«الخدع البصرية».. دجل وشعوذة ينفيها المحترف السعودي في عروضه

TT

ليس الخروج من القمقم بأمر يسير بالنسبة للسعوديين، خاصة إذا كان هذا السعودي لا يريد أن يكون مجرد مارد أو عفريت خرج من القمقم بل يريد أن يكون هو الساحر الذي يروض هذا المارد ويركب بساط الريح ليجول العالم منافسا للسندباد القادم من بغداد.

ممدوح المرزوقي محترف سعودي في فنون الخدع البصرية تعلم أول خدعة على يد عمه عندما علمه لعبة النقود «القرش» كيف يخبئها في إحدى يديه هامسا في أذنه «احذر من عيون الناس»، وكما يقول المرزوقي «كانت تلك الخدعة هي بداية مشوار طويل دام أكثر من 20 سنة».

وربما الحظ ابتسم للمرزوقي منذ صغره وحرض أهله لاكتشاف موهبته وأسراره الكأمنة داخل جسده الصغير النحيل، فقد كان يشتري له والده الكتب والمجلات التي تضم في صفحاتها معلومات عن هذا الفن وكيفية تطويرها، وكان والداه لا يكتفيان بما تبيعه مكاتب السعودية بل يشتريان له كتبا من الخارج ومعدات الخدع ليمارسها في البيت وبين أصدقائه.

والمدرسة التي درس فيها ممدوح لم تحرم ألعابه وخدعه أو تصفها بالسحر والشعوذة على غرار الكثيرين الذين سرعان ما ينعتونه بعد الانتهاء من الخدعة «أوه أنت ساحر» ولا يقصدون طبعا السحر للجمال والروعة بل ساحرا بمعنى مشعوذ.

ويقول «عندما كنت في الصف الخامس الابتدائي خصصت لي فقرة في إذاعة طابور الصباح، حيث كنت أقدم بعض الخدع لطلاب المدرسة».

ولم يكتف المرزوقي بتلك الوسائل المشجعة له وصوت التصفيق الخجول بين طلاب مدرسته بل كما يقول «أدركت ذات يوم بان موهبتي ستموت يوما هنا «يعلل ذلك لعدم وجود معاهد تعلمه وافتقار المكاتب العامة لمثل هذه الكتب فما كان لديه سوى البحث عن المعلومات عن طريق المراسلات مع المعاهد المتخصصة في أميركا وأوروبا ويضيف «سافرت كثيرا من اجل اللقاء بالفنانين المتخصصين».

ولا عجب لدهشة الغربي من المرزوقي ليس لعروبته بل سعودته وكانوا يقولون له «أليست موهبتك هذه محرمة في بلدك؟».

ويتحفظ المرزوقي عن كشف أسرار مهنته التي تعتمد كلها على قواعد أساسية درسها ونظريات علمية فيزيائية كمرونة الجسم وخفة الحركة وقوة الدفع والاتزان بمعنى أن قوانين ونظريات نيوتن للحركة كانت أساس الخدع البصرية.

ويضيف ضاحكا «نعم مستر نيوتن كان معنا في صفوفنا الدراسية ذات يوم ولكن لم نطبق ما قاله وما اكتشفه عمليا بل اكتفى أساتذتنا بما هو نظري».

وفن الخدع البصرية يعتمد كثيرا على القدرة التمثيلية والمهارة ودقة الملاحظة، فالتكتيك مطلوب، والمشهد لا يتعدى نصف ساعة وكله كما يقال تمثيل في تمثيل، وإيحاء للمشاهد المترقب، والعوامل التقنية طورت هذا الفن كثيرا وصار لها دور مهم واختصرت الكثير من وقته وجهده. أيمكن أن نقول ان المرزوقي يحفر على الصخر في عصرنا هذا؟ عندما يقول «أريد أن أوعي مجتمعي بأن ما أقوم به مجرد خدع بصرية ليس فيها أي شيء من الشعوذة والدجل» بالرغم من أن عروضه تمنع في متنزهات وأماكن لها وجهة نظر أخرى.