ماهر إدريس مساعد رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، والمشرف على الرحلة العلمية لـ«الشرق الأوسط»، أن فريق العلماء المشاركين تمكن من تسجيل أو اكتشاف علمي لهم في أول أيام الرحلة التي انطلقت أول من أمس وهو عبارة عن بحيرة كبيرة من المياه العذبة تبعد مسافة 50 كلم شمال شرق منطقة الحصان الواقعة على الأطراف الشرقية للسعودية باتجاه الحدود مع دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأبان الدكتور إدريس، أن البحيرة المكتشفة لم تكن معلومة في السابق، غير أن الدراسات الماضية وصور الأقمار الصناعية جعلت الهيئة تعتبر هذه المنطقة إحدى المناطق المستهدفة عند بداية الرحلة، مؤكدا أنهم لم يكونوا يتوقعون وجود الماء العذب على هذا العمق القريب من سطح الأرض.

وكشف الدكتور إدريس عن وجود مشروع مستقبلي لإنشاء بحيرة صناعية في الربع الخالي من المياه المعالجة لتحويلها إلى منتجع سياحي من جهة، والاستفادة منها كمخزن للماء لا يتعرض لعمليات السحب القريبة من المناطق المأهولة بالبشر، وهو ما يعزز دور البحيرة عند الحاجة في تغذية احتياجات الناس من الموارد المائية.

وأضاف أن البحيرة المكتشفة تقع ضمناطق سبخية تعرف بسبخة مطي إلا أن البحيرة ذاتها تمتد بمسافة 3 كلم باتجاه شرق ـ غرب واحد كلم باتجاه شمالي جنوبي، وهذه البحيرة تتكون من ثلاثة ينابيع حارة متوازية باتجاه شمال جنوب، والمياه الخارجة من هذه الينابيع على شكل متعرج باتجاه الشرق بطول 200 م وبارتفاع عن سطح الأرض 15 سم وعرضها يتراوح بين 75 ـ 100سم.

يشار إلى أنه تم رصد بعض الأعشاب والنباتات والطيور بالقرب من المجاري المائية لهذه الينابيع، وهي مياه حلوة تم قياس ملوحتها بواسطة المعمل المتنقل للهيئة حيث بلغت درجة الملوحة 4000 جزء من المليون وهو الأمر الذي يهيئها كي تكون نواة لعمليات حفر كبيرة تستهدف الاستفادة المستقبلية منها، ونسبة الكبريت بها غير عالية ودرجة حرارتها تقريباً 30 درجة مئوية يعتقد أنها قادمة من أعماق الأرض.

وتستمرالرحلة العلمية الاستكشافية لصحراء الربع الخالي والتي تنظمها هيئة المساحة الجيولوجية السعودية للفترة من 26 فبراير إلى 10 مارس 2006م، حيث تنتظر الأوساط العلمية والاقتصادية والسياحية نتائج هامة من فريق العلماء المشاركين والذين يمثلون مجالات علمية وبحثية مختلفة تساعد في عمليات البحث والتنقيب وتهيئة الدراسات واستثمار الفرص الكبيرة التي تتوقعها الدوائر العلمية في صحراء الربع الخالي.