مسؤولة في النادي الأدبي بالمدينة: المثقفون لا يهتمون سوى بأنفسهم

اتهمتهم بالفوقية والنخبوية

TT

انتقدت رئيسة اللجنة الثقافية النسائية بالنادي الأدبي في المدينة المنورة، أمل زاهد ما أسمته بـ«الفوقية والنخبوية» لدى بعض الأدباء والمثقفين الذين يعقدون اجتماعاتهم في صالات مغلقة لا يحضرها إلا هم، وليس لديهم أي اهتمام بالشرائح الأخرى في المجتمع، وقالت «الثقافة ليست حصراً على الأكاديميين والأدباء، وهي ليست شعراً ونثراً ورواية ومسرحا فقط، لكنها أشمل وأعم من ذلك بكثير، وعلى المثقف عبء ومسؤولية كبيرين ان تقضي بأن يسهم في تثقيف مجتمعه، وأن يكون وثيق الصلة به، لا منعزلاً عنه».

وتعتبر الصالة الأدبية النسائية بالمدينة، التي ترأسها زاهد، من أحدث الصالات بالمملكة، حيث لم يمض على إنشائها أكثر من 3 أشهر، لكنها بادرت إلى افتتاح نشاطها الثقافي بعقد سلسلة من الندوات والمحاضرات والأمسيات، على الرغم من الصعوبات التي تواجهها والتي تتلخص في: «حداثة القسم النسائي، وقلة عدد العضوات حيث لا يتجاوزن الـ3 عضوات، وضعف الإمكانيات المادية لديهن» (بحسب ما أوضحت زاهد).

وأكدت زاهد على أن قلة الحضور النسائي في الفعاليات الأدبية والثقافية المشكلة الرئيسية التي تواجهها كرئيسة لجنة ثقافية نسائية، لكنها في الوقت نفسه ليست مشكلة خاصة بنادي المدينة، «بل أنها مشكلة كل الاجتماعات الأدبية التي تحدث في المملكة، والسبب هو عدم اهتمام القائمين عليها بتنويع الموضوعات المطروحة واختيار مواضيع تتناسب مع اهتمامات العامة»؛ واستطردت قائلة «لهذا السبب قررت التوجه إلى الجمهور، وإشراكهم في أنشطتنا، وقمت بعدة زيارات للتجمعات النسائية، بهدف التعريف بالصالة وأنشطتها».

وأرجعت زاهد ضعف الإقبال على الأنشطة الثقافية في صفوف السيدات والفتيات إلى عدم وجود المرافق والإمكانات المادية التي تعين على تنظيم فعاليات قادرة على استقطابهم وقالت «برغم التشجيع والدعم اللذين نلقاهما من مجلس إدارة النادي، وسماحهم لنا بإقامة المحاضرات في القاعة المخصصة للرجال، إلا أننا نأمل بمزيد من الدعم من الوزارة»؛ واستطردت قائلة «نتمنى لو تتوفر لنا قاعة كافية، وصالة عرض سينمائية، ومكتبة حديثة، كي نستطيع اجتذاب السيدات والفتيات لنشاطاتنا الثقافية، خاصة أننا في عصر تطورت فيه التكنولوجيا كثيراً، وأصبحت مستخدمة بقوة في تقديم الثقافة، الأمر الذي يجعل الندوات بشكلها التقليدي غير قادرة على تلبية حاجات الجمهور».

وأضافت «ما يميز نشاطنا هو أننا أول صالة نسائية في المملكة تقيم نشاطاً ثقافياً مستقلاً تماماً عن قسم الرجال»؛ وتابعت «نطمح لأن تكون محاضراتنا أسبوعية، اذ قمنا بعمل عدة محاضرات وعلى جدولنا عدة ندوات من بينها ندوة حول الأديب حمزة شحاتة بعنوان «الأنوثة عماد الخلق الفاضل»، تلقيها الدكتورة لمياء باعشن، وندوة عن مشاركة المرأة في المجتمع وتنميته تلقيها الدكتورة أميرة كشغري، وأمسية سردية وقصصية لكل من الدكتورة خيرية السقاف، والأستاذة وفاء الطيب».

وعلى الرغم من انتعاش آمال عضوات الأندية الأدبية في مناطق أخرى، بأخبار مفادها نية مجالس الإدارة تعيين عضوات كمستشارات فيها، إلا أن زاهد اعتبرت أن هذا أمر مستبعد الحدوث في المدينة، وعزت ذلك إلى حداثة تمثيل المرأة في النادي، حيث «لم يمض على افتتاح الصالة النسائية بنادي المدينة أكثر من 3 أشهر، كما أن عدد العضوات لا يتجاوز الثلاث».

رئيس النادي الأدبي بالمدينة، الدكتور عبد الله عسيلان أوضح بأن افتتاح الصالة النسائية يأتي منطلق حرص النادي على مشاركة المرأة فيه، وأن الحراك الأدبي النسائي في المدينة ثري ويستحق أن يفسح المجال أمامه، وقال «الخطوة التي اتخذها النادي الأدبي بإنشاء صالة أدبية نسائية أظهرت الحراك الأدبي الملموس، لأن المدينة تضم بين جنباتها عددا من المثقفات والأكاديميات والمحاضرات بالجامعات، وجميعهن لديهن زاد وفير من الثقافة والعلم والمعرفة، ونستطيع القول بأنه تم إيجاد ميدان للمساهمة الفعالة في أنشطة النادي لهن من خلال افتتاح الصالة النسائية، هذا إلى جانب أن النساء يحضرن كل محاضرة تقام في صالة الرجال، ويشاركن بمداخلاتهن».

وتابع «مشاركة الشباب والموهوبين أمر مهم، ونحن دائماً نتيح لهم المجال، وسيكون من ضمن أنشطة اللجنة استقطاب شابات موهوبات للمشاركة في أنشطة النادي».

وعن قلة عدد العضوات باللجنة النسائية قال عسيلان «أعتقد أن ثلاث نساء في اللجنة هو عدد كافٍ، لكن لدينا الآن برنامج يمكن تطبيقه على النساء هو برنامج «أصدقاء النادي» سيفتح من خلاله الباب أمام الراغبين في الانتساب للنادي».

وعلق عسيلان على مطلب إيجاد وسائل عصرية جاذبة للشباب من بينها صالة عرض سينمائي بقوله «هذا ليس من مهام الأندية الثقافية، فمهمتها تتمحور حول الثقافة والأدب عن طريق عقد الأمسيات الشعرية والقصصية، والندوات العلمية والثقافية والمحاضرات، أما هذا الجانب فهو موكول إلى جميعة الثقافة والفنون»، وأضاف «ومع هذا يستخدم النادي في بعض المحاضرات التي تتطلب وسائل العرض البروجكتر، ونرى أن هذا كافٍ».