«تعظيم البيت الحرام» محاولة لإحياء التراث والأصالة لأهل البيت وساكنيه

TT

«وديلي سلامي يا رايح للحرم.. وادعيلي، وسلملي على هادي الأمم» وسط أجواء حملت التعظيم لبيت الله الحرام امتزجت فيها الأصوات الشابة لفرقة إنشاد (صناع الحياة) على نقر الدفوف التي عانقت نغمات المجس المكي ضمن فعاليات مشروع تعظيم البلد الحرام، وحول الهدف الذي ترمي إليه الفعالية أوضحت ميرفت السقاط رئيسة اللجنة النسائية في المشروع قائلة «نحن نسعى من خلال هذا الحفل للتعريف بالمشروع عبر وسائل الإعلام لاستقطاب داعمين له خاصة وانه يخدم هدف التعظيم لبيت الله الحرام وهو مسؤولية الجميع».

وعن المشاركين في الحفل قالت السقاط «معظم المشاركات من الأكاديميات ومنسوبات الحقل التعليمي، إلى جانب سيدات الأعمال وزوجات رجال الأعمال»، معللة ذلك بقولها «نحاول أن نحقق أكبر مشاركة، ودعماً اقتصادياً للبرامج التي يعتزم تنفيذها خلال الفترة المقبلة، خاصة وأن المشروع لم يمض عليه أكثر من ستة أشهر»، برنامج الحفل الذي حاول المنظمون له أن يعودوا من خلاله للأصالة في محاولة واضحة وجادة لإحياء التراث المكي من خلال الملابس التراثية التي تميزت بها المرأة المكية، وتراوحت بين ثوب الكنتيل المشغولة أطرافه بالقصب والذي ارتدته أزهار مكية يافعة أشرفت على تقديم الحفل، فيما احتفظت فرقة إنشاد صناع الحياة بارتداء ثوب الزبون «الشوال» الذي تعانق فيه اللون الأخضر مع الأورانج وامتزج بالجمل اللحنية والكلمات المغناة التي قدمنها في حب مكة، ولتكتمل لوحة الزي التراثي المكي حرصت الحاضرات على ارتداء «المحرمة والمدورة» وهي عبارة عن غطاء للرأس مع الثوب «البرنسيس». «تعظيم البلد الحرام مسؤولية الجميع والكل مدعوون للمشاركة كل بطريقته» بهذه الكلمات علقت ميرفت السقاط فيما حاولت طالبات المرحلة الثانوية بمعهد الأمل من خلال صورة تمثيلية تجسد بعض السلبيات. وحول مشاركة المعهد قالت غادة القدسي المشرفة على تدريب الطالبات، عضو اللجنة النسائية في مشروع التعظيم «كانت مبادرة المعهد محاولة لتوضيح قدرة ذوي الاحتياجات الخاصة على التعبير والمشاركة في مشروع التعظيم الذي يخدم البيت أولا وأخيرا»، مشيرة إلى صعوبة تدريب هذه الفئة ومؤكدة على أن «حجم المشاركة وإن كان بسيطا إلا ان الهدف الذي نسعى إليه كفيل بنجاح المشروع».

البازار الذي ترافق مع أول فعالية لمشروع تعظيم البلد الحرام شكل لوحة فنية امتزج فيها التراث المكي بكل ما يكتنفه من سحر الأحجار الكريمة الممتزج مع عبق رائحة بخور غلف بدخانه المكان، فيما رسمت خطوط الموضة التي عملت على حياكتها المصممة السعودية مشاعل البكري من خلال الجمع بين بساطة التصميم وجودة القطعة المشغولة بعناية فائقة في محاولة للمنافسة مع أسماء عالمية التوقيع، في الوقت الذي حاولت أن تلحق العباءة السعودية بركب الموضة من خلال اللعب عبر تداخلات لونية مجدولة بخيوط القصب على نسيج قماشها، خطوط تحاول ألا تخرج عن المألوف من خلال المحافظة على مظهر الحشمة بحسب تعبير الخالة فوزية تميرك إحدى المشاركات في البازار الخيري للمشروع. «لكل مسمى من اسمه نصيب» مقولة جسدها احد أركان البازار من خلال المعروضات والتي تأرجحت بين سلاسل المفاتيح والبراويز وإطارات صور حملت طبائع المخلوقات البشرية من خلال أسمائها في محاولة لرسم بروفايل مصغر لكل شخص، وبين احترام التقاليد وعمق التفكير الذي تجسده ملامح شخصية كل حامل لاسم محمد والهجوم الذي يمكن أن يمارسه اسم كمال في حال استفزازه يطل اسم سراج الشخصية المرحة التي تعشق الضحك وتحاول أن تبحث عنه أينما وجد، وبحسب عفاف سعيد المشرفة على الطاولة «نحاول أن نعطي وصفاً لطبائع الشخص من خلال الاسم خاصة للمواليد عن طريق الهدايا المقدمة في مثل هذه المناسبات وإعطاء صورة مصغرة ترسم ملامح المولود حسب الاسم المختار له».