في بادرة خيرية لدعم مرضى الإيدز وتسهيل ظروف حياتهم، قررت هيئة الإغاثة الإسلامية صرف مرتبات شهرية ثابتة بواقع (1000-2000) ريال عوضا عن المساعدات لـ 22 مصابا ومصابة بالمرض، وذلك لتمكينهم من مواجهة ظروف الحياة حيث يعاني معظمهم صعوبات كبيرة في الحصول على فرصة عمل مناسبة بسبب الاصابة بالمرض.
ورغم أن القوانين الحكومية في السعودية لاتمنع توظيف مرضى الإيدز في أي وظيفة عدا بعض الوظائف الطبية فإن حالة من التمييز الاجتماعي يواجهها المرضى هي التي تعيقهم عن الحصول على فرص عمل تكفيهم وأسرهم شؤون الحياة.
وأثنت الدكتورة سناء عباس فلمبان، مديرة مستشفى الملك سعود ومنسق البرنامج الوطني للإيدز، على خطوة هيئة الاغاثة الإسلامية في دعم مرضى الإيدز، مشيرة إلى أن الهيئة تعمل منذ وقت طويل على مساعدة المصابين بالمرض عن طريق دراسة حالاتهم الاجتماعية، عبر استمارات سرية تتضمن الظروف الحياتية للمصاب، بما يكفل لهم كرامتهم الإنسانية ويعزز لديهم روح التعاون مع المجتمع بشكل إيجابي. وأضافت الدكتورة فلمبان، أن هيئة الإغاثة الإسلامية قامت العام الماضي بدعم برنامج الإيدز في أول خطوة صحية من نوعها في تسهيل مهمة الحج لعدد من المصابين والمصابات، وهي الخطوة التي وصفتها فلمبان بـ «الهامة» كونها أعطت نتائج رائعة في تعزيز الثقة بالنفس لدى المصابين من قدرتهم المناعية على أداء كافة الواجبات الانسانية والدينية في مختلف الظروف.
ودعت الدكتورة فلمبان رجال الأعمال والموسرين إلى تبني البرامج المساندة للمصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) ومساعدتهم على بث روح الوعي في المجتمع، وتوظيفهم في المنشآت الحكومية والأهلية، ومساعدة المحتاجين منهم على تجاوز ظروفهم الحياتية الصعبة التي لاتقل بأي حال من الأحوال عن معاناتهم مع المرض.
من جهته أكد فارس الزهراني، وهو الباحث الاجتماعي في هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، أن التنسيق بدأ مبكرا بين الدكتور عدنان باشا أمين عام الهيئة والدكتورة فلمبان، وعليه كانت هناك مداولات مكثفة لتوفير المعلومات عن المحتاجين من المصابين بالمرض، مع الأخذ في الاعتبار طابع السرية في كافة المعاملات، وذلك عن طريق (كودات) بدلا من الأسماء التي لاتتوفر سوى لإدارة مستشفى الملك سعود.
وأضاف الزهراني أن الهيئة تعمل حاليا على توسيع الفكرة بحيث تستوعب أعدادا أخرى من المصابين في المستقبل· مشيرا إلى أن الهيئة تقدم معونات عينية إضافة للنقدية لأسر وعائلات المصابين بالمرض.وكانت وزارة الصحة السعودية أعلنت في مارس (آذار) الماضي عن تشكيل فريق عمل لإعداد وتنفيذ أكبر حملة وطنية توعوية من نوعها لمواجهة مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) في خطوة تهدف إلى كسر حاجز العزلة حول طبيعة المرض في البلاد عبر خطة متكاملة تسلط الضوء على كافة الجوانب الاجتماعية والشرعية والصحية المتعلقة بمرض الإيدز وسبل الوقاية منه.