الجهل.. أول أسباب خسارة السعوديات في سوق الأسهم

في محاضرة غصت بحاضراتها قاعة محاضرات غرفة جدة

TT

جاء الجهل والبدء بتجارة الأسهم من غير تلقي التعليم والتدريب الكافيين في مقدمة الاسباب الرئيسية التي ترتكبها السعوديات المستثمرات في سوق الاسهم.

وحسب ما اكده المحاضر يوسف قسطنطيني المدير التنفيذي لمركز خبراء البورصة، خلال الندوة التي نظمتها غرفة التجارة والصناعة بجدة، تحت عنوان «كل ما تحتاجين معرفته عن سوق البورصة العالمي والمحلي»، وحضرها عدد كبير من السيدات من مختلف شرائح المجتمع «فان 10 أخطاء رئيسية ترتكبها المستثمرة في سوق الأسهم، تودي بها في أغلب الأحوال إلى الخسارة».

واضاف أن الجهل والبدء بتجارة الأسهم من غير تلقي التعليم والتدريب الكافيين حلا في مقدمة لائحة الأخطاء العشرة القاتلة، إلى جانب «عدم وضع استراتيجية استثمار واضحة، وعدم التنويع في الأسهم، واقتراض كمية أموال كبيرة بلا وعي استثماري، وهاجس جني أرباح كبيرة في وقت قصير، وعدم القبول بالفشل عند حصوله، وعدم استعمال الأجهزة والبرامج المتقدمة، والمبالغة في شراء الأسهم الخاسرة لتعديل أسعارها، بالإضافة إلى عدم اختيار الوسيط المناسب، والثقة الكبيرة بالنفس في سوق يرتفع بقوة هي أكثر الأخطاء التي تقع فيها معظمكن، وقد تكون عواقبها وخيمة» كما قال قسطنطيني.

الندوة التي حملت عنواناً متوافقاً مع مضمونها، تناولت بالفعل المعلومات الأساسية والمهمة، التي ينبغي على أي مستثمر في الأسهم معرفتها، بالإضافة إلى بعض التحليلات الفنية والأجوبة لأسئلة كثيرة كانت تشغل الحاضرات حول مستقبل الأسهم، على الأخص بعد الانهيار الأخير والقرارات المستجدة التي حاولت الحد من هذا الانهيار.

وأشار العدد الكبير للمشاركات، بوضوح إلى توجه كثير من السيدات في المجتمع السعودي للاستثمار في البورصة، ومن مختلف شرائحه، حيث كان من بين الحاضرات سيدات أعمال، وطالبات، وربات بيوت، ومعلمات، وموظفات في شتى المجالات والقطاعات، استطاعت لغة الأسهم والأعمال الجمع بينهن رغم البون الشاسع في توجهاتهن الحياتية.

ولم تستطع الحاضرات كتم همهماتهن المستاءة، عند ذكر أحد المصطلحات الفنية في سوق الأسهم، فأمطرن المحاضر بالاحتجاج حينما ذكر الهبوط المفاجئ في سوق الأسهم، والذي يطلق عليه بحسب التعبير الفني العالمي «هبوط آدم»، في حين يطلق على الهبوط المميت الذي يتضرر منه عدد كبير من المستثمرين «هبوط حواء المميت».

وسيطر الجدل حول جدوى صالات التداول النسائية على الحوارات الجانبية بين الحاضرات، حيث انقسمن ما بين مؤيدات أو رافضات للفكرة، وشرحت إحدى المؤيدات الحاجة إلى صالات التداول النسائية بقولها «وجودها يتيح لنا الكثير من التسهيلات والأمور التي يمكننا القيام بها»، فيما أبدت عائشة الصبياني معارضتها للفكرة، وقالت «جلوس المرأة في صالة التداول، سيستغرق منها وقتاً طويلاً من المفروض أن تقضيه في رعاية مصالح أسرتها»، وتابعت «أنا شخصياً أتابع حركة سوق الأسهم من خلال جهاز الكومبيوتر في منزلي، وأشعر بالارتياح كوني بجانب أبنائي، وهذا بالضبط ما يعجبني في المسألة».

وعلى الرغم من الانتعاش الذي شهده سوق الأسهم بعد إعلان عدد من القرارات والتوجيهات من قبل خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، من بينها السماح للأجانب المقيمين في المملكة بالاستثمار مباشرة في سوق الأسهم، وخفض القيمة الاسمية للأسهم، وإجراء الدراسات اللازمة لتفعيل هذه القرارات، وقرار الأمير الوليد بن طلال بطرح ما يقارب الـ 30 بالمائة من أسهم شركة المملكة القابضة للتداول في سوق الأسهم السعودية، إلا أن المستثمرات وسيدات الأعمال الحاضرات في الندوة استقبلنها بحذر وتساءلن عن تأثير هذه المستجدات عليهن، وهل ستؤدي إلى الإضرار بصغار المستثمرين.

وفي الوقت الذي عكست فيه أسئلة بعض المستثمرات الخبرة التي اكتسبنها في سوق الأسهم، أشارت أخريات إلى عدولهن عن قرار الاستثمار فيها، دون اكتسابهن الخبرة والمعرفة الكافية، خاصة بعد إشارة قسطنطيني إلى خطورة هذه الخطوة وحجم النتائج المترتبة عليها.

جدير بالذكر، أن هذه الندوة تأتي في سياق عدد من الندوات دأبت الغرفة التجارية، بالتعاون مع مركز السيدة خديجة بنت خويلد، على تنظيمها في الآونة الأخيرة لنشر المعلومات الضرورية والوعي بطبيعة البورصة، والاستثمار في سوق الأسهم.