«الزهور» كائنات مجهولة في بيوت السعوديين

بسبب ضعف الثقافة

TT

الداخل الى بيت بعض السعوديين سيتخيل انه يعيش في غابات خط الاستواء ولو في بقعة صغيرة منها، وذلك لتخصيصه لكل ركن من أركان البيت بالنباتات الداخلية المنزلية «نباتات الظل»، والتي صارت جزءا من البيت ومن ضروراته الجمالية والراحة النفسية ومن باب الترف أيضا.

وكان السعوديون غائبين عن ثقافة النباتات الخضراء خاصة النساء فعلومهن مقتصرة لما تقدمه مادة العلوم والأحياء في المدارس على عكس الرجل الذي يجد من ينمي هوايته وحبه للنباتات في الكليات المتخصصة في الهندسة الزراعية مثلا. وكما يقول وسيم منذر بمشاتل حدائق السلطان بجدة: «الناس يهتمون بحديقة البيت وزراعتها وتحويلها الى جنان ومن ثم يهتمون بتزيين البيت من الداخل بهذه النباتات الخضراء والملونة ايضا، وكان هذا مقتصرا على القصور والفلل إلا انه اليوم تغير الحال فصارت صاحبة البيت مهما كان صغيرا تخصص أركانه لأصيص من شجرة خضراء أحبتها». وعن اشهر تلك النباتات التي تفضلها السيدات يقول «السايكس، ببروميا، بوتس، يوغا، سليوم وغيرها واغلبها خضراء اللون وبعضها ملونة عليها زهور، أو صفراء، أو حمراء».

ويرى أن السيدة السعودية عندما يقع اختيارها لشجرة ما لتزين الصالون مثلا فإن اختيارها وقع لحبها وإعجابها بشكل الشجرة فقط دون إلمامها عن أية معلومات عن هذه الشجرة وهل هي مناسبة لمثل هذه الغرفة أم لا؟ ويضيف بأنه يقع على عاتقهم مهمة التثقيف كسؤال كم مساحة الغرفة وأين توضع الشجرة وأين موقع النافذة منها وكم درجة حرارة الغرفة. ويقول «كل نبات يحتاج الى الدلال والحب والرعاية الفائقة إضافة الى كمية الماء ودرجة الحرارة وكمية الضوء والفيتامينات فإن النبات حساس جدا ومرهف».

ويرى وسيم أن هناك نباتات رسمية تفرض على الزبون أن يضعها في المكتب، ونباتات أخرى مناسبة للصالون وأخرى ألوانها وشكلها يناسبان المطبخ والكثير يفضل النباتات المتدلية لتضفي على الزوايا الصامتة روحا. وعادة ما يساعد الزبون في انتقاء الشجرة المناسبة ويقول «في النهاية تبقى المسألة مسألة أذواق وجمال».

وظهرت في الآونة الأخيرة نباتات مائية وهي عبارة عن أغصان تنمو في حوض مائي معرضة لشعاع الشمس بدرجة بسيطة، ولا تأخذ حيزا كبيرا من المنزل لأنها توضع فوق الطاولة مثلا.

وبالفعل أثبتت الدراسات والبحوث أن تلك النباتات الخضراء لها تأثير كبير على نفسية الأشخاص، وتأثيرها إيجابي كلما كانت نضرة وتزداد في النمو، فهي صديقة الروح وأنيسة النفس وهي للعين راحة وتبعث الأمل والتفاؤل الجيد بالغد وتمتص الغضب بمجرد النظر اليها لذلك عادة ما ينصح الخبراء النفسيون بضرورة وجودها في البيت كما أن من فوائدها امتصاص الروائح غير المرغوبة أو الكريهة. ويتفق معهم مصممو الديكور والهندسة المعمارية بفعل ذلك كما يقول المهندس عبد الله الشهري مسؤول العلاقات الهندسية بالهيئة السعودية للمهندسين «إن تحول بيتك الى حديقة غناء بطريقة بسيطة وجمالية يعد مؤشرا بيئيا صحيا» ويضيف مؤكدا أن بعض مصممي الديكور يفتقدون الى معلومات مهمة عن النبات كموطنه وعمره وغيرهما من المعلومات المهمة، لأنه عادة ما يهتمون بالمنظر الجمالي أكثر وتناسقه مع ديكور وأثاث البيت.