جدة تستضيف ندوة دولية للاضطرابات التواصلية

في ظل ندرة الدراسات الخاصة بضعاف السمع في السعودية

TT

في ظل عدم وجود مراكز تدريب وتأهيل أو أقسام في الجامعات لتخريج شريحة مؤهلة للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، بدأت بالأمس فعاليات الندوة العلمية الدولية السنوية الثأمنة للاضطرابات التواصلية، التي ينظمها مركز جش للنطق والسمع.

وبحسب نهلة دشاش، استشارية أمراض النطق واللغة ورئيسة قسم عيادة أمراض النطق بالمركز، أن البرنامج الذي يقدمه قسم العلوم التطبيقية تخصصات النطق واللغة بجامعة الملك سعود بالرياض يعد الوحيد الموجود لتأهيل أشخاص قادرين على التعامل مع هذه الشريحة «هذا البرنامج يأتي في إطار التعاون المشترك مع جامعة أردنية ويعطى بشكل نظري بعيدا عن التدريب».

ويأتي هذا المؤتمر في الوقت الذي تكاد تكون فيه الدراسات الخاصة بنسبة الإصابة بالإعاقة السمعية شحيحة جدا على مستوى السعودية كما أوضحت ذلك دشاش «نفتقر للدراسات التي توضح نسبة الإصابة في السعودية»، مشيرة إلى أن الدراسة الموجودة توضح نسبة الإصابة باضطرابات التواصل بشكل عام، وبحسب ما ذكرت «تبلغ نسبة الإصابة على مستوى السعودية باضطرابات التواصل 13 في المائة، في حين بدأ مركز الأمير سلطان بمستشفى الملك فيصل التخصصي بعمل دراسة حول نسبة الإصابة بالضعف السمعي».

وحول الأعداد التي يستقبلها المركز من المصابين، قالت نهلة دشاش «يستقبل المركز ما نسبته 11 في المائة من المصابين الذين كان من الممكن تخفيف حدة الإصابة لديهم من خلال التدخل المبكر الذي يتيح إمكانية التأهيل اللغوي والسمعي»، وعن مدى مساهمة التدخل المبكر في التخفيف من حدة الإصابة، أوضحت دشاش «التأهيل السمعي يبدأ منذ الميلاد لاكتساب المهارات اللغوية عن طريق حاسة السمع وليس فقط الاكتفاء بالتصحيح أو مجرد ارتداء السماعة أو القوقعة بالشكل التدريجي». مضيفة أن الدمج الذي بدأ تطبيقه في مدارس التعليم العام قد يشكل بعض الخطورة ويضاعف من الإصابة اذا لم يتم تقديم الخدمات التأهيلية المناسبة للمصاب، وذلك تفاديا للصعوبات في المستقبل، وبين الحاجة لوجود كوادر مؤهلة يمكن أن ترفد بها المعاهد المنتشرة في أغلب مناطق السعودية لخدمة هذه الشريحة من المجتمع والإمكانية التي يتيحها برنامج قسم العلوم التطبيقية بجامعة الملك سعود وتخريج هذه الفئة، إلا أن تكدس هذه الكوادر وقصرها على مدينة الرياض يبرز أهمية فتح أقسام متخصصة في الجامعات الأخرى أو مراكز تعمل على تأهيل وتخريج كوادر جديدة، كما اشارت لذلك دشاش.

وعن الهدف من إقامة الندوة التي تحاول من خلال هذا المؤتمر استقطاب متحدثين أجانب والخروج من الإطار الإقليمي الذي كانت قد بدأت به منذ سبع سنوات، قالت دشاش «يهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على هذه الشريحة وأهمية تفعيل دورها إلى جانب التركيز على أهمية التدخل المبكر للتخفيف من الإصابة باضطرابات التواصل»، وحول ما اذا كانت الفئة التي تتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة من الحاصلين على تدريب كاف في مجالاتهم، أوضحت نهلة دشاش «كثير من الموجودين تحت مسمى اختصاصي نطق حصلوا فقط على دورة تدريبية مدتها شهران»، وتتابع حديثها قائلة «يعمل المركز على تقديم ورش عمل تقوم بتدريب العاملين على التأهيل السمعي لمساعدتهم في القيام بعملهم قدر الإمكان من خلال اختصاصيين بالمركز»، مشيرة إلى ان اختصاصيي النطق لا بد لهم من الخضوع لساعات تدريب طويلة تقارب 375 ساعة يحصلون بعدها إلى جانب المواد النظرية على شهادة علمية موثقة كما هو متبع في الجمعية الأميركية للنطق والسمع».