أصوليون يطالبون بمحاكمة وزير الإعلام.. ومدير المعرض: «لن نتخذ أي اجراء ضد مسببي الشغب»

في ندوة «الرقابة الإعلامية» المصاحبة لمعرض الكتاب

TT

استبعد مدير معرض الكتاب الدكتور سليمان العقلا، المقام في مدينة الرياض اتخاذ أي اجراءات ضد الاشخاص الذين هاجموا وزيري الاعلام السابق والحالي وطالبوا بمحاكمتهما خلال ندوة «الرقابة الإعلامية ومتغيرات العصر التي اقيمت امس الاول».

وقال الدكتور العقلا: «ان بقية الندوات ستسير بشكل طبيعي، بحسب ما خطط لها، وليس هناك إجراءات معينة ستتخذ بعد ما حدث مساء أول من أمس».

ولم يكن ما حدث الا امتدادا لما سبقه في محاضرة التنوع الثقافي التي اخذت سناريو مشابها، حيث شهدت حضوراً لافتاً، لا سيما بعض الأصوليين من السعوديين حيال الإعلام المحلي، حيث احتلوا الصفوف الأولى، وسيطروا على القاعة، وهو امتداد لما حدث في أول ندوة في المعرض، والتي كان عنوانها «التنوع الثقافي: الأنا والآخر»، أدارها الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني فيصل المعمر، وحضر المشاركون فيها وهم الدكاترة خالد الدخيل وخيرية السقاف وعبدالله ولد أباه، ومنير بوشناقي وويرنردوام، وبعدما ألقى الدكتور خالد الدخيل مشاركته حول الاختلافات المذهبية بين المسلمين، وعندما وصل إلى طرح سؤال «هل يصح أن نكفر السعوديين الشيعة؟» بعدها تحولت القاعة إلى فوضى عارمة، وتعالت أصوات بعض الحاضرين من الأصوليين بأنه يجب على الدخيل تكفيرهم لأنهم سبوا الصحابة وزوج النبي عائشة، بعدها تدخل ابن معمر وأوقف الندوة.

وبالعودة الى تفاصيل ما حدث في ندوة «الرقابة الإعلامية ومتغيرات العصر» غصت القاعة بحضور بعض الأصوليين وقدر عددهم بين 700 ـ 900 شخص، وحجزوا الصفوف الأولى، وكان المشهد يوحي بأمرين، إما أنها محاضرة في مسجد، أو أن في الأمر موقف «بيّت له في ليل».

وتحدث تركي السديري في بداية الندوة بأن لجنة حرية الصحافيين لم تنصف المملكة في مناقشتها وتقريرها.

ثم تحدث وزير الإعلام السابق الدكتور محمد عبده يماني، بأن من يراقب حالياً يضيع وقته، لأن الحصول على المعلومة ونشرها أصبحت مسألة سهلة جداً، خاصة وأنه عندما تراقب من تأتمنه على تأدية عمل ما، أمر يتعارض مع مبدأ حرية العمل المسؤول.

ثم تحدث محمد الرميحي في ورقته بأن الرقابة ليست أبيض أو أسود، وبأن عدم الوصول إلى المعلومات يمنع من التقدم، مضيفاً أن «كل ما نعرفه يتضاعف في حجمه بعد 18 شهرا، وأن المطبعة وقفت 300 عام على الحدود العربية ولم تدخل إلا بعد ذلك« مشيراً إلى أنه «خسرنا 300 عام من التقدم».

وأكد الرميحي أن أكبر مؤسسة ثقافية عربية هي الرقابة، وأن الحق في الاطلاع مفهوم حديث نشأ في الثقافة العربية بعد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وحق الاطلاع يتوسع حالياً في القوانين العالمية، ولكنه ضاق بعد أحداث11 سبتمبر (أيلول) في أميركا وأوروبا، ولكن الرقابة في البلدان العربية رقابة مزمنة، واختتم الرميحي مشاركته بأنه «كلما فشل التعليم في القيام بدوره، كلما زادت الحاجة للرقابة».

بعدها ذكر مدير الندوة أنه تم إلغاء الأسئلة والمداخلات التحريرية، أيضاً، نظراً لكثرتها، عندها ارتفع صوت أحد الحضور، بكلام لا يليق ذكره، وطالب بمحاكمة تركي السديري، غير أن مدير الندوة كان يقاطعه ويقول له «احترم الجلسة·· الله يهديك·· الله يهديك·· ألغينا المداخلات التحريرية لكثرتها.. ونحتاج إلى يومين للإجابة عنها·· أما إذا جئت تحاكم أحدا.. فإن الزمان والمكان غير مناسبين».

بعدها قدمت الصحافية ناهد باشطح مشاركتها حول الرقابة عموماً، وفي الإنترنت تحديداً، وبأن أشد الرقابات نابع من الهيئات الدينية، وبأن الرقابة على الإنترنت غير مجدية.

ثم خضع تركي السديري لمطالبة الأصوليين، وأعطاهم الميكرفون ليتناقلوه فيما بينهم.