«الهدايا».. طريق شركات العلاقات العامة إلى وسائل الإعلام

بينما ما زالت العلاقة غير واضحة بين الطرفين

TT

ابتكر مدراء ومسؤولي العلاقات العامة بالشركات العالمية أو المحلية السعودية نمطا جديدا لجذب الصحافيين الى المؤتمرات التي ينظموها والمنتديات خاصة عندما يكون المؤتمر الصحافي حول أجهزة كهربائية أو عطور وأدوات تجميل أو جوالات فعادة مثل هذه المؤتمرات لا تجد اقبالا من الصحافيين ليقينهم التام بعدم نشر مثل هذه المواضيع لأنها تصب كمادة إعلانية، ومن يجامل ويحضر تلك المؤتمرات يحاول جاهدا أن يخرج بموضوع صحافي وليس إعلاني وكم يتمنى لو يحدث في المؤتمر ما هو جديد أو مثير لكي يكون مدخلا لمادته.

ويعلق صالح فريد مدير العلاقات العامة بشركة هيد لاين حول موضوع التجديد والابتكار في وسائل دعوة الإعلاميين قائلا «إن السبب الرئيسي هو الخروج عن النص الدائم أو بالأصح الخروج عن الروتين المتبع به في المؤتمرات الصحافية لخلق نوع من الترفية سوا للصحافيين أو لغيرهم من الحضور». ويتفق معه أحمد الحسني مدير العلاقات العامة بشركة ساكس الإبداعية ويقول «المكان الجديد يبعد الملل و يمكن أن يربط الصحافي بين الحدث والمكان كذكرى ويساعد الصحافي على استكشاف أماكن جديدة مما يشعره بالارتياح».

ويرى محمد أبو حجر مدير عام العلاقات العامة بشركة متخصصة في العلاقات العامة أن الأفكار الإبداعية لم تعد حكراً لمجال الدعاية و الإعلان بل أصبحت أحد أهم الأساليب الإعلامية ويذكر كيف حولوا المؤتمر الصحافي لإحدى السيارات الى ذكرى لكل صحافي غامر وقاد السيارة متسابقا بها مع زملائه الإعلاميين.

وحول الهدايا التي توزع للإعلاميين اثر الانتهاء من المؤتمر يرى أبو حجر أنها تعد أهم مشاكلهم مع الإعلاميين ويقول»البعض قد لا يتفهم أنها شي ثانوي من وجهة نظر العميل الذي عادة ما يكون أحد العلامات التجارية العالمية و لا يتفهم طبيعة اهتمام بعض الصحافيين بالهدية المقدمة و كم من حدث كانت الهدية ليس علي قدر توقعات الصحافيين و نحن من يواجه اللوم و الاستياء و الذي بدورة يؤثر علي التغطية الصحافية لبعض الصحف.

أما ألحسني فيرى تلك الهدايا ضمانا لنشر الخبر بشكل جيد وبسرعة، ويضيف «أحيانا لا بد من تجريب المنتج من قبل الصحافي ليستطيع الكتابة عنه، وعادة ما يريد العميل خلق انطباع جيد لدى الصحافي عن المنتج أو الشركة».

لكن بالرغم من قيمة الهدية هناك من الإعلاميين ما يرفضوا تلك الهدايا لأنهم يرون أن مهنتــهم تتطلب منهم القيام بعملهم فذهابهم للمؤتمر يكون لأهميته الإعلامية وليس من اجل العشاء والهدية وإن قبلوها فهي مجاملــة لصاحب الدعوة ليس إلا.

والعلاقة بين العلاقات العامة والصحافيين بين مد وجزر، فيتهم الصحافي هذه الجهة بأنها تعطل عمله بطلبهم كتابة الأسئلة وإرسالها على الفاكس أو الايميل وانتظار الرد من المسؤول الذي قد يطول بالرغم من قدرة الصحافي للوصول الى المسؤول بطريقة سريعة جدا وهذا ما يفعله بعد تأخر ا لرد من العلاقات العامة يعلق أبو حجر قائلا «ما زال مفهوم العلاقات العامة غائبا في المجتمع السعودي فالكثير يحسبه كمهنة التعقيب، لذلك هناك من يتجاهلنا أما الإعلامي الذي احترم مهنتنا نحاول بقدر ما نستطيــع مساعدته وأنا عن نفسي أحاول الحصول على أرقام المصادر وإعطائها للصحافي لتسهيـل المهمـة ولكسب ثقتـه».

ويرى صالح فريد أن هناك علاقة قوية بين العلاقات العامة والإعلام لا يمكن فصلها «لقد أضحت حقيقة تفاعلية بين الطرفين. وأصبحت من الضرورات الاستراتيجية وبات التعاون مع وسائل الإعلام أمرا مهماً وفاعلاً».