«سندات على بياض» تحيل طلبة سعوديين إلى ضحايا عمليات نصب واحتيال

طلاب الإسكندرية ينثرون همومهم على طاولة القنصل

TT

هرما المشاكل هما: المخدرات، والسرقة، وبعدهما تنفرط سبحة المعوقات التي تواجه الطلاب السعوديين في المدينة المطلة على البحر الأبيض المتوسط.

وفي حوار أقيم بمبنى القنصلية السعودية في الإسكندرية، وبحضور عدد من الطلاب، الذين تحدثوا عن كل شيء وأوضحوا الصورة كاملة عن كافة مشاكلهم، رصد اجتماع مسؤولي القنصلية مع الطلاب همومهم ومشاكلهم خلال دراستهم، ترأسه عبد العزيز بن حمزة قزاز، القنصل العام في الإسكندرية، وإبراهيم العمران، الملحق الثقافي السعودي، والدكتور ناجي السملاوي، نائب رئيس الأكاديمية، وعصام عشماوي، عميد شؤون الطلاب في الأكاديمية، وسعد بخيت القثامي، مسؤول شؤون الرعاية بالقنصلية، وعصام الظاهري، مسؤول شؤون الطلاب في القنصلية.

وتناولت أعمال الاجتماع المشاكل التي قد تؤثر في مسيرتهم الدراسية ومن أبرزها عقود إيجار الشقق والمركبات.

وأوضحت مصادر مطلعة لـ «الشرق الأوسط»، أن معظم المشاكل التي يعاني منها الطلاب السعوديون في مرحلة (البكالوريوس) خلال دراستهم خارج السعودية، تتعلق بقضايا جنائية، وهي قضايا الآداب، وتعاطي المسكرات، والمخدرات.

وتورط الطلاب السعوديين بتلك القضايا الجنائية دفع قنصليات السعودية حول العالم إلى أخذ كافة الاستعدادات للتدخل في أي قضية تواجههم خلال التحقيق، كذلك إبلاغ الجهات المعنية في البلاد عن الحادثة لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

وتطرق الاجتماع لقضية فترة تسجيل موادهم الفصلية، التي تتزأمن نهاية مدتها بعد بدء الأساتذة بإلقاء محاضراتهم، مما يؤدي إلى اعتبارهم في حكم الغائبين، بالإضافة إلى مشكلة سكن الطلبة.

وشهدت المناقشات في أوضاع سكن الطلبة ردود فعل واسعة لدى الطلاب، وذلك لعدم وجود عدد كاف من المشرفين في سكن الطلبة، حيث لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، كذلك نقص الإجراءات الأمنية في السكن، الذي يؤدي إلى العديد من السرقات، بالإضافة إلى دخول مروجي المخدرات إلى السكن وبيعها للطلاب.

ويؤكد الدكتور عصام عشماوي، عميد شؤون الطلاب، مشكلة ترويج المخدرات داخل سكن الطلاب السعوديين في الإسكندرية، وقال: «لهذا السبب قمنا بفصل 16 طالبا، ضبطوا خلال تعاطيهم للمخدرات».

وأبدى طلاب إحدى الكليات البحرية استياءهم من معاملة القباطنة المسؤولين عنهم، كاشفين أن هذه المضايقات لا توجه لغيرهم من الطلاب الأجانب.

وشدد الطلاب على أهمية الاجتماعات الدورية خلال شهر أو شهرين على الأقل، داعين المسؤولين في القنصلية بضرورة إشراك القباطنة خلال الاجتماعات المقبلة لمعرفة آرائهم وأسباب هذه المعاملة السيئة.

من جانبه، دعا القنصل السعودي قزاز الطلاب ـ وهو طالب أيضا ـ إلى ضرورة مراجعة القنصلية لتسجيل جوازاتهم، تفاديا لأي أمر طارئ، وإطلاعهم على آخر القرارات والمعلومات والخدمات التي تستطيع القنصلية تقديمها لهم.

وذكر إبراهيم العمران، نائب الملحق الثقافي، أنه سيوجد مندوب من الملحقية في القنصلية السعودية بالإسكندرية خلال الفترة المقبلة، كذلك البحث عن موقع لنادي الطلبة السعوديين·وتقدم العمران بفكرة إنذار كل طالب ينقص معدله عن نسبة (2 بالمائة) مع بداية كل فصل دراسي، ويتكرر الإنذار مع فشله خلال الفصل الدراسي برفع معدله الدراسي، ويكون نصيبه الحرمان من الدراسة إذا تكرر الأمر، ويفصل بعد ذلك.

وتطرق الدكتور ناجي السملاوي، خلال أعمال الاجتماع، إلى الحديث عن نادي الأكاديمية للطلبة السعوديين قبل خمسة أعوام، والذي كان يحتوي على أنشطة مختلفة كمباريات كرة القدم، وكرة الطائرة، والأمسيات الشعرية، منتقدا عدم وجود مثل هذه الأنشطة خلال الفترة الحالية.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر أن القنصلية بصدد حصر الطلاب السعوديين الدارسين في الأكاديمية البحرية، وأقسامهم، ومعدلاتهم، وعناوين سكنهم، وأرقام هواتفهم، كما سيتم انتخاب أحد الطلاب المتميزين، ومن ذوي الشعبية، ليمثل همزة وصل بين الطلاب والأكاديمية والقنصلية حول كافة المشاكل التي تواجههم.

وكشفت المصادر عن زيارات متبادلة ستكون في الوقت القريب بين مسؤولي القنصلية والمسؤولين في الكليات والأكاديميات المصرية للتنسيق في سير عملية المتابعة لأوضاع الطلاب، وتقديم حلول للمشاكل التي تواجههم، ومن ضمنها مشكلة الزواج العرفي الذي يقبل عليه الطلاب بشكل كبير.

وأضاف المصدر أن من المشاكل الثانوية التي يعانون منها الثقة المفرطة بشخصيات يتم الالتقاء بها للمرة الأولى، مما يعرضهم لعمليات النصب والاحتيال، وتوظيف عمالة منزلية من دون الإطلاع على معلومات المستخدم لديهم، التي تسفر في نهاية المطاف عن تعرضهم للسرقة.

وأكد المصدر متابعة القنصلية بشكل يومي لما يحدث للطلاب السعوديين، محذرا كل من يحاول من الطلاب تجاوز الآداب العامة والإساءة لاسم السعودية خارجيا، مطالبا الطلاب أنفسهم بالرقابة على كل من يحاول من زملائهم تجاوز المحظورات السابقة بإبلاغ القنصلية.