منى بلا جمرات لحين اكتمال المرحلة الأولى من الجسر الجديد

TT

بعد اثنين وثلاثين عاما وقف فيها شامخا أمام كل الظروف والتحديات التي كانت تقف أمامه طوال تلك الفترة والتي حمل على أكتافه خلالها أكثر من سبعين مليون نسمة لم يحن لها ظهره، بل كان متجددا في كل عام، مع تزايد الأعداد البشرية التي ظلت تواجهه عاما بعد آخر، حتى أصبح جسر الجمرات اليوم أثرا بعد عين ولم تشفع له تلك السنين التي قضاها في خدمة ضيوف الرحمن نتيجة حوادث الدهس المتكرر التي تعرض لها حجاج بيت الله الحرام على أكتافه، وذهب ضحيتها المئات منهم ما دفع بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما كان وليا للعهد بإصدار توجيهاته في 2003 بإنشاء هيئة عليا لتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، على أن يكون في مقدمة أولوياتها موضوع جسر الجمرات وإيجاد البدائل المناسبة التي تحد وتمنع وقوع الحوادث المتكرر على جسر الجمرات التي يتعرض لها الحجاج أثناء رمي الجمرات في كل عام.

إثر ذلك قامت الهيئة والجهات المعنية بشؤون الحج ومراكز البحث العلمي بوضع الدراسات اللازمة لإنشاء جسر بديل لجسر الجمرات الحالي بحيث يتكون من عدة طوابق تتوفر بها كافة الخدمات المساندة لراحة ضيوف الرحمن بما في ذلك نفق أرضي لنقل الحجاج بحيث يفصل حركة المركبات عن المشاة ويتوقع أن ينفذ المشروع والذي تقدر تكاليفه بمبلغ 4.2 مليار ريال خلال فترة ما بين 4 ـ 5 سنوات، وكانت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قد صدرت بالبدء في تنفيذ المشروع مع بداية العام الحالي، وذلك خلال الزيارة التفقدية التي قام بها لمشعر منى عقب توليه مقاليد الحكم في العام المنصرم.

وما أن غادرت وفود الحجيج مشعر منى حتى بدأ العمل في إزالة جسر الجمرات والعمل على تنفيذ المرحلة الأولى من جسر الجمرات الجديد وقد تحول مشعر منى هذه الأيام الى خلية نحل للعمل على قدم وساق من أجل إنجاز المشروع قبل دخول موسم الحج القادم والذي لا يفصله سوى بضعة أشهر، وأصبحت منى الآن بلا جمرات حتى تكتمل المرحلة الأولى من الجسر الجديد.

ويعود تاريخ إنشاء جسر الجمرات بمشعر منى والذي تمت إزالته الى عام 1975 حيث أنشيء من قبل وزارة المواصلات في ذلك الوقت بعرض 40 مترا بمطلعين من الجهة الشرقية والغربية ومنحدرين بجوار جمرة العقبة من الدور العلوي من الجهتين الشمالية والجنوبية وذلك لنزول الحجاج وعام 1978 سلم الجسر إلى أمانة العاصمة المقدسة لصيانته ضمن صيانة الطرق والجسور.

وقام مشروع تطوير منى عام 1979 بتنفيذ منحدرات من الخرسانة المسلحة كمطالع ومنازل إلى المستوى الثاني من الجمرات على جانبي الجسر مقابل الجمرة الصغرى.

وجرت أيضا توسعة للجسر عام 1984 بعرض 20 مترا وبطول 120 مترا من الجهة الشمالية الموالية للجمرة الصغرى. إضافة الى التوسعة التي نفذت بجسر الجمرات عام 1990 بتكلفة 13 مليون ريال.

شملت التوسعة عرض الجسر إلى 80 متر وبطول 520 متر وتوسيع منحدر الصعود إلى 40 متر بطول 300 متر وإنشاء خمسة أبراج للخدمات على جانبي الجسر وتنفيذ اللوحات الإرشادية والإنارة والتهوية وبذلك تبلغ المساحة الإجمالية للجسر 57,600 متر مربع.

وكذلك إضافة أعمال كهربائية للجسر من إنارة وتهوية عام 1991 وأجريت بعض التعديلات للجسر على مراحل مختلفة بشكل بسيط في الفترة من 1994 وحتى عام 2003، والذي تم فيه تعديل أحواض الجمرات من الشكل الدائري إلى الشكل البيضاوي وشواخص الجمرات من الشكل العمودي إلى الشكل الجداري للجمرات الثلاث وتوسعة جمرة العقبة (الجمرة الكبرى) إضافة إلى إيجاد مخارج للطوارئ على الجسر.