أعجب الرئيس النمساوي الدكتور هاينز فيشر بتجهيزات ومرافق مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية، على أثر زيارته والوفد المرافق له إلى مقر المدينة (شمال الرياض) صباح أمس، حيث استقبله الأمير فيصل بن سلطان، الأمين العام لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية، ومدير عام المؤسسة الدكتور ماجد القصبي، والرئيس التنفيذي للمدينة الدكتور عبد العزيز الشامخ. وبعد تناول الرئيس النمساوي فنجان من القهوة العربية، تجول بين المرافق الطبية في المدينة، شملت قسم الأطراف الصناعية والتعويضية، وصالات العلاج الطبيعي والشارع التأهيلي، ومركز تنمية الطفل، وتسلم الدكتور هاينز فيشر وحرمه هدية من أعمال الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وشاهد فيلماً وثائقياً عن المدينة، ثم وقع الأمين العام للمؤسسة الأمير فيصل بن سلطان ووزيرة الصحة النمساوية ماريا راو تش كالات، اتفاقية عمل مشترك وتبادل خبرات في المجالات الطبية والتأهيلية بين المدينة ووزارة الصحة النمساوية.
من جهة أخرى أوضح الأمير فيصل بن سلطان بأن الاتفاقية تفتح مجالات تعاون مشترك بين وزارة الصحة النمساوية ومؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، ممثلة بمدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية، وتشمل جميع المجالات، خاصة المجالات التأهيلية وعلاج المسنين.
وقدم الأمير فيصل الشكر والتقدير نيابة عن الأمير خالد بن سلطان، رئيس إدارة الصندوق الخيري لمعالجة المرضى، لكل الداعمين والمتبرعين من رجال الأعمال، ومحبي فعل الخير، مشيراً إلى أن «الصندوق يقوم بعمل خيري ويضم لجاناً تقوم بتقييم حالات المرضى وإعداد التقرير حول مدى استفادتهم من الصندوق، مؤكدا بأن حجم إقبال المتبرعين في تزايد».
وأضاف الأمين العام للمؤسسة بأن «شركة (باذل الخير) تقوم بأعمال رائعة وسترون أعمالها في القريب العاجل»، مؤكداً على أن الخطط المستقبلية للمدينة تكمن في المحافظة على الخدمات المتميزة التي تقدمها المدينة للمرضى وذويهم، والتخطيط للتوسع في فتح أسرّة جديدة، علماً بأن الطاقة الاستيعابية في المدينة مكتملة حالياً، ما يقلل من المرضى الذين هم على قوائم الانتظار.
وأشار الأمير فيصل بن سلطان إلى أن عدد الوحدات السكنية التي قامت بتنفيذها المؤسسة يزيد على 1000 وحده سكنية تم توزيعها، وهناك مشروع سيتم توزيعه قريبا في مكة المكرمة.
وتعد مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية إحدى مشاريع مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، حيث وضع حجر أساسها في مايو (أيار) 1996 وتبلغ مساحتها 1.2 مليون متر مربع، وتقع في منطقة «بنبان» شمال العاصمة السعودية، وتعمل المدينة على إعادة تأهيل المريض إلى حالته الطبيعية، للاعتماد على نفسه وإعادة اندماجه في المجتمع، تأكيداً على شعارها «مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم».
وتحتوي المدينة على مركز متكامل للفحوص الطبية والمخبرية والإشعاعية، وعشر غرف لإجراء العمليات الكبرى، و8 أخرى للعمليات الصغرى، ومركز للتأهيل الطبي سعته 250 سريراً، ومركزاً آخر للتأهيل الطبي للمسنين سعته 150 سريراً، كما يوجد في المدينة مركز متخصص لتنمية الطفل بطاقة استيعابية تبلغ 150 طفلاً، بين سن الولادة وحتى العام السادس من العمر، يهدف للتدخل المبكر لمساعدة الأطفال الذين لديهم بعض الإعاقات، من أجل الانخراط في المدارس العامة معتمدين على أنفسهم، وتم كذلك إنشاء 10 بيوت يعيش المريض فيها لمدة تتراوح بين 7 ـ 14 يوما، لتعلم كيفية خدمة نفسه في ظل ظروفه الصحية الجديدة، وكذلك تدريب ذويه لمساعدته إذا لزم ذلك.
وتضم المدينة أيضا العيادات الخارجية التي تشتمل على جميع التخصصات الطبية ومركزا لجراحة اليوم الواحد وكذلك مباني الخدمات المساندة مثل مبنى الإدارة وقاعة المؤتمرات وصالة النشاط الرياضي وغيرها.
وتخدم المدينة تأهيل مرضى إصابات العمود الفقري والإصابات الدماغية ومبتوري الأطراف والمتعرضين للجلطات والتدخل المبكر للأطفال، إضافة إلى أقسام إدارة الحالة والعلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي والطب التأهيلي والتمريض التأهيلي والطب النفسي وعلاج النطق والتنفس والتغذية وإعادة التأهيل المهني والعلاج الترفيهي والأطراف الصناعية والجبائر، إلى جانب عيادات أمراض القلب والعيون وأمراض الجهاز التنفسي وطب الأسنان والجراحة العامة والطب النفسي والباطنية وأمراض الغدد الصماء والأعصاب والأطفال وجراحة العمود الفقري والنساء والولادة والأنف والأذن والحنجرة وجراحة التجميل والمسالك البولية وتقويم العظام والكلى والطب التأهيلي والشيخوخة والأمراض المعدية والطب العام، وعيادة الليزك وتصحيح النظر وعيادة التحكم بالألم وبرنامج الفحص الشامل وفحص ما قبل الزواج وعيادة الأسنان.