الصحة تقرر محاربة «الإيدز» بحملة وطنية هي الأكبر من نوعها في البلاد

شكلت فريق عمل لإعدادها وتنفيذها

TT

أعلنت أمس وزارة الصحة السعودية عن تشكيل فريق عمل لإعداد وتنفيذ أكبر حملة وطنية توعوية من نوعها لمواجهة مرض نقص المناعة المكتسبة «الإيدز» في خطوة كبيرة من شأنها كسر حاجز العزلة حول طبيعة المرض في البلاد عبر خطة متكاملة تسلط الضوء على كافة الجوانب الاجتماعية والشرعية والصحية المتعلقة بمرض الايدز وسبل الوقاية منه.

وأكد لـ«الشرق الأوسط»، الدكتور خالد المرغلاني، المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية، أن الحملة ستستهدف شرائح رئيسية وهي الفئة العمرية المستهدفة بالإصابة بالمرض أكثر من غيرها عطفا على الدراسات والإحصاءات المتوافرة لدى وزارة الصحة وهي في الغالب فئة من يطلق عليهم اصطلاحا (المراهقون)، فيما ستكون الشرائح الثانوية هي الوالدين (الأب والأم) وهو ما يعني أن الحملة ستأخذ أكثر من شكل إعلامي توعوي حسب طبيعة تلك الشرائح.

وحول أن الحملة الوطنية لمكافحة الإيدز جاءت متأخرة في توقيتها، قال الدكتور المرغلاني، الذي بدا سعيدا بإعلان الحملة «ان تأت متأخرة فخير من أن لا تأتي» مضيفا أن وزارة الصحة اختارت هذا التوقيت بعد أن أصبح المواطن السعودي يدرك تماما قيمة الحملات التوعوية في تحقيق أهدافها مدللا على ذلك ببعض الحملات السابقة التي استطاعت خفض نسب بعض الأمراض إلى مستويات دنيا وهو ما وفر مئات الملايين من الأموال التي كانت تصرف في علاج تلك الحالات. وأشار المرغلاني إلى أن الحملة سترافقها عيادات خاصة محاطة بسرية كاملة للكشف الطوعي، وتجهيز خطوط ساخنة يشرف عليها أطباء اختصاصيون للرد على استفسارات المواطنين والمقيمين، كما سيتم تدريب المثقفات في المجال الصحي للقيام ببرامج التوعوية طوال العام· وأكد أنه حان الأوان لتثقيف المجتمع حول حقيقة مرض الايدز في ظل التوجه الحكومي والمدني لاحتضان المصابين بمرض الايدز وفتح المجال ليتقبلهم المجتمع.

من جهتها عززت الدكتورة سناء عباس فلمبان، مديرة مستشفى الملك سعود ومنسق البرنامج الوطني لمكافحة مرض الإيدز في جدة، من دور الحملة الوطنية في التعريف بخطورة انتشار مرض الإيدز، وأهمية أن تضطلع كافة القطاعات الوطنية بواجباتها تجاه هذا المرض.

وأردفت بالقول ان وجود خطة وطنية لمواجهة المرض سيرفع من مسؤولية الفرد تجاه أسرته ومجتمعه، كما أن استهداف شرائح المجتمع كافة سيجعل من صورة المرض واقعا معاشا لا بد من التعامل معه على أرض الواقع بمجموعة من الإجراءات التي تكفل الحقوق والمسؤوليات على كل فرد.

فيما أبانت الدكتورة فلمبان أن إزالة الوصمة الاجتماعية السلبية عن مريض الإيدز وتحقيق فرص العمل لهذه الفئة هي إحدى الاستراتيجيات التي بدورها ستساعد مرضى الايدز من تجاوز إصابتهم بالمرض إلى التكيف معه وطلب العلاج دون أن يتحول المريض إلى شخص (سيكوباتي) وهو ما قد يؤثر على آخرين نتيجة عدم كشف الشخص عن إصابته ونقل العدوى لغيره.

وكان برنامج مكافحة الإيدز في جدة قام خلال العامين الماضيين بخطوات توعوية تصب في جانب التعريف بالمرض عن طريق الحملات المتزأمنة مع يوم الإيدز العالمي، إضافة لدعم المرضى السعوديين المصابين من الرجال والسيدات بتوفير فرصة العمرة والحج للراغبين منهم في التعاون مع بعض الجهات الخيرية، وهي الخطوة التي قوبلت حينها بترحيب كبير من المصابين، وساعدتهم على مواجهة المرض بشجاعة كبيرة.

ويتشكل فريق العمل المكلف بإعداد وتنفيذ الحملة الوطنية للتوعية بمرض الايدز، من ممثلين عن الإدارة العامة للأمراض الطفيلية والمعدية والإدارة العامة للمستشفيات والإدارة العامة للمراكز الصحية، والإدارة العامة للصحة الوقائية «برنامج المدن الصحية»، والإدارة العامة للصحة النفسية والخدمة الاجتماعية، ومستشفى الملك سعود ومنسق البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز، ورئاسة المشرف العام على الإعلام والتوعية الصحية في وزارة الصحة.

يشار إلى أن آخر إحصائية رسمية لوزارة الصحة منذ العام 1984 وحتى نهاية عام 2004، أوضحت أن عدد الحاملين لفيروس الايدز بلغ 8919 مصابا بالمرض، منهم 1111 حالة مكتشفة في العام الماضي فقط، فيما يتركز ما نسبته 50 في المائة من المصابين في مدينة جدة، أما مدينة الرياض فنسبة المصابين فيها 16 في المائة من إجمالي المصابين.