إحسان طيب: الأمان الاجتماعي يتحقق بتقديم رواتب مجزية للشباب

تشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة في المطاعم الكبرى

TT

كشف إحسان الطيب، مدير الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة أن عدد المتسولين السعوديين لا يمثلون أكثر من 2 بالمائة، وأشار إلى عدم وجود إحصائية لنسبة الفقراء في السعودية. وقال في حوار لـ «الشرق الأوسط» إن الاعانات التي تصرف على نزيلات دور الرعاية لا تستمر الى الابد، وأن الوزارة لا تتبع سياسية «الرضاعة المستمرة»، قاصدا بذلك أهمية قيام مؤسسات المجتمع المدني ورجال الأعمال بدورهم، تجاه هذه الشرائح. وفي مايلي تفاصيل الحوار:

> رأينا عددا من الأطفال المعوقين الذين يستخدمون الكراسي اليدوية في التنقل وضعف بنيتهم الجسدية تدل على حاجتهم لكراس كهربائية، ماهي جهودكم في هذا الصدد؟

ـ الشؤون الاجتماعية تقدم كافة المساعدات للمحتاجين عن طريق لجنة دراسة الحالة، التي تعد تقارير وافية عن كل حالة وكتابة تقرير واضح عنها ثم تقديم المساعدة لها وبالنسبة للأطفال المعوقين فنحن نعطيهم الأولوية. > ولكن هناك طلبات للأطفال كثيرة لم تتوفر لهم حتى الآن الكرسي الكهربائي، خاصة وهما في حاجة ماسة إليهم لمساعدتهم على الاندماج في التعليم مع الأسوياء وبالتالي مع المجتمع؟

ـ في الحقيقة هناك وقت يكون فيه البنود مستكفية أو يكون نهاية العام المالي كما أن الطلبات التي تقدم لنا كثيرة نقوم برصدها وعمل بحث حالة لها وتوفير ما تسمح به الميزانية.

> بالنسبة للفتيات مجهولات النسب منعت الوزارة تعايش الفتاة التي سبق لها الزواج مع الفتاة التي لم تتزوج فما هي الإجراءات التي اتبعتموها لسد هذه الثغرة؟

ـ الفتاة التي سبق لها الزواج لها خصوصية في طريقة الحياة تختلف عن إقامة البنات لذلك فلا بد من انفصال المتزوجات عن الفتيات لأنهن يحتجن إلى نوع من الاستقلالية وإلى بعض الخدمات التي قد لا تكون متوافرة في دور الرعاية، خاصة إنهن قد يكون لديهن أطفال صغار يحتاجون إلى رعاية خاصة كما أن الوزارة توفر لهن دار الضيافة المؤقت الذي هو عبارة عن سكن مستقل يلائم حياتهن.

> تقوم بعض دور الرعاية بصرف 500 ريال شهريا لهؤلاء الفتيات اللاتي سبق لهن الزواج هل يناسب هذا المبلغ احتياجاتهن للمعيشة الكريمة؟

ـ ليس هناك كفالة تستمر العمر كله وبالتالي ليس هناك رضاعة مستمرة الفتاة ذات الظروف العادية قد تصل إلى سن معينة وتعتمد فيها على نفسها، ونحن نعلم فتيات دار الرعاية الاجتماعية على الاعتماد على النفس والثقة في القدرات الشخصية، خاصة أن الفتاة تعلمت وحصلت على شهادة وتم مساعدتها في الزواج كما تقوم بعض دور الرعاية بتوفير بعض الأعمال المناسبة لهن، لذلك فإن استمرار الرعاية الدائمة يعلم الاتكالية.

> كيف نرى مواطنين سعوديين يقومون بالتسول في الشوارع العامة فما دور الوزارة في ذلك؟ وهل هناك خطة واضحة لتأهيلهم وإعادتهم للمجتمع؟

ـ لا شك أن المتسول يعطي انطباعا سيئا لشكل أي بلد كما أن وزارة الشؤون الاجتماعية مسؤولة فقط عن المواطنين السعوديين وهم يمثلون حوالي 2 بالمائة فقط من إجمالي عدد المتسولين لذلك تقوم الوزارة برعاية المسنين منهم ووضعه في دار العجزة والفتية منهم نضعهم في دار الأيتام ومنهم من هو قادر على العمل نرسله إلى مكاتب العمل والمواطن المسؤول عن أسرة يعطي الأولوية في صرف مساعدات مالية من مكتب الضمان الاجتماعي، كما أن تقارير وزارة الداخلية قد أثبتت أن أغلبية المتسولين ليسوا مواطنين سعوديين وأنهم فئات أجنبية لا يحملوا إقامات شرعية.

> عدد المواطنين السعوديين 16 مليون نسمة كم نسبة الفقر فيهم؟ وما هو الفقير من وجهه نظرك؟

ـ ليس هناك إحصائية تمثل نسبة الفقراء حتى الآن ولكن تعمل الدولة جاهدة على الحد من انتشار الفقر عن طريق رفع مستوى معاشات الضمان الاجتماعي وتشجيع الجمعيات الخيرية ودعم العمل التطوعي وتشجيع الشباب على العمل الخيري، أما عن الفقير فهو الذي لا يفي باحتياجاته الاسياسية من مأكل ومسكن وتعليم ورعاية صحية كما أن الفقير يختلف منطقة إلى أخرى فالمواطن الذي يسكن البادية تختلف احتياجاته عن مواطن المدينة.

> ما هو دور الجمعيات الأهلية في تقديم المساعدات للمواطنين؟

ـ لا شك أن الشراكة مطلوبة فالوزارة لا تستطيع أن تفي بكل الاحتياجات الخاصة بالمواطنين فالضمان الاجتماعي يقومون بدفع تكاليف تدريب الشباب عند المؤسسات التجارية الكبرى كما أن العمل الاجتماعي له ثلاثة أبعاد هي (الدولة، الشؤون الاجتماعية، القطاع الخاص) وعليهم أن يتعاونوا لحل جميع مشكلات المجتمع. والحمد لله في السنوات الأخيرة نجحت بعض الشركات الخاصة في تأهيل وتدريب بعض الشباب على العمل، وأصبحنا نسمع الآن عن بعض الشركات قامت بتشغيل أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة كالصم والبكم للعمل في المطاعم الكبرى واعتقد أنها بداية تفتح أبواب المستقبل لتواجد القطاع الخاص في العمل الخيري.

> سجلت إحصائية وزارة العمل أن عدد البطالة وصل إلى 15 ألف شاب فما رأيكم في تقديم إعانات لهولاء الشباب يقومون بسدادها عند حصولهم على عمل؟

ـ حل مشكلة البطالة ليس في يد الجهات الحكومية فقط وأنما في تغيير مفهوم الشباب للعمل فنحن نريد تغيير مفهوم قيمة العمل بالنسبة للشباب فديننا الحنيف يناشدنا بضرورة العمل مهما كان عملاً بسيطاً، إنما يحقق مفهوم قيمة العمل، كما أن على الشركات الخاصة تقديم رواتب جيدة ومناسبة للموظف حتى يتحقق الأمان الاجتماعي ويقبل الشباب على العمل، كما أن فكرة تقدم إعانات للشباب العاطلين هي فكرة قد تجعلهم أكثر اتكالية على الوزارة كما أن هناك قاعدة تقول الحاجة هي أم الاختراع.