جراحون سعوديون ينجحون في إنهاء المراحل الأولية لفصل التوأم المغربي

الفريق يستعد لإجراء عملية فصل السيامي العراقي

TT

تمكن فريق جراحي سعودي في الرياض أمس، من فصل التوأم السيامي المغربي، في عملية تعتبر الحادي عشر من نوعها في تاريخ فصل التوائم السيامية في السعودية.

وكانت مراحل عملية فصل التوأم السيامي المغربي، بدأت في الساعة السابعة والنصف من صباح أمس بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني في الرياض، وهما اللتان أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بفصلهما في وقت سابق.

وتركزت خطورة العملية باشتراك التوأم المغربي في الفقرات العصعصية والحبل الشوكي، حيث استطاع الفريق الطبي من إنهاء هذه المرحلة بنجاح، بعد تعديل سير خطة العملية، حيث رأى أنه من الملائم، أن يتم تأجيل مرحلة فصل الأمعاء والجهاز البولي والتناسلي، وهي التي كان من المقرر أن تكون رابع مراحل العملية، إلى ما بعد مرحلة فصل الفقرات العصعصية والحبل الشوكي، كون أن الأجهزة التناسلية للتوأم تقترب للخلف أكثر منها إلى الأمام. وتم نقل التوأم المغربي برفقة والديهما إلى غرفة العمليات في السابعة من صباح أمس استعداد لعملية الفصل، حيث ودعت والدة التوأم طفلتيها الصغيرتين بالدموع والبكاء، وسط محاولة والدهما فهيم مصطفى كبح جماح عاطفته، والذي أكد لـ«الشرق الأوسط« إيمانه الكامل بالله، ثم بالفريق الجراحي الذي يقوده الدكتور عبد الله الربيعة، ومقدرته بإنهاء عملية فصل ابنتاه التوأم بنجاح. وكان التوأم السيامي المغربي، حفصة وإلهام، وصل إلى غرفة عمليات مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني في الساعة السابعة والنصف، قبل أن يشرع فنيو التخدير، بعملية تخدير الطفلتين، والتي استغرقت ساعتين تقريبا، قام خلالها الفريق الطبي بوضع أنابيب التنفس للتوأم، قبل أن يضعوا القسطرة الشريانية والوريدية لحفصة وإلهام، وعمل الأشعة السينية للتأكد من مواقع القسطرة. وبعد أن تكللت مرحلة التخدير بنجاح، انتقل الفريق الجراحي لمرحلة تنظير الجهاز البولي والتناسلي للتوأم، مع وضع القسطرة البولية لكلتا الطفلتين، واللتان تشتركان في فتحة شرج واحدة، قرر الفريق الطبي أن يقسمها مناصفة بين التوأم. وفي العاشرة والربع، شرع الفريق الطبي في عملية تحديد مكان القطع الأولي للعملية، ومن ثم التعقيم وتحديد وضع التوأم للمرحلة التي تليها، حيث اكتشف بأن التوأم المغربي في حالة جيدة، تسمح للفريق الجراحي من الانتقال إلى المرحلة التي تليها. وبعد 15 دقيقة، وفي تمام العاشرة والنصف، بدأ الفريق الطبي بشق التوأم المغربي من الأمام، مستخدما في ذلك مشرط الليزر الحراري، للتقليل من كمية النزف، والتي لم تتجاوز حتى انتهاء الفريق من مرحلة فصل الحبل الشوكي، أخطر مراحل العملية، الـ50 مل مكعب، الكمية التي اعتبرها الدكتور عبد الله الربيعة قليلة جدا، في عملية بخطورة هذه العملية، أثناء تحدثه لممثلي وسائل الإعلام من غرفة العمليات. وبينما كان الفريق الطبي الجراحي يشرع في رابع مراحل العملية، وذلك بعد أن انتهى من فصل جدار البطن من الأمام مع فصل الجزء الأمامي من الأمعاء وبعد 3 ساعات من البدء في خامس مراحل العملية، والتي بدأت قرابة الثانية عشر ظهرا، استطاع الفريق الطبي أن ينهي فصل الحبل الشوكي وفقرات العمود الفقري من قبل جراحي الأعصاب والعظام، بعد أن قام الفريق بقلب حفصة وإلهام للوصول إلى منطقة الالتصاق بالحبل الشوكي، لينتهي بعدها من فصل الحبل الشوكي، وإعادة إغلاق الطبقة الفوق جافية حول الحبل الشوكي، ليقوم بعدها جراحي العظام من فصل الفقرات السفلية للعمود الفقري. وانتقل الفريق الجراحي، بعد نصف ساعة من إنهاء المرحلة الخامسة من العملية، لعملية فصل الجهاز البولي والتناسلي، وذلك بعملية فصل المهبل، مع مراعاة وجود مهبلين متلاصقين، لكل من حفصة وإلهام، ليتم بعد ذلك عملية فصل مجرى البول بين المثانة والخارج، لكل من حفصة وإلهام، ليتبع ذلك عملية فصل المثانة البولية لكلتا الطفلتين. واستطاع الفريق الجراحي السعودي أن يفصل التوأم السيامي المغربي عن بعضهما البعض، في حوالي الساعة السابعة وخمس دقائق من مساء أمس، أي بعد قرابة الـ12 ساعة من بدء العملية، حيث تولى الفريق التجميلي بعد عملية الفصل، المهمة النهائية في مشوار الـ15 ساعة، استغرق خلالها 3 ساعات تقريبا، لخياطة وترقيع الجلد. وكان من المتوقع أن تستمر عملية فصل التوأم السيامي المغربي قرابة الـ18 ساعة، إلا أن الفريق الجراحي، استطاع كسب الوقت، وإنهاء العملية في وقت قياسي، باختصار 3 ساعات تقريبا. ومن المتوقع أن تشهد مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني، عملية فصل التوأم السيامي العراقي، الذي أمر خادم الحرمين الشريفين في وقت سابق، وأثناء جولته الآسيوية، بفصلهما، استجابة لنداء والدتهما، لتشكل هذه العملية والتي من المزمع إجراؤها في وقت لاحق خلال الأشهر القليلة المقبلة، أول حالة انتظار تشهدها السعودية، في تأريخ فصل التوائم السيامية.