المشاركون في لقاء الجوف: تنمية الإبداع وإيجاد مناهج تطبق في الحياة العامة

TT

خرج اللقاء التمهيدي الأول للحوار الوطني السادس في منطقة الجوف بجملة من الأطروحات والتوصيات، تلخصت في الحاجة لتطوير في المناهج التعليمية بما يتواكب مع المجتمعات المعاصرة مع العناية بالأصول الشرعية، والرغبة الصادقة في تنمية الإبداع والتفكير الناقد، وتقليص الكم في المواد العلمية، والمطالبة بمناهج تطبق في الحياة العامة، وتوظيف التقنيات الحديثة والانتفاع بها في العملية التعليمية. مئات المقترحات والتوصيات طالب بها 60 مشاركا ومشاركة في مدينة سكاكا كأول مدينة تشملها اللقاءات التمهيدية التي تسبق اللقاء السادس للحوار الوطني تحت عنوان: «التعليم الواقع وسبل التطوير»، إلا أن هناك نقداً واضحاً لسياسة التعليم في السعودية سواء من ناحية المعلم أو المنهج أو المبنى المدرسي وأخيرا المخرجات. وبالرغم من أن بعض المشاركين يرون أن واقع التعليم مأساوي أو صعب الإصلاح دعا آخرون إلى ضرورة توضيح الأهداف الأساسية للتعليم وكذلك للمراحل التعليمية المختلفة، وأهداف كل مادة على أن تكون في متناول الجميع، بالإضافة إلى توضيح خطط التعليم، ووضع ميزانيات لكل منطقة حتى تتم تلبية احتياجات كل منطقة ومحاسبة المسؤولين المقصرين.

وأكد المشاركون ضرورة الاهتمام بالجانب الصحي في المؤسسات التعليمية، والتأكيد على أن الوطنية ليست مادة ولكنها ممارسات يشترك فيها الطالب والمدرس، وضرورة تحديث اللوائح والأنظمة وزيادة الاعتمادات المالية للتعليم والاهتمام بالأبحاث العلمية، ووضع نظام شامل لمساعدة الطلاب على التفكير والإبداع، مع الاهتمام باختيار الأفراد المناسبين في سلك التعليم لأنه ليس كل المعلمين أهلاً لمهنة التعليم.كما طالب المشاركون بالتركيز على توفير البيئة المناسبة للتعليم وإعداد المباني وإنشائها، وأن يكون للقطاع الخاص دور في توفير المباني المدرسية، بالرغم من أن المباني الحالية لا توفر الجو المناسب للتعليم خاصة للطالبات، وكذلك عدم وجود مستشفى لمنسوبي التعليم وقلة الوحدات الصحية. ويرى مشاركون أن هناك ضعفا في الطلاب خاصة المواد الشرعية واللغة العربية بالرغم من التركيز عليها في الخطط الدراسية، وسط مطالبات بالعمل على تغيير الوضع الراهن في التعليم والاستفادة من الطفرة الاقتصادية الحالية، مشيرين إلى أن الخلل يكمن في العاملين في مجال التعليم.وشهدت الجلسة الثانية نقدا للمعلمين، حيث وصف أداؤهم بالضعيف الذي يقتل الإبداع في نفوس الطلاب، مع مطالبات بإعطاء المدرسين دورات تدريبية، وضخ الدماء الشابة في التعليم والعناية بحديثي التخرج وتأهيلهم، والمساهمة في حل مشاكل البعض منهم مثل تصحيح النظرة المتدنية للمعلم، مع العناية بالمحفزات، حيث ربط بعض المشاركين الممارسات غير السوية والحوادث المشوهة لوجه التعليم إنما نتجت عن سوء الاختيار للمعلمين. ودعا البعض الآخر إلى أهمية وجود جهات رقابية لتقويم المعلمين لتطويرهم أو الاستغناء عنهم، وإعادة نظام رتب المعلمين وربط الترقي بحسن الأداء، في الوقت الذي طالب البعض بتطبيق التقاعد الإجباري للمعلمات في نصف المدة، وكذلك التشجيع على التقاعد الإلزامي. ويرى بعض المشاركين أنه يتم إثقال كاهل المعلم بأمور إجرائية كالمناوبات ونحوها بينما تتوجه مهمته تعليمية، وسط أهمية تطوير القادة التربويين الذين يعتبرون محور العملية التربوية، ووضع قواعد مقننة لاختيار القيادات العلمية التربوية، مع دراسة لنصاب المعلم. وأشار المشاركون إلى ضرورة الابتكار في التعليم والخروج عن الوسائل النمطية، كما أن عملية التغيير السريع للمناهج مكلفة والواجب أن يتدرج في ذلك ويتأنى، مع العناية بتقليص المواد العلمية للطالبات، وربط الشبكات بين المدارس بوسائل حديثة وسريعة، والتأكد من استمرار بعض المدارس في عملية ضرب الطلاب مع وجود قرار إلغائها.