الشعراء والعشاق يتحولون إلى «الواقعية» بنهاية مارس وظهور «الجيل الثالث»

TT

ربما سيجد الشعراء والأدباء والعشاق أنفسهم في حالة تحول عصرية، بعد أن تبدأ خدمات الجيل الثالث في طرح تقنية «الاتصال المرئي» حيث ستغيب في العقود القادمة عن دواوين الشعر أوصاف التخيل والإلهام، لتخلق جيلا جديدا يتسم بـ «الواقعية». بينما ستلغى إلى حد كبير شاشة الهاتف المتحرك التي لا يزيد قطرها عن 1.8 بوصة، من أهمية الصور الفوتوغرافية التي قد تصبح شيئا من ذكريات الماضي.

وبعيدا عن ثقافة المحاذير الاجتماعية والدينية فإن اشتراط وجود هواتف متحركة متوافقة مع تقنية الجيل الثالث لكلا الطرفين (المرسل والمستقبل) سيعزز من قدرة الخيار الفردي لدى الشخص في تحديد سلوكياته الحياتية وطريقة تعاطيه مع المتغيرات الاجتماعية، وتأثير التربية الأسرية عليه في بناء شخصيته المستقلة القادرة على اتخاذ القرارات السليمة، وهو ما سيكسر من احتكار الصبغة الجماعية التي ظلت لعقود طويلة تشكل وعي الناس وقراراتها.

وفي الوقت الذي بدأت فيه شركات الهواتف المتحركة في الترويج لمنتجاتها القادمة المزودة بشاشة للتواصل المباشر، فإن حالة من عدم المعرفة ما زالت تكتنف الكثيرين حول آلية هذه الخدمات.وفي هذا الخصوص يرى محمد الوايلي وهو موظف حكومي أن طرح مثل هذه الخدمات كان يفترض قبلها تهيئة المجتمع السعودي خاصة أن هناك حالة من التخوف تسيطر على الناس نتيجة عدم استيعابهم لتلك الخدمات ومدى توافقها مع الشريعة الإسلامية. وتقول الشركات المصنعة للهواتف المتحركة أن «عشاق الهواتف المتحركة اليوم الذين سيتمكنون فيه من مشاهدة من يتحدثون معهم مباشرة دون الحاجة إلى إضافة أجهزة أخرى، وهذا ما توفره بالتحديد هواتف الجيل الثالث».

وهذه الخدمة تتيح لك فرصة رائعة لإجراء اتصالات مرئية مباشرة من خلال هاتفك المتحرك المتوافق مع تقنية الجيل الثالث، على اعتبار أنها خدمة مبتكرة في عالم تقنية الاتصالات التي توفر أيضاً مزايا الاتصال بالإنترنت بسرعة عالية إلى جانب إرسال واستقبال الرسائل متعددة الوسائط.

وتقلل تلك الشركات من حدة القلق التي تنتاب البعض من أية خدمة جديدة على اعتبار أن الاتصال المرئي المتبادل يعتمد على توفر هواتف متحركة متوافقة مع تقنية الجيل الثالث لكلا الطرفين المرسل والمستقبل، في إشارة منهم إلى أن الأمر ليس إلزاميا بقدر ما هي خدمة تقنية عالية يمكن استخدامها في مجالات متعددة في الحياة من شأنها تقريب المسافات وابتكار مفاهيم جديدة للاتصال.

ويدور حاليا سباق محموم بين الشركات المصنعة لتصغير حجم الهواتف المتحركة المتوافقة مع تقنية الجيل الثالث، بحيث يمكن التعامل معها بسهولة ودون أي شكل من أشكال التمايز التي قد تسبب الحرج للبعض من اقتنائها، خاصة في الدول المحافظة ومنها السعودية، وهو ما استطاعت إحدى الشركات الرائدة في مجال الاتصالات من تحقيقه بتصنيع هاتف ثنائي الواجهة (هاتف مزود بكاميرا)، حيث يحافظ الجهاز على وضع عمودي حين استخدام الهاتف، وأفقي حين استخدام الكاميرا.

وكانت شركتا الاتصالات السعودية وشركة اتحاد اتصالات أعلنتا أنهما بصدد الانتهاء من اللمسات الأخيرة لتجهيز شبكتيهما بخدمات الجيل الثالث ومن بينها (الاتصال المرئي) لإطلاقها مع نهاية الربع الأول من العام الحالي.