مشاركة دولية خجولة وحضور اقتصر على السعوديين في أول ملتقى تطوير عمراني عالمي

الجمعية السعودية لعلوم العمران: تجربتنا الأولى وهدفنا ليس «البزنس»

TT

أعادت الجهات المنظمة لمعرض التطوير العمراني الدولي الذي اختتم اعماله في جدة امس الاول،غياب المشاركة الدولية الفاعلة عن الملتقى والمعرض الى كونها تجربتها الاولى، بل وتعد الاولى على مستوى السعودية في مجال العمران، مشيرة الى ان صفقات «البزنس» لا تشكل هدفا اساسيا من اقامة الملتقى، بل الهدف الرئيسي هو تطوير الفكر العمراني.

عدد المشاركين الاجانب لم يتجاوز اصابع اليد في صفوف الحضور وحتى كراسي المتحدثين وهو ما علق عليه الدكتور فيصل الشريف رئيس الجمعية السعودية لعلوم العمران في منطقة مكة المكرمة بقوله: «هذا المؤتمر هو الاول ولم تعقد سابقا أي مؤتمرات عمرانية، وقد كان ناجحا بكل مقاييس النجاح وسجل 14 مشاركة دولية في الملتقى من خلال كبار المتخصصين في مجال العمارة في العالم من اصل 40 محاضرة وبحثا القيت خلال الملتقى».

وأضاف الشريف «لقد ذهلت وانا اتابع الاخبار الاهتمام الذي لقيه الملتقى من الخارج من خلال نشر اخباره في مختلف الجهات الاعلامية».

وكانت الجمعية السعودية لعلوم العمران اعلنت في وقت سابق قبيل انطلاق الملتقى عن حضور ومشاركة أكثر من 500 شخصية اقتصادية يمثلون 20 دولة خليجية وعربية ودولية، إضافة لخبراء من الجامعات في دول العالم والجمعيات الدولية المهتمة بعلوم العمران ومشاركة 70 جهة في القطاعين الخاص والعام في المعرض.

ورغم ان الغالبية ترى ان الملتقى والمعرض حققا نجاحين منذ يومهما الاول الا انها لا تخفي ان تطلعاتها كانت لمشاركة عالمية اكبر واوسع وخاصة لرجال الاعمال، عسى ان يكون نتاجها صفقات تعود بالفائدة على المشاركين من الطرفين وهو ما يشير اليه عدد من المشاركين بالقول «ان الملتقى كان جيدا ولكننا كنا نعتقد بحكم مسمى الملتقى «ملتقى التطوير العمراني الدولي» ان تكون المشاركة الدولية اوسع ولا تقتصر على متحدثين يلقون اوراق عمل ويغادرون دون ان تكون هناك لقاءات مع رجال اعمال».

وهو ما علق عليه الدكتور فيصل الشريف بقوله: «الهدف الرئيسي من الملتقى هو تطوير الفكر العمراني، ولم تكن صفقات البزنس هي هدفنا الرئيسي، ولكن وبرغم ذلك كان هناك لقاء بين شركة الشامية في مكة ورجال اعمال، ونقاش حول مشاريع مختلفة».

وتابع رئيس الجمعية السعودية لعلوم العمران في منطقة مكة المكرمة «طموحاتنا المستقبلية ان تشكل لجنة على مستوى جدة لتنظيم سياحة المؤتمرات والندوات، خاصة ان هذا القطاع قطاع مهم ويحتاج الى تطوير باعتبار جدة مدينة اقتصادية مهمة تحتاج الى مثل ذلك، مطالبا الحكومة بتسهيل اجراءات دخول الاجانب الى السعودية وخاصة من خلال التأشيرات للمشاركة في مثل هذه اللقاءات».

وبينما تفاوت حضور قاعات اللقاءات الخاصة بالملتقى على مدى الايام الماضية، كانت اروقة المعرض المقام على هامش الملتقى تعج بالحضور النسائي والرجالي الذي حرص الكثيرون على الاطلاع عليه وهو ما يشير اليه المهندس احمد الرياحي من المكتب الاستشاري الهندسي بقوله: «كان حضور المعرض لافتا، خاصة في معارض الشركات، وان كان الكثير من هذه المعارض ربما لا يهم شريحة كبيرة من الناس وخاصة اصحاب الدخل المحدود كون معظم المعارض كانت لشركات كبرى».

وأضاف رغم ذلك كان الحضور متنوعا ومن مختلف شرائح المجتمع وان كان متركزا على رجال وسيدات الاعمال ولكن المحصلة النهائية ان المعرض كان ناجحا محليا».

وكان الملتقى الذي ختم اعماله امس مع استمرار للمعرض المصاحب له حتى يوم غد الخميس استعرض مستقبل مدينة جدة كواحد من أبرز المحاور في الملتقى بورقة علمية عن المخطط الاستراتيجي لمدينة جدة، و«العمارة عبر الثقافة والثقافة عبر العمارة»، و«نحو مبان أكثر استدامة» وموضوعا يتعلق بـ «تخطيط المدن والرؤية العمرانية الإسلامية».

وتناول الملتقى تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية في المدينة المنورة، وتحسين اداء مركز الخدمات في منطقة المشاعر المقدسة باستخدام أدوات الجودة الشاملة، ومناقشة موضوع منظور نقدي لفهم شمولي لاسكان ميسر ومستدام، وتطوير برنامج متكامل للتعامل مع مشكلات مخلفات البناء في المملكة وتقييم التأثير الاقتصادي والاجتماعي والبيئي لمراكز الشرق الاقليمية ببريطانيا وقياس مستوى الاستدامة والنزل السياحية البيئية، منتجع سياحي مستدام، وظواهر التوسع العمراني واثرها على المناطق الطبيعية ذات المقومات السياحية.