سيدات الأعمال الخليجيات يستعرضن تجاربهن «الشخصية» في دخول عالم المال

منع التصوير في الملتقى

TT

افتتح الملتقى الثاني لصاحبات الأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي والمقام تحت شعار «المرأة الخليجية والاستثمار الناجح» صباح أمس الثلاثاء في الغرفة التجارية والصناعية بجدة بعرض البوم من ذكريات المتحدثات تحت عنوان «تجارب شخصية».

وفي الوقت الذي قامت فيه بعض وسائل الإعلام بجمع أدواتها والخروج احتجاجا على منعهم من التصوير من قبل المنظمين، كانت أول مصرفية بحرينية صباح خليل المؤيد وهي تشغل منصب مدير عام بنك الإسكان بالبحرين، تتحدث عن تجربتها في دخول عالم كبير يعج بالاقتصاديين الذكور، ساردة ذكريات الطفولة «في عائلتي تشكل مفهوم بداخلي ماذا يعني رأي المرأة؟ وذلك من خلال والدتي التي وقفت كثيرا معنا بعد وفاة والدي وعلمتنا التفوق في الدراسة وفي كل شيء».

وتبعتها هدى الجناحي صاحبة شركة شحن والتي هي الأخرى أحبت أن تتصفح معها الحاضرات ألبوم صورها وذكرياتها في حفلات التكريم باستلامها لشهادات ودروع تقديرية وتحدثت عن تجربتها الرائدة الممزوجة بعزيمتها وإصرارها قائلة: «بدأت مشروعي بقرض مقداره 40 ألف دينار وسيارة شحن واحدة فقط ومكتب صغير لا يتجاوز مساحته 16 مترا مربعا، أما اليوم ولله الحمد أمتلك عددا كبيرا من سيارات الشحن ولدي فروع منتشرة في دول الخليج».

وحظيت الجناحي بكسب ثقات الشركات الكبرى تقول متحدثة عن تجربتها تلك «أصررت على النجاح وصرت أشحن حتى الدلافين والحيوانات من موسكو إلى دبي وغيرها من الدول، واستغلت إقامة سباق الفورميلا ون وفتحت مكانا لبيع تلك الملابس الخاصة بالسباق بدخول الى الحلبة التي كلفتني 10 آلاف دينار».

وكانت منى المؤيد المديرة التنفيذية لشركة يوسف خليل المؤيد وأولاده بالبحرين وعضو مجلس إدارة ولجنة تنفيذ شركة البحرين للملاحة والتجارة الدولية، تحدثت في بداية الملتقى عن نظام السجل المتزن وذلك بترجمتها لكتاب أميركي من تأليف بروفيسور من جامعة هارفرد الأميركية وعرضه عبر الكومبيوتر للحاضرات.

وشاركت الأميرة مشاعل بنت فيصل آل سعود بكلمة ألقتها قائلة: «شاركت مع أخواتي من دول مجلس التعاون في تأسيس هذه اللجنة، ولقد انضممت الى عالم الأعمال من خلال تركيز استثماراتي المالية في مجالي التعليم والتدريب، ومارست العمل الفعلي من خلال تطوير الإدارة التربوية لتكون اقرب في عملياتها للأعمال التجارية».

واوضحت سيدة الأعمال عائشة نتو «حتى يتم توظيف هذه المدخرات في السوق الصناعي لا بد أولا من تقديم أفكار جديدة تخدم سوق العمل وتتوافق مع احتياجاته دون استنساخ المشروعات لتقديم منتج صناعي تنطبق عليه مواصفات الجودة ويمكن من خلاله المنافسة مع اسواق الصناعة العالمية».

وعن مدى توفر المقومات والبيئة المناخية الجيدة التي تمكن سيدات الأعمال من اقتحام عالم الصناعة اوضح جمال مطير كبير الاستشاريين بمركز كنز للتدريب والاستشارات الإدارية «في ظل مطالبة المرأة بالمساواة بينها وبين الرجل لا يوجد ما يمنع دخول المرأة في عالم الصناعة».

وفي ظل التذبذب في الاعتراف بمساهمة سيدة الأعمال في دعم المجال الاقتصادي من قبل بعض رجال الأعمال تقول، مضاوي الحسون سيدة الأعمال السعودية وعضو غرفة تجارة جدة «حتى تكون سيدات الأعمال قادرات وبشكل حقيقي على إقامة المشروعات الصناعية والمساهمة فيها لا بد أن تتمكن من الحكم فيما تملك».

وتؤكد الأميرة مشاعل أن هذا الملتقى جاء في الوقت المناسب للاحتفاء بانطلاق نشاط المرأة السعودية بشكل رسمي وعلى كافة الأصعدة سواء المشاركة في ممارسات اتخاذ القرار من عمليات الترشيح أو الترشح والانضمام لمجالس الإدارات.

وتحدث جمال حسين المطير مؤسس ورئيس مركز كنز للاستشارات الإدارية والتدريب بالدمام عن النماذج العقلية للمستثمر الناجح، وكان لانفعاله وحماسه في إلقاء ورقته محط تقدير الجميع مما أثار إعجاب السيدات وطالبن بزيادة وقت محاضرته.

وحول اقتصار مساهمة سيدات الأعمال على المشروعات التجارية التي توفر عائدا ماديا مضمونا وعدم قدرتها على المغامرة للمساهمة في مشروعات صناعية جاءت إجابة مطير من خلال ورقة العمل التي طرحها، تناولت النماذج العقلية للمستثمر الناجح أن «الأبواب مفتوحة امام سيدات الأعمال في مجال الخدمات والتي يعد فيها الربح أكثر ضمانة».

من جهة أخرى تقول «أ. بغدادي» إحدى الحاضرات بأن «الملتقى أعادنا نحن أيضا إلى ذكريات الجامعة، وذلك بجلوسنا على المقاعد وإلقاء محاضرة اقتصادية عن طريق التلقين».

وتختلف عنها زميلتها «م خوج» وتقول: «لا نحكم بنجاح أو فشل الملتقى من أول يوم». وتضيف: «ان أي ملتقى هو من اجل تبادل الآراء والاستفادة من خبرات البعض وقد يثمر بعقد الصفقات».

وعلى هامش الملتقى شاهدت الحاضرات معرضا للملابس لمصممة الأزياء السعودية حياة خشيم، والذي وجد إقبالا من جميع الحاضرات فهو يداعب أناقة المرأة الخليجية بزيها التقليدي الجلابية «الجلباب» وقد وجدت السيدة الخليجية متنفسا من خلاله.