مستشار في الأمم المتحدة: التقرير عن المرأة السعودية سيقلب الطاولة

TT

كشف الدكتور محمد كامل عارف، مستشار العلوم والتكنولوجيا في تقرير التنمية العربية الإنسانية الذي تصدره الأمم المتحدة سنوياً في شهر يونيو (حزيران)، عن أن التقرير هذا العام سيركز بشكل أساسي على وضع المرأة العربية، وسيتناول كافة القضايا المتعلقة بتنمية المرأة في البلدان العربية.

وقال عارف الذي يزور جدة كمحطة ثانية في زيارته للمملكة بعد الرياض، بغرض استكمال المعلومات المطلوبة لإصدار التقرير، بأن مشاهداته لواقع الباحثة والعالمة السعودية أصابته بالدهشة إلى مدى التطور الذي وصلت إليه المرأة السعودية في مجالات العلوم المختلفة في فترة ضئيلة زمنياً.

واعتبر عارف بأن صعوبة الحصول على المعلومات والإحصاءات حول الواقع العلمي والبحثي للمرأة السعودية، كانت هي الصعوبة الوحيدة التي واجهها واستدعت مجيئه شخصياً إلى المملكة، وقال: «المعلومات عن المرأة السعودية غير متوفرة، وربما كان السبب هو اتساع رقعة المملكة الأمر الذي يجعل من الحصول على المعلومات المطلوبة في وقت محدود مهمة عسيرة، لكن المبادرة التي قدمتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية هيأت لنا فرصة اللقاء بالباحثات السعوديات كما قامت لجنة الباحثات السعوديات التي مقرها الرياض بمبادرة شبيهة، واليوم في جدة قامت الدكتور سميرة إسلام بمبادرة شخصية منها لجمعنا ببعض الباحثات والأكاديميات».

واستطرد قائلا: «من النتائج والمعلومات التي جمعناها حتى الآن أستطيع القول أن التقرير سيعكس للمرأة السعودية قوتها ومجالات تفوقها، كما سيعكس للعالم بأجمعه مكانتها المتقدمة، وأكاد أقول بأن الصورة التي سيعكسها للعالم تكاد تكون مناقضة تماماً لصورة المرأة السعودية لديه، فما يعرفه العالم عن المرأة السعودية معلومات بسيطة ونمطية وخاطئة في أغلب الأحيان». وأضاف: «تقريرنا سيعطي بالأرقام والإحصائيات والأسماء فكرة متكاملة عن النساء السعوديات وماذا يعملن، والمجالات المختلفة التي يعملن فيها، وكيف استطعن خلال فترة بسيطة جدا تحقيق ما احتاجت اليه النساء في دول أخرى إلى سنين وعقود لتحقيقه».

وأبدى عارف إعجابه بتفوق السعوديات العلمي، «ليس فقط من الناحية الكمية حيث يعادل عدد الفتيات اللاتي يدرسن الطب والهندسة والعلوم في السعودية الذكور، ويتفوقن عليهم في بعض الأحياء، وإنما من حيث النوع والمنجزات التي تقوم بها السعودية» كما قال.

وقال عارف: «من بين الأمور التي أثارت دهشتي أن عمل المرأة العلمي في السعودية ليس فقط العمل التقليدي من خلال البحوث في المختبرات وداخل أروقة الجامعة، وإنما لديها قنوات عديدة لبث معارفها وخدمة المجتمع، وإنشاء منظمات طوعية في صدد التوعية بأمراض ضمن اختصاصها مثلا، وهذا يتجاوز عمل النساء في مجتمعات أخرى». وتابع «الأمر الآخر الذي أثار دهشتي هو أن الباحثات السعوديات يعملن على الخطوط الأمامية في مجالات العلوم المختلفة، وهذا يؤكد أن السعوديات لسن محجبات أو معزولات عن مجتمعهن، كما أنهن لسن معزولات عن المجتمع العلمي وهذا ما سأحمله معي إلى العالم». وأضاف عارف الذي يزور المنطقة الشرقية الأسبوع المقبل في السياق نفسه، لـ«الشرق الأوسط» أعتقد أن الكشف عن الواقع الحالي للنساء السعوديات في مجال العلوم والطب والهندسة سيؤدي إلى ما فيه الخير للوطن، وسيتيح للسعوديات المزيد من التقدم.

وكشف عارف عن علمه بنية إحدى أهم المؤسسات العلمية بالمملكة عقد دورة لإعداد الصحافيين العلميين، خلال الأشهر القليلة المقبلة، وقال عارف: «نما إلى علمنا أن أهم مؤسسة علمية بالمملكة ستأتي بأفضل الخبراء العالميين، كما ستأتي بأحدث وسائل النشر، وأكثرها تطوراً، لتدريب صحافيين ومحررين علميين على أعلى المستويات».