طلاب طب جدة يتحولون إلى ممثلين كوميديين

ضمن حملة جديدة لمواجهة حمى الضنك

TT

كشف مرض حمى الضنك الذي استشرى في مدينة جدة السعودية عن مواهب مدفونة لطلاب الطب البشري في كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز، في مجال الكوميديا السوداء، بعد أن تحولوا لفريق من الممثلين الكوميديين، عملوا خلال الفترة السابقة على إنجاز فيلم تصويري من إنتاجهم حمل اسم (جدة في كارثة) أثار موجة عارمة من الضحك الساخر.

وعلى عكس المؤتمرات الطبية المعروفة بالهدوء والمصطلحات الإنجليزية، والألوان البيضاء، جاءت مشاركة الطلاب التمثيلية لتخلق جوا من المرح في أوساط الحضور الذين امتلأت بهم القاعة الرئيسية للمستشفى الجامعي ليحضروا نتائج المسح الميداني لزملائهم من الطلاب الذين عملوا على إنجاز دراسة ميدانية في أوساط المدارس الحكومية والأهلية لاستقصاء المعرفة والسلوك لدى طلاب وطالبات ومعلمي ومعلمات المدارس الثانوية في جدة.

وجاءت الدراسة التي شملت 52 مدرسة ثانوية، وغطت نحو 6 آلاف طالب ومعلم من الجنسين، لتوضح نقص المستوى المعرفي لدى الطلاب والمعلمين بحمى الضنك وطرق انتقال المرض وقت ذروة نشاط الناقل، وعدم معرفة الكثيرين عن أرقام الابلاغ بوجود المستنقعات، وضعف ثقة المعلمين في أداء الجهات المسؤولة عن مكافحة المرض، واستمرار وجود عدد كبير من الأماكن المناسبة لتكاثر البعوض الناقل للمرض حتى الآن في جدة.

الدراسة الميدانية والتي هي الأولى من نوعها منذ الإعلان عن وجود المرض، أشارت إلى أن الأحياء الواقعة شرق مدينة جدة هي الأكثر عرضة للمرض، مع وجود العوامل المسببة للمرض في أحياء أخرى متفرقة من المدينة.

وبالعودة للمشهد التمثيلي المصور الذي قام بأدواره طلاب الطب، جاءت مجموعة من الاسقاطات داخل السيناريو كان من أبرزها الانشغال بموضوع الأسهم، وبرامج الواقع (ستار أكاديمي). فيما أبدع فريق آخر من جمعية زمزم الخيرية في تأليف برنامج من الرسوم المتحركة باللهجة الحجازية يحكي بطرفة انتشار المرض في جدة، وهو البرنامج الذي أثار تعليقات الحضور من الأكاديميين، بأن لدغات البعوض الناقل للمرض سببت «ارتفاعا شديدا في حرارة المرح لدى طلابهم» الذين وفقوا في كسر الطريقة التقليدية لشرح المرض.

غير أن اللافت في نتائج الدراسة الميدانية، هو أنها أظهرت بأن أكثر من 64 في المائة من معلمي ومعلمات المرحلة الثانوية لديهم اعتقاد خاطئ أن المرض معد بالمخالطة المباشرة، كما أن 56 في المائة من المعلمين لا يعلمون أن وقت الشروق وقبل الغروب هو وقت الذروة للبعوض.

وكانت تحركات حكومية خلال الشهر الماضي في أكثر من اتجاه، أسفرت عن تخصيص أكثر من مليار ريال لمكافحة المرض، فيما أعلن عن أكثر من حملة وطنية توعوية تبنتها وزارة الصحة السعودية وجهات صحية أخرى بالتعاون مع شركات خاصة، بهدف الوصول لحلول نهائية. كما أعلن في مؤتمر عقد في جدة نهاية مارس الماضي، عن اختراع خبير سعودي في مجال الأحياء والطفيليات عن نوع من العفن يمكنه القضاء على المرض في موطنه المفضل (المستنقعات) وأماكن توالده فيما سمي وقتها بحرب بيولوجية للقضاء على المرض الذي بات يهدد حياة السكان.

جدير بالذكر أن معدلات الاصابة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري بلغت جملة ما تم خلال العام المنصرم بأكثر من 300 إصابة توفي منهم حتى الآن أربعة أشخاص.