«اللاجي» نجمة مهرجان نجران الثاني لمزايين الإبل

سعرها بلغ مليون ريال سعودي ومالكها نفل يرفض بيعها

TT

لم يكن فوز الناقة اللاجي بنت عكرشان ابن طفيحان ومجموعتها بجائزة الأمير مشعل بن سعود أمير منطقة نجران في مهرجان مزايين الإبل بالمستغرب. وهي من إحدى سلالات المجاهيم الشهيرة «النوق السوداء». والتي تمتاز بالرقبة الطويلة، وكبر حجم رأسها، وكذلك مؤخرتها أو «سبلتها» وفقا للمصطلح العامي الدارج لدى البدو.

وجاء فوز اللاجي، والتي تبلغ من العمر ستة أعوام، خلال مشاركتها للمرة الأولى في مهرجان نجران السنوي، وذلك مع مجموعة أو «زود: مصطلح عامي يستخدم لوصف المجموعة» لمُلاكها أبناء سالم بن نفل آل زمنان، والتي تكونت من 35 من النوق والإبل التي تنحدر سلالتها م ابين «المجاهيم» و«الحُمر» أي النياق ذات اللون الأحمر. نجحت في الظفر بالجائزة الكبرى وهي عبارة عن سيارة «شاص» أو بمعنى آخر جيب نقل، والمنتجة للعام 2006 من شركة تويوتا اليابانية.

وانطلاق مهرجان مزايين الإبل بمنطقة نجران الثاني يأتي ضمن مجموعة من البرامج الترويجية والسياحية التي تقوم بها إمارة المنطقة، والتي تحتل المرتبة الثانية في كبر المساحة على مستوى مناطق المملكة بعد العاصمة الرياض. وهي ثاني أكبر مناطق المملكة مساحة بعد العاصمة الرياض، وتعد من إحدى أقدم المدن حول العالم، وعرفت بأنها الموقع التاريخي لقصة أهل الأخدود التي ذكرت في القرآن الكريم، وتمتاز جغرافيتها بأنها تجمع مختلف فئات وأنماط السكان الاجتماعية من القرويين، والحضر، والبدو الذي يعشقون كل ما يتعلق بالإبل من مواضيع دلالة على أهميتها المعنوية لديهم.

ويوضح مانع آل دوحان رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان أن إقامة مثل هذا الحدث في نجران يأتي بسبب توجيهات أمير المنطقة بضرورة إقامة مهرجان يختص بالإبل في المنطقة، مضيفاً «والأمير مشعل بن سعود يتحمل كذلك كافة الجوائز المخصصة للفائزين، والذي دعا أن تكون المناسبة مرتبطة بالنوق الحُمر والتي تشتهر بتواجدها في المناطق الجنوبية، ونجران على وجه الخصوص».

ويبين آل دوحان أن مهرجان العام الحالي يختلف حاله عن العام الماضي بقوله «كان حكرا على مُلاك الإبل بالمنطقة، ولكن هذا العام فتح المجال لجميع من هم داخل المملكة، واقتصرت المشاركة على أصحاب المجاميع من الإبل فقط، خلافا للمهرجان الأول الذي تضمن بعض المشاركين بإبل أو ناقة واحدة».

ويذكر رئيس اللجنة المنظمة أن عدد المجاميع المشاركة بلغت ما يقارب الـ 50، ووصل خمسة من إجمال هذه المجاميع للمرحلة النهائية، كاشفا عن مهرجان قادم لسباق الهجن تحتضنه المنطقة في محافظة شرورة خلال فصل الربيع المقبل. وبالعودة إلى اللاجي، والتي تتراوح قيمة مصروفها الشهري من 450 إلى 1000 ريال سعودي شهريا، ويعكف على الوفاء بهذه المصاريف أحد أبناء سالم آل زمنان، ويدعى نفل، وهو شاب في العقد الثالث من العمر.

ولا يعتبر مبلغ مصروفاتها واحتياجاتها الشهرية بالأمر المبالغ فيه، وذلك إذا ماعرف أحدكم أن السعر المعروض لدى مُلاك وتجار الإبل لشرائها يزيد على المليون ريال سعودي، وهي ابنة عكرشان الذي قُيم سعر بيعه بما يقارب المليون ونصف المليون ريال سعودي، وهو لا يزال على قيد الحياة.

ونفل الذي كان يتجول بين مجاميع الإبل المتنافسة في مهرجان نجران يوم امس الأول يعيش حياة بدوية بسيطة. لا تختلط في تفاصليها بالتطورات التكنولوجية والإلكترونية التي يعيشها العصر. إلا في بعض الحاجات والضرورات التي تمثل تناقضا للبعض كهاتفه المحمول بالمزود بتقنية الكاميرا والبلوتوث. ويقول عن حياته «لم أتلق تعليما مدرسيا، وقضيت جُل عمري في الاهتمام بالإبل ومتابعتها، ورعايتها»، وعن مشاركته «لأول مرة أشارك في المهرجان، وشارك باللاجي وأبيها عكرشان، وكذلك أختها الصغرى التي تحمل نفس الأسم».

وعند سؤاله عن ما إذا كان قد تلقى مبالغ من مُلاك إبل بهدف إحداث تزواج بين ناقته وإبلهم، يقول «هذا يعد عيبا لدينا، ولا يستطيع شخص أن يطلب هذا، ولكن أحيانا يحدث بتراضي الأطراف، وليس باستخدام الفلوس (النقود)».