أنباء عن شكاوى وراء تأجيل موعد الاقتراع في غرفة المدينة

TT

ما زال مجتمع الأعمال في المدينة يرزح تحت المفاجأة الكبيرة المتمثلة بقرار وزير التجارة الصادر أول من أمس بتأجيل الانتخابات وموعد الاقتراع في الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة، الذي كان من المزمع أن يبدأ غدا إلى موعد غير محدد، وهو الأمر الذي فتح باب التكهنات حول الأسباب التي دعت الوزارة لاتخاذ قرار التأجيل. وفي الوقت الذي أكدت فيه مصادر مطلعة لـ «الشرق الأوسط» بأن سبب التأجيل يعود لشكوى تقدم بها 11 مرشحاً لأمير منطقة المدينة حول تجاوزات في الغرفة والعملية الانتخابية، وأن «الأمارة أمرت بإيقاف الانتخابات على الفور وتدخل المباحث الإدارية للتحقيق في التهم والشكاوى التي رفعت إليها» كما أوضحت المصادر.

وكان المرشحون الـ 11 قد تقدموا بشكوى اشتراكات المنتسبين للغرفة، وكانت مصادر مطلعة قد أكدت لـ «الشرق الأوسط» فتح الأمانة العامة التحقيق بشأن المسألة، إلا أن قراراً آخر بتأجيل التحقيق في الأمر حتى انتهاء فترة الانتخابات، قد صدر بعدها، بسبب «الإنشغال التام في فترة الانتخابات وحساسية الوضع في هذه الفترة» بحسب ما أوضح نائب الأمين العام سهل حجار.

من جانبه أكد رئيس مجلس إدارة الغرفة الحالي منير محمد ناصر لـ «الشرق الأوسط» يوم أمس الأول حدوث بعض الأخطاء في إدارة الاشتراكات، لكنه عزاها إلى أخطاء في نظام الكومبيوتر، وقال «سنتحقق من الموضوع، ولو اضطررنا للاستعانة بخبرات للتحقق من الأنظمة المتبعة داخل الغرفة فسوف نلجأ لذلك، لأنه يهمنا بالدرجة الأولى كمجلس إدارة وسلطة تشريعية بالغرفة الوقوف على كافة الملابسات وإيضاح أي غموض أو خلل يحدث، وسنظهر الحقيقة وأود التأكيد على أن هناك أنظمة دقيقة تسير عليها الغرفة قبل تسلمنا رئاسة مجلس الإدارة وما زالت متبعة، لكن من تحقيقاتنا الأولية نقول إنه قد يكون هناك بعض الأخطاء التي حدثت بسبب تداخل أنظمة الحاسب الآلي، وستتكشف الحقيقة خلال الأيام المقبلة».

محمد متروك منصور، رئيس تكتل المجموعة الذهبية، التي انسحبت بأيام قليلة قبيل بداية حرب الاتهامات التي أدت إلى التأجيل أبدى تخوفه من انعكاسات الوضع الراهن على الغرفة التجارية وعلى مصالح المنتسبين إليها، وعلق على القرار بقوله «نطالب الوزير بالاتصال بكبار رجال الأعمال في المدينة والتحرك لتعيين من يراه صالحاً لشغل منصب عضوية مجلس الإدارة، فهو من أبناء المدينة ولديه خلفية كاملة عن مجتمع الأعمال فيها، ونأمل منه التدخل لتدارك ما حدث لحد الآن وتعيين من يكون قادراً على الارتقاء بغرفة المدينة لتكون في مأمن من الانتهازيين والوصوليين ومن لا يفكرون إلا بمصالحهم الضيقة».

المرشح محمد إياد بافقيه بدوره طالب رئيس مجلس الإدارة الحالي، منير محمد ناصر ورئيس تكتل المستقبل بالاستقالة والعدول عن خوض الانتخابات. من جهة أخرى كان كبار رجال الأعمال في المدينة المنورة، هم الحاضر الغائب منذ اللحظة الأولى لبدء الانتخابات، حيث أبدى بعضهم عدم اهتمامه بالمسألة وآثر الابتعاد عن كل ما يتعلق بالجو الانتخابي باستثناء بعض النكات والنوادر التي يتبادلونها خلال جلساتهم المسائية. وتحدث محمد الشربيني أحد رجال الأعمال الذين قاطعوا الانتخابات لـ «الشرق الأوسط» من مكان تواجده خارج المملكة حيث اختار السفر للراحة والاستجمام حتى انتهاء فترة الانتخابات، وأبدى عدم اهتمامه بالمسألة ككل وقال «كل حقوقنا ومعاملاتنا في الغرفة تصلنا بالكامل، لكن من يتأثر حقاً هم صغار المستثمرين والمنتسبين للغرفة ولذلك آمل أن يسخر الله لغرفة المدينة من يستطيع إدرتها بما يعود بالنفع على مجتمها، والحقيقة أن سبب عزوفنا عن عدم المشاركة هو الحفاظ على وقتنا الثمين، وسمعتنا من أن تلوكها الألسن».