«جازانيون» يتزودون بالشموع لمواجهة انقطاع التيار الكهربائي

الامتحانات على الأبواب

TT

لا ترتبط كلمة «الصيف» في أذهان سكان منطقة جازان، فقط، بارتفاع درجة الحرارة، أو هطول الأمطار الموسمية، أو كثرة مناسبات الزواج، أو السفر إلى المرتفعات الجبلية طلباً للأجواء المعتدلة، بل يرتبط فصل الصيف بذاكرة مليئة بالانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي في أشد الأوقات حرارة في بعض المحافظات. وتعتبر محافظة أحد المسارحة، القابعة على وادي «خُلب» إلى الجنوب منطقة جازان، هذه المحافظة، والقرى المتناثرة شرقاً على طريق شركة اسمنت المنطقة الجنوبية، والتي لها باعٌ طويل مع انقطاع التيار الكهربائي في فترة الصيف، التي تمتد إلى 4 أشهر تقريباً، حيث يتكرر فصل الكهرباء عن المنازل والمدارس كل يوم تقريباً، ودون سابق إنذار، ويمتد الانقطاع الكهربائي من ساعة إلى خمس ساعات في المعدل.

يقول سامي الخيراتي، موظف حكومي 25 عاماً، ان انقطاعات الكهرباء بدأت هذا العام مبكرة، فمنذ شهر تقريباً، واصلت الكهرباء عادتها القديمة في فصل الكهرباء عن المنازل والمساجد والمدارس في فترة النهار، حيث تصل درجة الحرارة إلى 38 درجة مئوية في ساعات النهار، وفي كل صيف، نتصل على «وحدة كهرباء صامطة» نتساءل عن سبب الانقطاع، وفي كل مرة يجيب علينا مأمور «السنترال» ان زيادة الأحمال الكهربائية وارتفاع درجة الحرارة هي السبب في انقطاع التيار الكهربائي، مضيفا: هذا العذر أسمعه منذ أكثر من خمسة أعوام، ولا حياة لمن تنادي، أطفالنا أصيبوا بتسلخات جلدية جراء الحر الشديد، ومصالحنا تعطلت، خاصة تلك التي تتطلب وجود تيار كهربائي، وأفضل مثال على ذلك الدخول إلى سوق الأسهم.

من جهته، ذكر زيد طالبي، معلم يبلغ من العمر 26 عاماً، ان الانقطاعات الكهربائية تهطل علينا مع كل صيف، وتتوقف الحياة داخل المنازل، لا إضاءة ولا تكييف، وتتلف المواد الغذائية واللحوم بسبب فصل الكهرباء، والأهم من ذلك كله، ان الانقطاعات المتكررة تصيب بعض الأجهزة الكهربائية بالعطب، وتعيق طلاب المدارس عن استذكار دروسهم، خاصة في فترة الليل، وعليهم التزود ببعض الشموع، ومقابل ذلك كله، مطلوب مني الالتزام بتسديد فاتورة الكهرباء الملتهبة في فصل الصيف.مضيفا: قرأت في أغسطس (آب) الماضي، رداً صحافياً من نائب رئيس أول للشؤون العامة وعلاقات المساهمين بالشركة السعودية للكهرباء، عبد السلام بن عبد العزيز اليمني أن لدى الشركة برنامجا خاصا بمعالجة كافة انقطاعات الخدمة الكهربائية بمنطقة جازان، والناجمة عن الظروف المناخية التي تتعرض لها المنطقة خلال أشهر الصيف، بسبب الأتربة التي تحملها العواصف الشديدة، التي تكون عادة مصحوبة بأمطار غزيرة وصواعق تتراكم على الشبكات الكهربائية، مما يلحق أضرارا بها، ويؤدي لانقطاعات الخدمة، وبأن الشركة تعمل على تقليل تأثير هذه الظروف المناخية ومحاصرتها، من خلال توجيه فرق الطوارئ للعمل على مدار الساعة لإعادة الخدمة للمشتركين بأسرع وقت ممكن، هذا الرد يوحي بعدم وجود جدية لحل المشكلة الدائمة من جذورها، حيث يكتفى فقط في كل مرة بإرسال فرق الطوارئ، وهي محدودة العدد، لإصلاح الأضرار، أليس هناك حل بديل أفضل؟!.الجدير بالذكر أن الشركة السعودية للكهرباء أعدت خطة لتحديث وتطوير النظام الكهربائي في منطقة جازان، لتعزيز قدرات التوليد الكهربائية بالمنطقة، إضافة إلى ايصال الخدمة للعديد من القرى والهجر، وكذلك إتمام عمليات ربط النظام الكهربائي لجازان بكل من عسير والباحة والمنطقة الغربية، حيث من المنتظر الانتهاء من هذه المشروعات بنهاية 2009.