تأثيرات صحية ونفسية واجتماعية خطيرة على المتداولين في سوق الأسهم

TT

توقع الدكتور فواز بن فهد الراشد، أن تكون للانجراف العددي الهائل في المتاجرة بالأسهم، تأثيرات وانعكاسات مستقبلية على المدى الطويل.

وتوصل الدكتور الراشد من خلال دراسة أعدها حول التأثيرات الصحية والنفسية والاجتماعية على المستثمرين في سوق الأسهم السعودية، إلى أن نسبة 40 في المائة من المتداولين المشاركين في استبيانات الدراسة ذكرت أن سوق الأسهم قد غيرت العديد من المفاهيم والعادات والأنماط الحياتية التي كانوا عليها قبل دخول هذا المضمار.

وتكشف من خلال الدراسة، تعرض 30 في المائة منهم لمتاعب صحية ونفسية متفاوتة، فيما اقر 30 في المائة من المشاركين بتأثيرات ملحوظة للتداول في سوق الأسهم على الجوانب الاجتماعية.

وبين الدكتور فواز الراشد لـ «الشرق الأوسط» أن نتائج الدراسة ليست ملزمة التطبيق على كافة المتداولين، وإن كانت عكست جوانب مهمة لشريحة معينة من المشاركين في الاستبيان وكشفت بعض التأثيرات التي قد يتعرض لها المتداولون والمستثمرون في سوق الأسهم ان لم يكن في الوقت الراهن ففي المستقبل على حد وصفه.

وخلص الدكتور الراشد إلى القول ان الطفرة التي شهدتها سوق الأسهم السعودية قد جذبت نسبة كبيرة من مختلف شرائح المجتمع وأحدثت انقلابا في العديد من المفاهيم وقال: «التأثير كان ملموسا وإذا أخذنا بالاعتبار الفترة الزمنية لتوقيت التداول الصباحية والمسائية، نجد أنها قد اقتطعت مساحة معينة وشغلت المتداول بالمتابعة، على حساب المتابعة الدراسية للأبناء والواجبات العائلية والارتباطات الاجتماعية التي كان يحرص المتداول على القيام بها قبل دخوله لهذا المجال».

وحول التأثيرات النفسية والصحية أضاف الدكتور الراشد قائلا: «من المعروف أن العديد من الأمراض الشائعة ترتبط بالعديد من المؤثرات النفسية والبدنية، فعلى سبيل المثال علاج ضغط الدم المرتفع يتطلب الوصول بالمريض إلى حالة نفسية مستقرة وهو ما قد لا يكون متوافرا للمستثمر في سوق الأسهم نتيجة تقلبات الأسعار وتفاعل المتابع مع تحركات المؤشر، وتعد قلة الحركة احد أسباب الإصابة بارتفاع سكر الدم، أو زيادة الوزن، ولا يخفى على الكثيرين أن غالبية المتداولين يستغرقون أوقاتا طويلة بالتسمر أمام شاشات التداول، كما أن الإصابة بالقولون العصبي تزيد وتنقص حسب الحالة النفسية وسببه الاضطرابات والتغييرات السريعة، ويصيب الأشخاص الذين يعانون من القلق، ويعتقد الكثير من الأطباء أن التوتر العصبي والعوامل النفسية الأخرى قد تزيد المعاناة من مرض التهاب القولون وجميع عوامل الإصابة بهذه الأمراض متوفرة في سوق الأسهم».

وشدد الدكتور فواز الراشد، على أن ما ذكره لا يمثل دعوة للابتعاد عن المتاجرة في سوق الأسهم وقال: «سوق الأسهم السعودية كانت مصدر رزق للكثيرين وفتحت أمام الشباب مساحات واسعة من آفاق المستقبل ووسعت مدارك الكثيرين عن الثقافة الاقتصادية، وليس من المعقول أن نطالب الجميع بالخروج من السوق، إنما هي محاولة قد تحتمل الخطأ والصواب لتسليط الضوء على جوانب أخرى قد تكون خافية، ومن الأجدى أن يحاول المستثمرون إيجاد نوع من التوازن بين مختلف جوانبهم الحياتية حتى لا يكون هناك قصور في بعض الجوانب العملية والحياتية، وإعادة توثيق الروابط العائلية والزوجية، والحرص على تجنب الكرب والإجهاد والتأثيرات النفسية السلبية، والإيمان المطلق بالقضاء والقدر، واليقين ان سوق الأسهم ساحة تجارة قابلة للربح والخسارة ويجب ان يكون توقع الهبوط والارتفاع في الحسبان».