في «ليلة مروءة وخلق» أكثر من ألف حضروا ندوة التعليم بمعرض الكتاب

د. الربعي: تيار الصحوة معني بالإجابة عن ثقافة حز الرؤوس

TT

وسط حضور أمني مشدد وملحوظ، أدار عبد الله الناصر جلسة التعليم ودوره في ثقافة الإصلاح في الندوة الأخيرة التي جاءت ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الرياض الدولي للكتاب، وشارك فيها كل من الدكتور عبد الله الغذامي، والكاتب الكويتي الدكتور أحمد الربعي، والدكتورة هند بنت ماجد الخثيلة، التي قُدمت قبل الدكتور الربعي والدكتور الغذامي لإلقاء ورقتها التي تحدثت فيها عن الإصلاح في التعليم العام والعالي في السعودية، والذي وصفته بأنه بحاجة إلى كثير من الإصلاح والنقد والتقويم.

ثم تحدث الدكتور الغذامي مستهلا محاضرته بخبر صحافي تضمن تهديدا له نشر في مواقع إلكترونية بأن فئة من الحضور ستلقنه درسا، وعلق على ذلك بأنه مستعد استعدادا كاملا بأن يكون تلميذا نجيبا، حتى يلقن الدرس الذي يتحدثون عنه.

وعرج على غياب الدكتور عائض القرني، مشيرا إلى أن ورقته ستتأثر بغيابه، ولكنه مؤمن أن هناك من الحضور من يستطيع الجلوس على المنصة ويمثل تيار القرني، وأعلن عن أمنيته في أن تكون «ليلة مروءة وخلق».

وتطرق الغذامي في الندوة التي تعد الأخيرة في فعاليات المعرض، إلى ثقافة المؤامرة في المجتمع السعودي «التي تقف عائقا أمام أي تغيير أو تطوير» وأكد بأن التعليم في السعودية «كله ثغرات».

وذكر في معرض حديثه رواية سلمان العودة عن تجربة تلميذ تعرض إلى توتر وقلق وعدم اتزان بعد أن قرأ أن هناك خلافا فقهيا حول تغطية وجه المرأة في الدين الإسلامي، ورفع صوته عن إخفاء هذه الفتوى التي هزت كيان التلميذ، كما استشهد بفتوى جواز رمي الجمرات قبل الزوال، واستغرب بأن ظهور مثل هذه الفتوى «احتاج إلى موت الكثير من الناس».

ثم تحدث أحمد الربعي الذي رأى أن الرياض أحوج ما تكون للحوار الفكري كبديل لحوار العنف، وأكد أن التعليم هو أساس كل حضارة، وبأن مراجعة التعليم أمر ضروري جدا في الوضع الراهن.

واستغرب من حادثة وجود رأس الأميركي جونسون الذي قتل في أحداث الرياض عام 2004، في ثلاجة بيت يسكنه شباب سعوديون، وطرح سؤالا حول مصدر ثقافة «حزّ الرؤوس» في عقلية هؤلاء الشباب، وبأن تيار الصحوة السعودي معني بالإجابة على هذا السؤال أكثر من التيارات الباقية في السعودية.

عقب ذلك تداخل الحاضرون شفاهة مع المشاركين، واتسمت جميع المداخلات بالهدوء والصراحة وحق الاختلاف، حيث سأل نايف أبا الخيل لماذا يمنع كتاب سيد قطب في معرض الكتاب، وتباع كتب البعث والإلحاد. بينما استغربت الدكتورة فوزية ابو خالد عن جدلية وجود حوار وسط توتر واحتقان، وبحماية قوة أمنية وكشفت في مداخلتها أنها وجهت لها عبارات من بعض رجال الدين لتغطية وجهها وبمخافة الله، وتساءلت «ألا أخاف الله؟».

وقدر حضور الندوة بأكثر من ألف شخص، وكان الواقفون أكثر من الجالسين.