63% من السعوديات يشعرن بالإحباط من فتاة غلاف المجلة والفيديو كليب

مروة أول موديل سعودية لـ «الشرق الأوسط» «إن الله جميل يحب الجمال»

TT

كشفت دراسة أجرتها شركة يونيلفر العربية أخيرا في السعودية أن 9 من كل 10 نساء غير سعيدات بمظهرهن الخارجي أو بشكل أجسادهن، مما دفع لإطلاق حملة دوف تحت شعار «من أجل الجمال الحقيقي».

وأثبتت الدراسة كما تقول رولا تسابحجي المديرة الإقليمية للعلامة التجارية دوف، أن نسبة 37% من الفتيات التي تتراوح أعمارهن بين 15-17 سنة يأخذن في الاعتبار احتمال الخضوع لعمليات تجميلية في المستقبل القريب، بينما لم تتجاوز النسبة في أوساط النساء الأكبر سنا 27%.

وتضيف «63% من النساء يشعرن بأن الأنماط التي يعتمدها الإعلام والإعلانات كمثال حصري للجمال تهدد ثقتهن بأنفسهن».

وأيدت رولا أن الرجل الشرقي كثيرا ما يؤثر على ثقة المرأة العربية في جمالها بمقارنتها بفتاة غلاف المجلات وما تعرضه الفضائيات من مغريات جمالية، واستطردت في حديثها قائلة «لكن باستطاعة المرأة أن تغير رأي الرجل وتقنعه بجمالها وكل ذلك يعتمد على مدى ثقتها بنفسها ومدى قناعتها بشكلها».

وتضيف بأن رأي الأم العربية له تأثير كبير على الابن والابنة لذلك كما تقول «نحتاج إلى وقت لتغيير هذه النظرة والفكرة العتيقة».

وأظهرت الدراسات أيضا أن النساء السعوديات غير راضيات عن صفاتهن الجسدية والجمالية الخاصة، بما في ذلك المظهر الخارجي ولون البشرة وطبيعة الشعر، وذلك بسبب ضغط المجتمع الذي يفضل الصورة التقليدية للجمال العربي الأصيل التي تتمثل في كون الفتاة شابة، فارعة الطول منسدلا على جسدها الرقيق شعرها الأسود الكثيف والطويل أو الفتاة البيضاء الشقراء ذات العينين الخضراويين.

وتشترك لأول مرة فتاة سعودية في حملة إعلانية كبيرة وتكون محط أنظار الجميع فهي بمثابة موديل سعودية واسمها «مروة عبد الجواد» 21 عاما، تدرس الإعلام في الجامعة الأميركية بلندن، حنطية اللون ذات شعر أسود أكرد، تمتلك ابتسامة بريئة وهي الفتاة السعودية المشاركة في الحملة الإقليمية وتمثل نموذجاً للفتيات الجذابات اللواتي يميل المجتمع الى وصفهن بالعاديات.

تصف تجربتها بكل حماس «لاقت الحملة في لندن إقبالا كبيراً منذ فترة، لذلك لم تكن بغريبة عليّ مما شجعني الإقبال على الفكرة».

ومروة أول من شجعها زوجها وأهلها وكل من حولها لا ترى أنها موديل تنطبق عليها مواصفات عارضات الأزياء وتقول «كل الحكاية أنني اشتركت في هذه الحملة من أجل الفكرة التي تحمست لها كثيرا والتي تهدف إلى التعريف بمعنى الجمال وما هي مقوماته»، وبالرغم من صورها التي انتشرت في دول الخليج خاصة في دبي إلا أن السعوديين مازالوا يجهلونها. ولا تؤيد فصل الجمال الداخلي عن الخارجي وتقول «إن الله جميل يحب الجمال».

وكما هو معروف قد باتت صوالين التجميل ومراكزها أساسا في كل شارع من شوارع مدينة جدة مما يثبت مدى هوس السعوديات بالماكياج وموضته وبحثهن عن آخر ماكياج فلانة وعلانة، تضحك مروة مؤيدة ذلك وتقول «إن الهدف من حملة دوف هو التعريف بالجمال الحقيقي النابع من ثقة المرأة بجمالها».

وترى أنه من مقومات الجمال «العناية بالنظافة الشخصية والاهتمام بطبيعة الشعر والبشرة والاسترخاء، وممارسة التمارين الرياضية وأهمها المشي والأكل بتوازن ووضع الماكياج المقبول» وتضيف مذكرة الفتيات والنساء بأغنية فريد الأطرش الحياة حلوة·· بس اللي يفهمها قائلة «متى رأينا الحياة حلوة سنرى أنفسنا حلوين».

وحول عمليات التجميل التي أثبت الاستطلاع موافقة الفتيات السعوديات على إجرائها اليوم أو في المستقبل ترى مروة بأنها ليست ضد عمليات التجميل لكن حسب ظروفها توضح قائلة «أنا ضد عمليات التجميل من أجل أنها موضة فقط».

وتشعر مروة بأن الحملة سيكون لها تأثير كبير ومهم على الكثير من الفتيات السعوديات اللواتي يلاقين الكثير من الضغوط التي يفرضها المجتمع والتي تدفعهن لتقليد الجمال النمطي والمصطنع الدارج.

تجدر الإشارة إلى أنّ الحملة من أجل الجمال الحقيقي هي مبادرة عالمية تهدف إلى توسيع مفهوم الجمال بعيدا عن الأنماط التي يطرحها الإعلام ويفرضها المجتمع والتي لا تعبر بالضرورة عن الجمال الحقيقي. والمحفز الأساسي لإطلاق الحملة في المنطقة العربية كانت الحقائق التي وصلت إليها الدراسات المتخصصة التي شملت نساء الشرق الأوسط وخاصة السعودية.