منسقو الزهور أحيوا مساء الرياض وخطفوا أبصار السيدات بمركز المملكة

الفتيات لم يكتفين بالمشاهدة وشاركن بتنسيق الأزهار

TT

هل يمكن إيقاف السيدات عن ممارسة هواية الشراء عندما يتواجدن في أحد المراكز التجارية ؟ الجواب نعم! فقد خطف منسقو الزهور المشاركون في كرنفال الزهور الذي تنظمه مؤسسة الزنابق الدولية، وعلى مدى ثلاثة أيام أبصار زوار مركز المملكة التجاري وخصوصا السيدات اللاتي انصرفن كليا عن التسوق وأعمال الشراء، واتجهن لمشاهدة خبراء تنسيق الزهور وهم يستعرضون جماليات هذا الفن بمهارات عالية.

الشعور بأهمية الزهور لدى السعوديات بدا لافتا ذلك المساء، حيث فضلت مئات الزائرات اصطحاب أطفالهن للاستمتاع بالعروض الحية، وبدت أصوات الأطفال تتعالى وهم ينادون المتسابقين بجنسياتهم «يالله يا هولندي» أو «أحلا ياللبناني» أو «يعيش السعودي» وكأنهم في مباراة لكرة القدم، فيما بدت الإثارة والإعجاب واضحة على الشابات اللآتي فضلن تناول القوة في بهو المركز أثناء متابعتهن العروض.

وقد ابتدأ المنسق العالمي المنتدب من مجلس الزهور الهولندي بارت فان در إلسكن العروض مصاحبا عرضه بشرح لبعض الخطوات الأساسية لتنسيق الزهور، وتعاقب بعدها نخبة منسقي الزهور العرب الذين تنوعت عروضهم بين تنسيق الزهور الطبيعية، والمجففة، التي حظيب بنصيب الأسد من إهتمام الزوار.

وبحسب المنسق السعودي المشارك محمد الدوسري فإن ميل الزوار لمشاهدة عروض تنسيق الورود المجففة هو لأنها تبقى مدة طويلة تصل إلى سنة أو أكثر. فيما عزا المنسق السعودي عبد العزيز النعمان ذلك إلى كثرة المواد المستخدمة التي تدخل في تنسيقها كالأخشاب، والشرائط، إلى جانب صعوبة تنسيقها الذي لا يقتصر في تقييمه على الشكل الجمالي، وإنما بمدى ثباتها بشكل خلاب وهو مايراه البعض أكثر تحديا.

وأوضح المنسق النعمان أن مهارة تنسيق الزهور تبدأ من فطرة الإبداع وعشق الزهور التي يجب أن تطعم بالممارسة والتعلم، مشيرا في ذات الوقت إلى أن اهتمام الفرد وإن لم تكن موهبته عالية في التنسيق ستخلق منسق زهور مبدعا.

من جانب آخر، فإن نصيب السيدات في المشاركة بمسابقة تنظيم الزهور لم يقتصر على المشاهدة التي اتاحها مركز المملكة فقط، فقد حظيت المسابقة التي أقيمت في جامعة الملك سعود الأسبوع الماضي والتابعة لذات المسابقة الدولية التي شاركت بها 12 فتاة لأول مرة هذا العام، باهتمام شديد من قبل الفتيات ذوات المواهب في مهارة تنسيق الزهور.

وذكرت هند الدهمش مسؤولة المسابقة في الجامعة، «أن المسابقة أضافت جوا من الإبداع والترفية على الأجواء الأكاديمية، وكانت بمثابة فرصة للفتيات اللاتي لديهن شغف بهذا النوع من الهوايات أن يشبعن هذه الموهبة وممارسة أحدى هواياتهن».

من جهته أشار أكرم شرف الدين رئيس اللجنة المنظمة للمسابقة، أن مسابقة هذا العام التي حرصت على إشراك الفتيات وإتاحة الفرصة لهن لإطلاق مواهبهن لأول مرة تعتبر نواة لانطلاقة مسابقات كبرى لتنسيق الزهور والفنون الأخرى الخاصة بهن في المستقبل.