تحذير من ارتفاع حالات التسمم الكحولي في المدينة المنورة

بعد وفاة 6 أشخاص خلال أيام نتيجة تعاطي الـ «الكولونيا»

TT

حذرت أوساط طبية من كارثة صحية وطنية بسبب ارتفاع عدد المصابين في منطقة المدينة المنورة ساعة بعد ساعة لحالات التسمم الكحولي نتيجة تعاطي المدمنين لمنتج ماء «الكولونيا» المحتوي على مادة (الميثانول) السامة كمسكر واحتمال ظهور حالات مماثلة في باقي مناطق المملكة.

وحثت الجهات المختصة ووسائل الإعلام في التحذير من الأضرار المميتة التي يلحقها بالمتعاطين والتي قد تفضي إلى الوفاة.

وأوضح الدكتور سهل درويش سلامة مديرعام الشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة أن أجمالي الموقف العام بلغ حتى عصر أمس الاول 23 حالة توفي منها ست حالات فيما تعاني حالتان من وضع صحي حرج في العناية المركزة وتتلقى الحالات الباقية علاجاً تطهيرياً في وحدات غسيل الكلى، فيما أصيبت حالتان بأنهيار تام في وظائف الكبد وتليف حاد وبين أن السبب هو تعاطي ماء «الكولونيا» من نوع سوبر المحتوي على مادة (الميثانول) السامة.

من جانبه قال اللواء أحمد بن دخيل الله الردادي ان الجهات الأمنية تشارك بفعالية مع الجهات الصحية ووزارة التجارة في مصادرة هذه العبوات من محلات البيع على مدار الساعة وقد تم ضبط كميات مجهولة المصدر في عدد من نقاط البيع.

وكانت قد عمت درجة الاستنفار أقسام الطوارئ في مستشفيات المدينة المنورة مساء السبت الماضي حيث بدأ كل من مستشفى الانصار وأحد والملك فهد في استقبال حالات التسمم وشهدت المرحلة الأولى من الموجة وصول 9 أصابات قضت خمس منها فيما تم ادخال الحالات الباقية للعناية المركزة ليرتفع العدد بمعدل اصابة كل ساعتين.

من ناحية أخرى يبلغ متوسط أعمار المصابين فوق الثلاثين عاماً وجميعم سعوديون ما عدا واحدا من الجنسية اليمنية، وقد ذكر عبد الحميد اليوسفي مرشد طلابي إن تعاطي المخدرات والإدمان عليها هو سلوك اجتماعي فردي يتم اكتسابه بالتدريج وان الوقوع ضحية للمخدرات لا يأتي فجأة بل هو عملية مستمرة تبدأ من انحراف أو خطأ بسيط بتقبل تجريب المخدرات بدافع حب الاستطلاع أو بضغط من رفاق السوء. لكن دورة التعاطي هذه تستمر، وتأخذ ضريبتها من سلوك المتعاطي وعلاقاته الاجتماعية ووضعه الصحي.

وأوضح تقرير الطب الشرعي ومختبر السموم تعاطي المصابين والمتوفين لكميات من مادة كحولية «غير متزنة التركيب والتعادل» نتيجة استخدام الميثانول أدت إلى اضطراب وحالة من القيء والتشنج أدت الى حدوث انتكاسة حادة لوظائف الأعضاء الداخلية. ويدخل الميثانول والذي يستخدم كوقود وكمذيب عضوي، في عملية غش الخمور نظراً لرخص ثمنه بالمقارنة بالمشروبات الكحولية المقطرة.

وتسجل حالات التسمم بالميثانول بسبب تعاطيه كبديل للمشروبات الكحولية من قِبَل المدمنين أو من خلال استهلاك مشروبات جرى غشها بإضافة الميثانول إليها.

ويتمثل الأثر السام للميثانول في جسم الإنسان بسبب تحوله إلى فورمالدهيد وحمض فورميك بواسطة إنزيم نازع هيدروجين الكحول بالكبد، وتظهر أعراض التسمم بالميثانول في مدى 12 و14 ساعة من التعاطي على شكل صداع ودوار وغثيان وقيء وآلام شديدة بالبطن والظهر تعزى إلى التهاب البنكرياس، ثم تثبيط الجهاز العصبي المركزي والفشل التنفسي. والاضطراب البصري الذي قد يصل لحالة العمى التام.