انتخابات الطلاب تتفوق على مجالس البلديات في حجم المشاركة

فيما بلغت نسبة اقتراع الطلاب 90%

TT

تناول عبد الله الأحمري (22عاما) بيده استمارة برتقالية اللون، وبعد مراجعة لأسماء المرشحين السبعة من زملائه في قسم العلوم قرر موقفه، وأشار بقلمه نحو أسماء المرشحين الذين يرغب في انتخابهم، وتوجه إلى الصندوق ليضع إحدى أوائل الاستمارات الانتخابية الطلابية في السعودية.

هكذا كان المنظر العام بالصالة الرياضية في كلية المعلمين في مدينة جدة لأول انتخابات طلابية على مستوى المؤسسات التعليمية الحكومية في البلاد، ووسط مظاهر فرح وإقبال كبير من الطلاب للمشاركة، وقول كلمتهم، وإعطاء صوتهم. يقول الطالب الأحمري «قد لا تكون المرحلة الأولى لانطلاق المجلس مؤثرة إلى الحد الذي يتوقعه البعض، ولكن مع استمرارية المجلس الطلابي، والزمن، سيتغير الحال بدون أدنى شك، ولا بد على الأجيال المقبلة التي ستأخذنا مواقعنا أن تواصل العمل والتطوير».

الأحمري طالب في العام الثالث بقسم العلوم في الكلية، ويرجع حضوره للتصويت يوم امس إلى الغيرة «لن أرضى وزملائي في قسم العلوم أن يكون أقل عدد من المشاركين في الانتخابات من مختلف الأقسام والتخصصات قسمنا».

وأوضح ناصر أبو سارحة الكناني، رئيس اللجنة التنفيذية للانتخابات الطلابية، أنه مع الساعات الأولى من بدء عملية الاقتراع شهدت الصالة الرياضية إقبالا واسعاً، مبينا أن نسبة إقبال الطلاب على التصويت بلغت ما يقارب 80 بالمائة من إجمالي طلاب الكلية.

وقال الكناني عن إجراءات التصويت «خصص لكل قسم استمارة بلون مختلف عن الأقسام الأخرى، وتم إيضاح كيفية التصويت بالشكل التالي: طلاب قسم الرياضيات اختيار ثلاثة أشخاص، ونفس العدد من قسم التربية الخاصة، وشخصين عن كل من أقسام اللغة الإنجليزية، والدراسات القرآنية، والعلوم، وأربعة أشخاص عن اللغة العربية».

من جانبه، بين عامر الشهري مسؤول العلاقات العامة، وعضو هيئة التدريس في الكلية، أن طلاب قسم اللغة العربية كانوا من أكثر الطلاب إقبالاً على التصويت، موضحا أن فرز الأصوات اليوم سيكون بحضور الطلاب المرشحين.

وعن بداية عمل المجلس قال الشهري «المجلس الطلابي للعام 2007، أي سيبدأ مزاولة عمله ومهامه مع بداية العمل المقبل، وسيقوم الطلاب بإعداد دستور أو وثيقة خاصة بالمجلس لتعريف مهامه، وأهدافه». واعتبر الشهري أن الهدف الأساسي للانتخابات والمجلس يتضمن إنشاء لغة حوار بين الطلاب، مضيفاً «وكذلك تنمية لغة النقد لديهم، وأعني هنا بالنقد الهادف للمصلحة العامة، وكسر حاجز الخوف لدى الطلاب من المعلم بمواجهته في أخطائه، وتصرفاته، ولكن بالشكل الحضاري الذي نطمح إليه». وعند سؤال الشهري عن مدى تقبله وزملائه في هيئة التدريس بالكلية النقد من الطلاب، أجاب قائلاً «قبول النقد من عدمه يعود للشخص نفسه، قد تجد فردا في الولايات المتحدة الأميركية التي هي من أكبر دول الديمقراطية في العالم لا يتقبل النقد، وتجد شخصا في دولة لا تعمل بمبادئ حرية التعبير والرأي، ومع ذلك يتقبله، بمعنى آخر تقبل النقد يعود لثقافة الشخص».

ويرد الطالب عبد الله الأحمري بدوره قائلاً «هناك أساتذة لدينا في الكلية قالوا: لا تعتقدوا أن المجلس سيمنحكم صلاحيات ضدنا، واعتبروها شكلية، وأنا بدوري أقول لهم ان هدفنا لا يتوقف عند حدودهم فقط بل أبعد من ذلك في صناعة القدرة على المواجهة دون خوف».

ويضيف «ونصيحة لزملائي في كافة الكليات والجامعات في السعودية أن يحذوا حذونا في خطوتنا هذه حتى لو كانت كما يسميها البعض شكلية، ومن سيقرر فائدتها من عدمها في المستقبل نحن الطلاب وليس هم، وفتحنا الباب، ونحن بانتظاركم».