المدير التنفيذي للجنة الوطنية لرعاية السجناء: أغلب السجينات السعوديات في قضايا قتل

TT

«خلف قضبان سجون جدة تعيش ما يقارب 250 سجينة سعودية من 1200 سجينة ومن فئات مختلفة ومعظمهن قاتلات والبعض في قضايا مخدرات»، هذا ما قاله عبد الإله عبد المجيد المدير التنفيذي للجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم لـ «الشرق الأوسط».

واضاف عبد المجيد أن جدران تلك السجون تضم شبابا سعوديين بعضهم جامعيون تتراوح أعمارهم بين 18 عاما الى 25، متورطون في قضايا مخدرات والسبب كما يقول «عدم وجود وظائف كانوا قد حلموا بها وهم في مقاعد صفوف الجامعة، وعند خروجهم صدموا بالواقع والأصعب من ذلك فقدان المجتمع لمفهوم التكافل الاجتماعي يؤدي الى رجوعهم الى السجن مرة أخرى»، وكان الشاغل في اللقاء قضية تحويل أسر السجناء المحتاجة إلى أسر منتجة.

واشار عبد المجيد الذي كان يتحدث في اللقاء بالجمعية الخيرية الأولى بجدة التي ضمت أعضاء اللجنة النسائية ومديرات الجمعيات الخيرية بجدة أول من أمس، للمعوقات التي تواجه اللجنة في تنفيذ برنامجها ومن أهمها عدم وجود الرعاة لتلك البرامج، وقال «للأسف مجتمعنا جاهل لمفهوم العمل التطوعي وبالتالي التكافل الاجتماعي مفقود في مجتمعنا، بالرغم من ان من مبادئ ديننا الإسلامي غرس مفهوم التكافل الاجتماعي». ويرى أن غياب هذا المفهوم يؤدي الى الانحراف مستشهدا بقصة قد تصادفنا دائما ونمر بها، كأن نرى طفلا في العاشرة من عمره يدخن سيجارة لا نجرؤ على النصحه خوفا من ردة فعله المحرجة عادة أو من دويه وهذا حسبما يقول عبد المجيد ما تقع في مدارس القطاع الخاص.

وعن غياب الرعاة لمثل هذه البرامج وخوفها من سرد اسم جمعية خيرية أمامها لاستنزافهم للأموال يقول «حاولنا وما زلنا ساعين في تغيير مفهوم الجمعيات الخيرية بأنها ليست فقط بنكا تأخذ المال من أصحاب الخير وتدفعها للمحتاجين، أو هي محطة يقف المحتاجون أمامها لتحقق أحلامهم، لذلك نوجه اسر السجناء للتدريب في مجالات عديدة ليتعلموا صنعة تكون دخلا لهم في المستقبل، أما بالنسبة لأصحاب الخير نريد منهم مساعدتنا للقضاء على الانحراف الذي يقع لأفراد تلك الأسر مما قد يضر المجتمع. ويستشهد بمشروع إنساني يحتاج الى من يسانده قائلا «تكريم الأم المثالية لأسر السجناء، وهي الأم التي واجهت وصبرت لعبوس القدر وحافظت على شرفها وشرف ابنائها خاصة بالرغم من نومهم أحيانا لمدة أربعة أيام دون طعام ويقول «نريد تكريمها بان نؤسس بيتها من جديد وأهمها الأجهزة الكهربائية إلا أننا لم نجد من يكافئ هذه الأم الحنون».

أما موضوع استثمار دخل الجمعية بمشروع يعود ريعها ها ويكون دخلا جيدا بدل انتظار جيوب المحسنين يقول «إن النظام لا يسمح بذلك بأن نستثمر في الأسهم مثلا أو الوديعة، ولكن نحن بصدد التعاون مع إحدى الطبيبات في فتح معهد للتدريب الصحي تحت مظلتنا ويكون أفراد الأسر المحتاجة أولى من غيرهم للتدريب وريع المعهد هو دخل للجنة السجناء».

وحول تحويل الأسرة المحتاجة إلى منتجة اقترحت مايا حلفاوي مديرة النشاط النسائي بجمعية ماجد بن عبد العزيز للتنمية والخدمات الاجتماعية، تدريب نساء تلك الأسر للحرف المهنية وذلك بتعلم مهنة النجارة، السباكة، صيانة الكهرباء.