رقصات شعبية وأزياء تراثية والشاي العدني في معرض الصور اليمنية

TT

بين أحضان الطبيعة الخلابة التي تجمع بين الجبال العالية المتوشحة بوشاح أخضر يخطف الألباب والآثار الباقية لمملكة سبأ في أرض اليمن البكر، كان افتتاح المعرض الجماعي للصور اليمنية، الذي شارك فيه فنانون يمنيون اجتمعوا ليرسموا صورة لليمن الحديث ممزوجة بعبق من الماضي الجميل، والذي جسدته في المعرض أبرز أدوات الصناعة القديمة، إلى جانب الرقصات الشعبية والفولكلورية التي قام المنظمون بتنظيمها في الفترات المسائية لاستقبال الزوار، وبحسب المنسق الإعلامي للمعرض محمد البرعي، فإن المعرض «يهدف إلى ربط الجالية اليمنية المقيمة في السعودية، وهم شريحة كبيرة، باليمن وتراثه، وتعريفهم بمحافظات وقرى اليمن والمقومات السياحية الموجودة فيه لاستقطاب الاستثمار المحلي والأجنبي».

ولم يكتف المنظمون للمعرض، الذي أقيم يوم الأربعاء الماضي 8 مارس (آذار)، في صالة متحف جدة «باب البنط»، بالتصوير الفوتوغرافي لإبراز ما يتمتع به اليمن أماكن سياحية على السياحل وفي الجبال، بل احتل الفن التشكيلي اليمني مساحة مكانية تم تخصيصها للتعبير عن روح الأصالة والتراث اليمني المعتق برائحة الشاي العدني الذي استقبل به القائمون على المعرض زوارهم، فيما كانت باقات الفل الندية حاضرة لتعانق الزوار من خلال شذى عطرها المنتشي بالمكان والمعتقة لوحاته بخضاب الحنة اليمنية· وبحسب صادق غالب، الفنان التشكيلي الذي شكلت لوحاته علامة فارقة في المعرض من خلال ما جسده في لوحته التعبيرية راقصة الباليه «تعد هذه اللوحة الوحيدة في المعرض الخارجة عن السياق، لأنها تحمل بعدا عالميا خارجا عن ثقافتنا العربية»، إلى جانب الفنانين والفنانات الذين شاركوا بلوحات حاولت أن ترسم بريشتها ملامح اليمن السعيد.

وبالرغم من وجود اللوحات الراقصة في المعرض التي حاولت أن ترسم من خلال عدسات المصورين التراث الفني لليمن، الذي يعد معينا يستلهم منه أرباب الفن العربي، كما جاء على لسان البرعي «يشكل الفن أحد أعمدة المقومات السياحية لليمن، لذلك كان لا بد من وجود اللوحات الراقصة التي تم اختيار بعضها، لأن التراث اليمني الفني كبير ومن الصعوبة تقديم كل هذه اللوحات في أيام المعرض المحدودة». وضمن فعاليات المعرض الذي حقق نجاحا كبيرا، بحسب البرعي، الذي افتتحه أمين أمانة جدة عادل فقيه، أقام المنظمون خلال أيامه مسابقة أجمل زي يمني، حيث تميز بنقوشه وألوانه الزاهية التي كانت وما زالت ترسم ملامح الفرح والبهجة من خلال ألوانه الممزوجة بخيوط القصب المذهب لتشكل لوحة فنية رائعة الجمال.

فيما نافسته في ذلك أزياء التراث اليمني التي تزين بها الأطفال في محاولة لمد الجسور بين ما يمثله التراث عبر الجيل الجديد لتعميق صلة الوصل، بحسب ما قالت فاطمة بن حسن، إحدى الزائرت للمعرض «الزي اليمني مميز جدا بألوانه الزاهية وكثير من الجيل الجديد لا يعرف تراثه ويجهل كثيرا منه، وهنا تأتي أهمية المعرض».